محمود أبو زيد يحكي عن رحلته مع السينما (4/7)

محمود أبو زيد يحكي عن رحلته مع السينما (4/7)

30 يوليو 2020
+ الخط -

ـ طيب أفهم من كده يا أستاذ محمود إن المخرج اللي ما بتشتغلش معاه تاني، زي أحمد يحيى وأشرف فهمي وغيرهم، ده معناه إنه ما حصلش توافق بينكم فخلاص بتدور على مخرج تاني تجرب معاه، أو تخليك مع اللي جربت التعاون معاه قبل كده ونجحت التجربة؟

هاقولك حاجة، جزء مهم من شغلك كسيناريست إنك تحاول تختار المخرج اللي يليق للسيناريو اللي كاتبه، خصوصاً لو أنت كمؤلف بتكتب موضوعات مختلفة الألوان، يعني مثلاً واحد زي صلاح أبو سيف، أستاذ كبير، لكن لما كان بيعمل أفلام واقعية في الحواري أو في الريف تطلع ناجحة جداً، لما عمل أفلام في قصور أو في طبقات راقية ما كانتش نفس المستوى، جيدة آه بس مش نفس مستواه، عشان كده أنا مش بس بادور على مخرج كويس، وكل الأسامي اللي اشتغلت معاها لمخرجين كويسين، بادور على توأمة فنية، لما اشتغل مع مخرج عايز نبقى أنا وهو أصحاب، يعني أحمد يحيى مثلاً مخرج كويس بس ما قدرناش نبقى أصحاب.

ـ مع أن الفيلم اللي عملتوه كان حلو ونجح اللي هو (حب لا يرى الشمس)؟

حلو جداً ونجح وكل حاجة بس ما قدرناش نبقى أصحاب، والمشكلة إن الفيلم ده عملوا فيه تغيير أنا ما كنتش موافق عليه خالص ككاتب، وعشان أوافق إن الفيلم يتعرض، لإني كنت أقدر أوقفه عن العرض، خدت على أجري زيادة 15 ألف جنيه أو مبلغ زي ده، والحقيقة أنا قررت إني آخد المبلغ ده بالعند فيهم كغرامة أو عقوبة ليهم، عشان غيروا السيناريو من غير الرجوع ليا، وللأسف ما كانش ينفع خلاص إنهم يغيروا اللي صوروه فعلاً.

ـ معلهش ممكن تشرح لي اللي حصل أكتر لإنه مهم جداً؟

شوف يا سيدي، كنت أنا في السيناريو كاتب إن الأب لما بيدور على ست عشان تخلف عيل لابنه وينسبه لمراة ابنه، فما يلاقيش حد يوافق، ويبدأ يلف في الكباريهات عشان يدور على واحدة شغالة في الدعارة ممكن توافق على إنها تخلف عيل وتسيبه وتمشي، فمش عارف ليه قالك لأ بلاش نطلع البطلة prostitute عشان الجمهور ما يقفلش منها، طيب يا اخواننا موضوع إنك تختار البطلة عاهرة، ده مش جاي من فراغ، ومقصود إنه يخلي الدراما أصعب وأفضل، عشان لما تحط البطل في تناقض بعد كده إنه يقبل بيها، يكون ده صعب جداً عليه ويدي للدراما معنى ويخليها مختلفة ومش تقليدية، لكن للأسف راحوا غيروا المهنة، وخلوا البطلة بنت كويسة جدا وما عليهاش أي مشاكل اجتماعية وألف حد يتمنى يرتبط بيها، هي ليه أصلاً توافق إنها تبيع ضناها، هما عملوا ده عشان يجيبوا نجلاء فتحي اللي اسمها كان عالي كنجمة وقتها، وأنا ما كنتش مرتاح لده لإن ده خلى الدراما اللي أنا عاملها تختلف برغم إن ما فيش تغييرات كبيرة، لكن مجرد تغيير مهنة ممكن يودي السيناريو اللي أنت كاتبه في حتة تانية، وده للأسف أحبطني، لكن مع ذلك الفيلم نجح جماهيرياً، واتكتب عنه كويس.

