مخابرات السيسي تستبق ذكرى الثورة بحشد الآلاف للهتاف للشرطة
وقال مصدر سياسي بحزب "مستقبل وطن" لـ"العربي الجديد"، إن "النظام ارتأى إبعاد الكيانات السياسية تماما عن واجهة هذا الحشد، رغم أن الطريقة، التي تم بها حشد المواطنين للمشاركة، تطابق طريقة الحشد التي اتبعتها المخابرات والأمن الوطني في تنظيم احتفالية دعم السيسي بمدينة نصر في سبتمبر/أيلول الماضي، في محاولة فاشلة للتغطية على مظاهرات 20 سبتمبر المعارضة الشهيرة التي دعا إليها المقاول والممثل محمد علي، وكانت الأكبر ضد السيسي".
وتوافدت الحافلات التي تقل المشاركين من جميع محافظات مصر، واستغل بعض مديري الحشود التوقيت لتسيير رحلات صباحية اليوم إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يقام بأرض معارض القوات المسلحة بالتجمع الخامس، وتم توزيع الوجبات الغذائية والأعلام على الحاضرين، فضلا عن "تذاكر مكوّدة" لتمكينهم من دخول استاد القاهرة وحضور الحفل الغنائي الذي سيقام مساء اليوم.
ومع تصاعد الدعوات من خارج مصر، وخاصة من قبل المقاول الممثل محمد علي، للتظاهر ضد نظام السيسي غدا السبت الموافق 25 يناير/ كانون الثاني، في الذكرى التاسعة للثورة المصرية ضد نظام حسني مبارك، عادت حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء السياسيين والاجتماعيين والحقوقيين وشباب الجامعات إلى صورتها الممنهجة التي كانت عليها في سبتمبر/أيلول الماضي.
الاستعدادات الأمنية للذكرى التاسعة للثورة هذا العام جاءت مختلفة، حيث بدأت مبكراً الشهر الماضي، بعدما تلقت دائرة السيسي، وبصفة خاصة اللواء أحمد جمال الدين، مستشاره للشؤون الأمنية، تحذيرات من المخابرات العامة والأمن الوطني من إمكانية استغلال بعض المجموعات المعارضة الذكرى التاسعة للثورة لتنظيم مظاهرات، على خلفية نجاح مظاهرات سبتمبر/أيلول الماضي في هز النظام وصورته أمام الرأي العام، رغم المشاركة المحدودة على المستوى المكاني والزمني.
وبدأت التدابير الأمنية الشهر الماضي بتنظيم حملات مداهمة معتادة للشقق المستأجرة للمصريين والأجانب، ومحلات وسط القاهرة والمنطقة المحيطة بميدان التحرير، وتسجيل أسماء المقيمين والعاملين، وسحب بطاقات الرقم القومي الخاصة بمئات الشباب لفحصها، وإخبار العشرات منهم باستلامها لاحقا من قسمي قصر النيل أو السيدة زينب، حيث تم توقيف البعض لساعات، واعتقال آخرين لأيام.