مخاوف على المعتقلين بعد دخول قوات النظام إلى منبج

مخاوف على المعتقلين بسجون "قسد" بعد دخول قوات النظام إلى منبج

25 أكتوبر 2019
يعيش في منبج ومحيطها نحو مليون شخص (فرانس برس)
+ الخط -
لا يعرف أهالي مدينة منبج السورية على وجه التحديد ما الذي سيكون عليه حال المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، بعد أن سمحت قوات سورية الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على المنطقة بدخول قوات النظام مع الشرطة العسكرية الروسية.

ويعيش في منبج كثير من الفارين من قبضة النظام الأمنية، لكنهم باتوا اليوم تحت أنظاره، كما يخشى كثيرون من غموض مصير المعتقلين في سجون "قسد"، والذين نظم ذووهم الإثنين الماضي، اعتصاما دعوا فيه للإفراج عن أبنائهم.
وقال ياسر البكار لـ"العربي الجديد"، حول قضية المعتقلين لدى قسد: "قوات النظام أصبح لها وجود علني داخل منبج، ورغم أنهم لم يتدخلوا حتى الآن بإدارة سجون قسد في المدينة، لكن الأهالي نظموا الاعتصام تحسبا لما قد يحدث لأبنائهم".
وتابع البكار: "عشرات الأشخاص في سجون قسد مطلوبون للنظام على خلفية نشاطاتهم في الثورة السورية، وآخرون اعتقلتهم قوات سورية الديمقراطية بذرائع مختلفة. في حال غادرت قسد المدينة وتركت السجون بيد النظام ستقع كارثة، فقد ينفذ النظام عمليات إعدام ميداني، أو ينقل المعتقلين إلى سجون أخرى".
وقال مواطن سوري تحفظ على ذكر اسمه، إن "من حق الأهالي في منبج أن يتخوفوا من وجود النظام، وخاصة أهالي المعتقلين في سجون قسد، لكن حتى الآن الأمور طبيعية في المدينة، وقوات النظام لم تتعرض لأحد من المعتقلين، وخطوة الاحتجاج كانت تعبيرا عن مخاوف مستقبلية، خاصة وأن قوات سورية الديمقراطية لا تبالي بمصير أبناء منبج في سجونها، أو بذويهم".
ووفق مصادر محلية، فإن مدينة منبج والبلدات المحيطة بها تضم قرابة مليون نسمة في الوقت الحالي، وهناك نازحون لجأوا إلى المنطقة بعد سيطرة النظام على مدنهم وبلداتهم، كما تضم المدينة نحو 60 ألفا من المطلوبين لقوات النظام.

وأوضح عيسى عميري لـ"العربي الجديد"، أن الوضع ليس جيدا في المدينة. "هناك من يتجهز للرحيل خوفا من قوات النظام، وفي مقدمتهم المطلوبون، أما المعتقلون فلا أحد يعلم ماذا سيحل بهم، ونأمل أن يبقى الوضع على حاله، وتبقى المدينة في قبضة قسد، ولا تصبح في قبضة قوات النظام".
وأضاف عميري: "عشنا أوضاعا سيئة تحت حكم قسد، وبعضها لا يزال مستمرا حتى الآن، لكن الأهالي يشعرون الآن بأنهم سيكونون الضحية، فالنظام لا يؤمن جانبه، ونحن حاليا بين خيارين؛ السيئ هو قسد، والأسوأ هو النظام، ونأمل ألا تسوء الأحوال أكثر من ذلك".