ـ ده كان حصل قبل فيلم (العار) فزود من اقتناعك بإنك لازم تبدأ تنتج أفلامك؟

هو الحقيقة موضوع إنتاجي لفيلم (العار) كان قسمة ونصيب، لإني كنت بعت سيناريو (العار) مرتين واسترديته، الأول بعته للمخرج سعيد مرزوق، كان المفروض هيعمله وكان هينتجه إيهاب الليثي، وخدت عربون وبعد كده الموضوع اتعطل، فرجّعت العربون واسترديت السيناريو، وبعد كده بعته للمنتج مخلص شافعي وكان هيخرجه يحيى العلمي، والحقيقة ما انبسطتش، يعني ما لقيتش نفسي على أرضية فنية واحدة مع مخلص شافعي، وكان هو أصلاً مش عايز يشتغل مع يحيى العلمي كمخرج، ولقيت نفسي مش عارف أبقى صاحبهم ولا يبقوا أصحابي، وزي ما قلت لك أهم حاجة إن المشتركين في العمل الفني يبقوا متوائمين مع بعض، اللي بوظ الفن دلوقتي إنه بقى سبوبة، كله عايز يقبض ويمشي من غير ما يبقى في توافق ولا تواؤم فني وإنساني، ويمكن باحمد ربنا إني خدت القرار ده برغم صعوبته علي، وإني استرديت السيناريو مرتين وأقرر أنتجه وأراهن عليه بكل ما أملك.

قلت لي قبل كده إنك بتحرص على متابعة الفيلم من أول لحظة لغاية رد فعل الجمهور عليه، لكن لما بتلاقي اختلاف في إيرادات الأفلام، هل بتقعد تحلل ده وتنشغل بيه؟

ـ في فيلم (العار) كان عندك فخ إنتاجي كبير اسمه البطولة الجماعية، تجربة فنية ممتازة لكن عشان تتنفذ وتشوف النور بتقابلك صعوبات مريعة، إزاي قدرت توفق تلات أسماء كبيرة مع بعض، نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي، فضلاً عن باقي الممثلين اللي أدوارهم كلها كويسة، احكي لي شوية عن كواليس التجربة دي؟

وقت تنفيذ فيلم (العار) كان نور الشريف أعلى واحد في أبطال الفيلم ومن الأعلى أجراً في السوق وقتها، ولما عرضت عليه السيناريو وافق عليه 24 قيراط، ما كانش ليه أي ملاحظات أو طلبات، كنت ناوي أجيب حسين فهمي من الأول في دور وكيل النيابة، لإن حسين زميلي من زمان، كنا في المدرسة مع بعض في ثانوي، اللي حصل إن جه نور الشريف بعد كده وكانت نجوميته أكبر من حسين فقالي: باقولك إيه يا محمود أنا يعني عيني بتزغلل على دور وكيل النيابة، وكنت جبت فيه حسين فهمي خلاص، ولما لقيته لسه بيشاور عقله قلت له طيب اديني قرار، وقلت له كده مش عشان أمشي حسين فهمي من الدور، لكن عشان لو لقيت نور أصر على موقفه، أقوم أعتذر لنور، لإني كنت اتفقت مع حسين، وطالما اتفقت يبقى خلاص لا يمكن أرجع في كلامي لأي حسابات، ده قطع أرزاق، وللأمانة نور ما كانش عارف إني اتفقت خلاص مع حسين، ولو كان يعرف ما كانش هيقول كده لإنه من النجوم اللي يفهموا كويس جدا في الأصول، هو كان حابب يغير الشخصية لإنه شايف فيها مساحة تمثيل صعبة، وعشان كده هتلاقيه طلع في برامج كتيرة بعد كده يقول إن أصعب دور في الفيلم كان دور حسين فهمي، لإن ده رأيه من زمان. المهم بدأت أفكر إني أجيب عادل إمام بدل نور الشريف، وأستفيد بيه كاسم وكنجم وكممثل، وقتها في أول الثمانينات عادل كان لسه بيقبل يلعب أدوار بطولة جماعية، وما كانش أجره لسه عالي جداً زي فترة منتصف التمانينات، لكن رجع نور الشريف قالي لأ أنا خلاص زي ما أنا، فاكتمل "الكاست" الرئيسي بالنسبة لي، واتفقت بشكل نهائي مع نور الشريف وحسين فهمي ويحيى الفخراني.

