مخاوف من انتشار أفكار "النازيين الجدد" في فرجينيا الأميركية

جريمة جديدة في فرجينيا... ومخاوف من انتشار أفكار "النازيين الجدد"

27 ديسمبر 2017
+ الخط -

عاد شبح أعمال العنف العنصري ليخيم من جديد على مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الأميركية، التي قادت الكونفيدرالية الانفصالية في ولايات الجنوب خلال الحرب الأهلية الأميركية في نهاية القرن التاسع عشر.

وفي مؤشر على تنامي نزعة العنف لدى مجموعات النازيين الجدد، شهدت مدينة رستون في فرجينيا، عشية عيد الميلاد، جريمة نازية، نفذها شاب يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، إذ قام بقتل والدي صديقته، لأنهما رفضا أن يقيم علاقة معها، بسبب ميوله النازية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن والدة الفتاة بوكلي كوين فريكر، كانت قد أبلغت أصدقاءها، يوم الخميس الماضي، بأنها اكتشفت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باسم صديق ابنتها، تروج للأفكار النازية وللزعيم الألماني أدولف هتلر. وقالت إنها لن تسمح لابنتها بإقامة علاقة مع شاب نازي.

طلب الوالدان من ابنتهما قطع علاقتها بالشاب، لكن الأحداث تطورت، يوم الجمعة، بشكل دراماتيكي، عندما وجد الزوجان الشاب النازي في غرفة ابنتهما، فأطلق عليهما رصاصات قاتلة قبل أن يطلق النار على نفسه، حيث ما زال في المستشفى في حالة حرجة.

ولعل الخطير في جريمة فرجينيا، أن عائلة الشاب وجيرانا في مدينة لورتن المجاورة كانوا على علم بأنشطته وميوله النازية، ولم يبادروا إلى إبلاغ الشرطة عندما رسم شعارا ضخما للنازية في ساحة خضراء قرب منزله.

واعتُبرت أحداث تشارلوتسفيل إحدى أبرز الأحداث التي شهدها عام 2017 مع بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب، الذي رفض تحميل مسؤولية ما جرى للمجموعات المتطرفة من النازيين والعنصريين البيض، الأمر الذي اعتبر موقفاً عنصرياً وتشجيعاً لتلك المجموعات التي تجاهر بتأييدها لترامب.

وجاء رد الفعل السياسي على أحداث تشارلوتسفيل بفوز "الحزب الديمقراطي" في الانتخابات المحلية التي شهدتها فرجينيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إشارة إلى رفض الناخبين لنزعات التطرف العنصري التي تصاعدت بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي العشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي، تصدرت الأعلام النازية وشعار الصليب المعكوف، إلى جانب أعلام كونفيدرالية الجنوب الانفصالية، الرايات التي رفعها آلاف الشبان الأميركيين، من البيض العنصريين والنازيين الجدد وأعضاء منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية، خلال تظاهرة في مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فرجينيا، احتجاجاً على قرار إزالة نصب للجنرال روبرت لي، أحد أبرز دعاة انفصال ولايات الجنوب عن اتحاد الولايات الأميركية خلال الحرب الأهلية قبل نحو 200 عام.

وقدم المتظاهرون من ولايات أوهايو وميشيغن وويسكنسن، وهي مناطق توصف بـ"حزام الصدأ" للدلالة على تدهور الوضع الاقتصادي فيها. وقبل ساعات من موعد التظاهرة المقررة قرب النصب، اجتاح المتظاهرون المدججون بالأسلحة المرخصة شوارع المدينة وحرم جامعة فرجينيا التاريخية، التي أسسها أحد رموز إعلان الاستقلال الأميركي، توماس جيفرسون.


صحيح أن الحركة النازية ليست جديدة على الولايات المتحدة وكانت حاضرة بقوة في الحياة السياسية الأميركية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، قبل حظر نشاط الحزب النازي الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، ودخول أميركا الحرب إلى جانب الحلفاء، أي المحور المعادي لهتلر، لكن أعداد ما يعرف بالنازيين الجدد تزايدت بشكل لافت بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.

ووصول ترامب إلى البيت الأبيض وصف بالانتصار التاريخي للعنصريين البيض وللنازيين الجدد، الذين يشكلون معاً ما يعرف بحركة "اليمين البديل" (Ulter right)، ويعتبر مستشار ترامب الاستراتيجي، ستيف بانون، وكاتب خطاباته، ستيفن ميلر، من أبرز رموزها.

المساهمون