محمود درويش.. ورد أقلّ في ذكرى رحيله العاشرة

محمود درويش.. ورد أقلّ في ذكرى رحيله العاشرة

09 اغسطس 2018
(غرافيتي لمحمود درويش في جنين، تصوير: سيف دحله)
+ الخط -

ارتبط صعود تجربة محمود درويش (1941 – 2008)، الذي يُوافق اليوم الذكرى العاشرة لرحيله)، بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بلحظة شدّت فيها القضية الفلسطينية انتباه العالم.

منذ ذلك الوقت، ارتبطت قراءة صاحب "ذاكرة للنسيان" بمشاهد متنوّعة من المقاومة، من فلسطين المحتلّة عام 1948 إلى بيروت وغيرها، فصُنعت صورة لشاعر يعبّر عن الجماعة أكثر مما يعبّر عن نفسه؛ وكان من الطبيعي أن يرى كثيرون أن هذه الصورة غير دقيقة تماماً. ولأن الشاعر تحوّل إلى "نجم" مع مرور الأيام، أصبح من العسير أن نجد قراءات نقّدية لمجمل تجربته.

السنوات العشر التي أعقبت رحيله، لم تكن كافية هي الأخرى ليتغيّر الأمر. لنتأكّد من ذلك، يكفي فحص نوعية الفعاليات التي تقام في أكثر من مدينة عربية للاحتفاء بذكراه.

بدأ ذلك مع مطلع العام الجاري، حين تضمّن برنامج "وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018" تخصيص فقرات لإحياء عشرية رحيل محمود درويش، وقد اختير "رمز العطاء للثقافة العربية" وذلك من خلال درع تسلّمه السفير الفلسطيني في الرباط.

وإذا كان اختيار "وجدة" يمثّل المؤسسات الرسمية العربية المشاركة في تأسيس تظاهرة العاصمة الثقافية، فإن تكريمات الهيئات الأهلية بدت مرتجلة ولم تخرج عن الدائرة التي جرى عبرها تلقّي التجربة الشعرية لصاحب "عاشق من فلسطين"، فمثلاً يقيم "مهرجان الفحيص للثقافة والفنون" الأردني، في دورته الحالية التي انطلقت في الثاني من الشهر الجاري حفلاً بهذه المناسبة للموسيقى اللبناني مرسيل خليفة بمشاركة ابنه رامي، ومن خلال ذلك نستشعر "الجهد الأدنى" في تكريم محمود درويش، من خلال إعادة سماع الأغاني التي كتب نصوصها.

في جزيرة جربة التونسية، نظّم "بیت محمود درويش للشعر" مسابقة شعرية للشباب دون 25 عاماً، وجاء في الشروط أن لا تتجاوز القصيدة ثلاثين بيتاً أو ثلاثين سطراً، ولن نجد بعدها خبراً منشوراً عن النتائج التي يفترض أنها أُظهرت الشهر الماضي أو قصائد الفائزين بها، وكأن المقصود فقط هو الإعلان عن الجائزة التي تتزامن مع الذكرى العاشرة لرحيل صاحب "أرى ما أريد".

على المنوال نفسه، وبثقة أكبر بالنفس، أطلق "بيت الشعر" في مدينة الفجيرة الإماراتية ما سمّاه "وسام محمود درويش للشعر العربي"(!)، حيث سيُمنح "الوسام" كلّ عام لـ"شخصية أدبية أسهمت في إثراء حركة الشعر"، وقد لا يكون ضرورياً انتظار الحائزين عليه، بالنظر إلى الأسماء المشاركة في ندوة أقيمت بالتزامن مع الحدث، حيث لم تزد أوراقهم شيئاً عما قيل عن تجربة الشاعر في السابق، وقد لا تضيف كل هذه الأوراق للقارئ أو المتابع أكثر مما يعثر عليه في موقع "ويكبيديا".

وفي الحقيقة، يصعب من خلال هذه الاحتفاليات العابرة أن ننتظر جديداً حول محمود درويش، وسيكون من المبالغة انتظار إصدار نقدي رصين حوبه عبر هذه الأطر، أو ندوة تقدّم جديداً عنه.

المساهمون