مخاوف من انهيار مبنى البرج المحترق في لندن وعالقون بداخله
كاتيا يوسف ــ لندن
مخاوف من انهيار المبنى (فرانس برس)

قال رئيس الإطفاء في العاصمة البريطانية لندن، إنّ عدّة أشخاص لقوا حتفهم، عقب اندلاع حريق ضخم أثناء الليل في مبنى برج غرب المدينة. وتأكد لغاية الآن مقتل ستة أشخاص، بحسب بيان الشرطة البريطانية. وقال شهود عيان إنّهم رأوا أناساً محاصرين داخل برج جرينفيل المحترق في شمال كنسينغتون، يصرخون طلباً لمساعدتهم وإنقاذ أطفالهم.

من جهتها، أفادت إسعافات لندن، بأنّ ما يزيد عن 50 شخصاً يعالجون حالياً في المستشفيات. أمّا أندي مور، من هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، فقال إنّ الكتلة الكاملة المكوّنة من 24 طابقاً اشتعلت، وهناك مخاوف من انهيار المبنى.

ووضعت الشرطة رقم طوارئ للاتصال على: 08002330961، والاطمئنان بشأن الأصدقاء أو العائلة.

بدورها، قالت مفوضة حريق لندن، داني كوتون، إنّ هناك عدداً من القتلى، بيد أنّهم عاجزون عن معرفة عددهم بسبب حجم وتعقيد البناء. وفي حديث لها إلى الصحافيين، قالت: "إنّها حادثة لا مثيل لها"، وأنّها خلال فترة عملها، إطفائية، على مدى 29 عاماً، لم تر أبداً أي شيء بهذا الحجم. وأردفت أنّ السبب لا يزال مجهولاً. 

ويبدو أنّ استيقاظ المسلمين بمناسبة شهر رمضان، أنقذ الأرواح، وفق ما نشر موقع "الديلي إكسبرس"، نقلاً عن "سكاي نيوز"، التي تحدّثت إلى رشيدة إحدى السكان المحليين، وقالت إنّ مراقبة أو تأمّل المسلمين لرمضان، ربّما أنقذت الأرواح في البرج، لأنّ العديد منهم كان مستيقظاً، وهذا من شأنه أن يساعد في تبليغ الناس. وتابعت أنّ معظم المسلمين، خلال رمضان، لا ينامون قبل الساعة الثانية أو الثانية والنصف فجراً، بعد الصلاة وتناول وجبتهم الأخيرة لهذه الليلة.



وبحسب رشيدة، فإنّ معظم العائلات كانت مستيقظة، فضلاً عن ضجيج طائرات الهليكوبتر، الذي جذب انتباه الكثير من السكان غير المسلمين، وأدركوا أنّ هناك أمراً ما. ولفتت إلى أنّ المنطقة متنوّعة جداً وفيها العديد من الجنسيات والأديان، لكنّهم متماسكون ويعيشون بسلام مع بعضهم البعض، وهناك من يقول إن غالبية سكان البرج من العراقيين واللبنانيين.

كذلك، تمكّن بول منكر، الذي يقيم في الطابق السابع من الهروب، وقال لـ"بي بي سي"، إنّه حين كان يلوذ بالفرار على الدرج شاهد رجال الإطفاء في طريقهم إلى الطوابق العليا حيث النار الملتهبة، في محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس وإخراجهم من المبنى. وأشار إلى انّه علم بشأن الحريق، ليس بسبب أجهزة الإنذار بل حين سمع الناس تصرخ:" لا تقفز لا تقفز".

من جانبها، قالت جودي مارتن، إحدى شهود عيان: "شاهدت شخصاً واحداً يسقط، وشاهدت امرأة تمسك بطفلها خارج النافذة... وسمعت صراخاً. كنت أصرخ وأطلب من الجميع النزول، لكنّهم كانوا يقولون إنّهم لا يمكنهم ترك شققهم لأنّ الدخان سيئ للغاية في الممرّات".

وقال مايكل باراماسيفان، الذي يعيش في الطابق السابع مع صديقته وابنته الصغيرة، إنّه تجاهل النصيحة الرّسمية للبقاء في الشقق. وأكمل: "لو بقينا في تلك الشقة، للقينا حتفنا، شيئاً ما بداخلي دفعني إلى إخراج الفتاتين، لففت الصغيرة، لأحميها من تنشّق الدخان، وخرجت بهما".



أمّا زوي، التي تعيش في الطابق الرّابع، فقالت، إنّها استيقظت بعد أن طرق بابها أحد الجيران، وتابعت: "كان المكان مغطّى بالدخان، ولم تنطلق أجهزة إنذار الحريق، وانتشرت النيران بسرعة من الطابق الرابع إلى الطابق الثالث والعشرين بشكل مخيف".

وجاءت التقارير الأولى عن الحريق في البرج عند الساعة 12:54 فجراً. وقالت الشرطة إنّه تمّ إخلاء المبنى من الناس بعد ثلاث ساعات.

إلى ذلك، هرعت أربعون سيارة إطفاء إلى المكان، للسيطرة على الحريق الهائل الذي دمّر برج غرينفيل غرب لانكستير. وهناك تقارير تفيد بأنّ بعض الأشخاص لا يزالون محاصرين داخل المبنى، وأنّ السكّان كانوا يصرخون لنجدتهم. كذلك ربط سكّان الطوابق العليا المحاصرون الشراشف وألقوا بأنفسهم من النوافذ في محاولة للخلاص.