محمية ضانا... الأكبر في الأردن

محمية ضانا... الأكبر في الأردن

09 اغسطس 2017
المحمية الاردنية (DEA)
+ الخط -
فوق جبال محافظة الطفيلة (180 كيلومتراً جنوب عمّان)، وعلى امتداد سهولها ووديانها، تترامي محمية ضانا الطبيعية الأكبر في الأردن.

تأسست المحمية في العام 1989 على مساحة تبلغ 292 كيلومترا مربعاً، لكن العمل الجاد انطلق في العام 1994، كما يبين مدير المحمية، عامر الرفوع، عندما وضعت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خطة متكاملة لإدارة المحمية، بما جعل محيط ضانا الحيوي نموذجاً للحفاظ على البيئة، موازاة مع خلق تنمية اجتماعية واقتصادية في المنطقة. ويقول الرفوع "قامت الخطة على الموازنة بين حماية عجائب ضانا الطبيعية وتلبية احتياجات السكان المحليين".
وحسب نشرة صادرة عن الجمعية الملكية، فإنّ ضانا المحمية الوحيدة في الأردن التي تحتوي على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة: إقليم البحر المتوسط، والإقليم الإيراني-الطوراني، وإقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني. وهو ما جعلها أكثر المناطق تنوعاً في الأردن من ناحية الأنظمة البيئية، والأنماط النباتية.
توجد في المحمية أنواع نادرة من النباتات والحيوانات، وهي موطن للعديد من أنواع الطيور والثدييات المهددة بالانقراض عالمياً، مثل النعار السوري، والعويسق، والثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي.
كما تحتضن المحمية مئات أنواع النباتات، ثلاثة من هذه الأنواع تم تسجيلها لأول مرة عالمياً في المحمية، وحملت أسم ضانا في أسمائها العلمية باللغة اللاتينية، حسب ما توثق بيانات "حماية الطبيعة".
يشير مدير السياحة في المحمية، رائد الخوالدة، إلى تطور الأنماط النباتية والحيوانية، وفيما سجلت الدراسات الأولية التي أجريت في العام 1993 للمحمية 320 نوعا من النباتات و40 نوعا من الثدييات و180 نوعا من الطيور، ارتفعت لتسجل 833 نوعا من النباتات و43 نوعا من الثدييات و200 نوع من الطيور. ويقول "ما هو أكثر أهمية من ارتفاع أعداد الأنواع المسجلة، الحفاظ عليها من الانقراض. الدراسات الأولية سجلت أعدادا قليلة من بعض الأنواع لا تزيد عن العشرات، واليوم بلغت أعدادها المئات".
وبموازاة الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي، شكلت المحمية فرصة تنموية في المحافظة التي توصف بأنها أكثر محافظات المملكة فقراً وحرماناً من فرص التنمية، فجرى إنشاء العديد من المشاريع لاستفادة المجتمع المحلي، سواءً بتوفير فرص العمل أو شراء منتجاتهم، أو تحقيق استفادة غير مباشرة تعود عليهم من خلال حركة السياحة النشطة.
يوجد في المحمية مخيم سياحي هو "مخيم الرمانة" يوفّر للزوار فرصة الإقامة بطقوس بدوية خالصة، من حيث أماكن المبيت أو الوجبات المقدمة والسهرات التقليدية، كما توفر طبيعة المخيم وموقعه فرصة استثنائية لمحبي مراقبة النجوم.
كذلك، يوجد في محيط المحمية أربعة مشاريع تنموية اقتصادية اجتماعية، هي مشغل ضانا للحي، ومشغل ضانا لتجفيف الفواكه، ومشغل فينان لتشكيل الشمع، ومشغل فينان للجلود.
وبلغت استفادة المجتمع المحلي المباشرة وغير المباشرة من المحمية خلال العام الماضي مليونا و600 ألف دينار أردني، حسب الرفوع، وهي الاستفادة التي حققها انتعاش السياحة البيئية إلى المحمية.
وتشير إحصائيات الجمعية إلى أن عدد الزوار قبل إنشاء المحمية كان يبلغ 500 زائر سنوياً مقابل 120 ألفا في الوقت الحالي، الأمر الذي شجع المجتمع المحلي على افتتاح فنادق خاصة قرب المحمية.

المساهمون