ـ يحيى الفخراني مش محمود عبد العزيز؟

لا، يحيى الفخراني في الوقت ده كانت أسهمه زي محمود عبد العزيز، لإن ما كانش محمود بدأت نجوميته تعلى، ويحيى وافق خلاص، وجه قعد معايا أنا وعلي عبد الخالق ونور وحسين فهمي في قعدة في بيتي وقرينا السيناريو، فقالي السيناريو حلو جداً بس الحقيقة أنا أوف، قالها بالإنكليزي off قلت له يعني إيه أوف؟ قالي: أنا أقل واحد فيهم وبتاع، قلت له خلاص ما تزعلش، طالما انت مش حابب خلاص ما تزعلش مني، بالعكس أحترم صراحتك لإنك لو قبلت وانت مش حابب السيناريو هتإذيني وأنا ده إنتاجي لأول مرة، رحت جايب محمود عبد العزيز، محمود قرا وجالي المكتب مبسوط جداً ومضيت معاه.

ـ كان محمود عبد العزيز في الوقت ده عايز يخرج من تكتيفة الأدوار الجان والرومانسي؟

هو كان اشتغل معايا قبل كده في (حب لا يرى الشمس)، وكنت من أول ما شفته حسيت إن عنده خفة ظل لازم تُستغلّ، وبالتالي الدور ده متحقق فيه ده، إنك كممثل تقدر تضحّك من خلال الموقف والتمسك بالشخصية، وأعتقد لو يحيى الفخراني عمل الدور كان هيحصل نفس الأثر، طالما الدور مكتوب صح والممثل عنده قبول ومهارة هيحصل الأثر اللي انت عايزه بإذن الله.

ـ طيب هل كنت عرضت السيناريو على عادل إمام في الوقت اللي اختلفت فيه مع نور؟

لأ ما لحقتش، أنا أول ما قلت لنور خلاص ما تزعلش مني أنا هاضطر أجيب عادل إمام، قالي خلاص على طول أنا معاك.

ـ هو كان اتلسع قبل كده من عادل إمام لما اعتذر عن فيلم (الغول) وقبلها فيلم (المشبوه)، فراح الدور في المرتين لعادل إمام ونجح بيهم نجاح كبير؟

بالضبط كده.

ـ طيب وعلي عبد الخالق كمخرج كان أول اختيار ليك لما استرديت السيناريو؟

طبعا، خلي بالك علي عبد الخالق زميلي في المعهد وصديقي وصاحبي وعايشين مع بعض سنين، هو بيشتغل في مشاريعه وأنا في مشاريعي، ولما قلت له الفكرة راقت له وحبها والحقيقة ترجمها لي زي ما أنا متخيلها ككاتب بالضبط.

ـ ليه تأخر تعاونكم السنين دي كلها؟

كل واحد كان بيدور على طريقه، ولقينا بعض في الوقت المناسب، وهو تحمس كمان لما عرف إني هانتج الفيلم، ولعلمك بعد فيلم (العار) ما عرضتش عليه أي فيلم إلا لما يكون إنتاجي، عشان أضمن إني أوفر له كل الإمكانيات اللي يعمل بيها فيلمي كما أتمناه.

ـ يعني فيلم (الذل) اللي أخرجه محمد النجار وما كانش من إنتاجك، ما كانش معروض في الأصل على علي عبد الخالق؟

لأ ما اتعرضش عليه خالص، كان منتجه مرشح مخرج تاني كان ناجح أياميها، نسيت اسمه دلوقتي، معلهش بقى الذاكرة والسن.

ـ عاطف الطيب؟

لأ يا ريت عاطف الطيب، كان جميل، لعلمك عاطف الطيب كان شغال مساعد لسيد طنطاوي في فيلم (خدعتني امرأة) وكنت أتمنى نشتغل سوا، المهم نسيت دلوقتي اسم المخرج اللي المنتج كان عايزه، ولما ما قدرش المنتج يجيبه قالي هنجيب محمد النجار وكان وقتها أشطر مساعد أول في السوق، وأخرج بعد كده فيلم (زمن حاتم زهران) وعمل شغل كويس، فأنا قلت تمام يالله بينا، وبالمناسبة كان مفروض محمود عبد العزيز هو اللي هيعمل البطولة مش يحيى الفخراني.

ـ وليه محمود عبد العزيز مشي من فيلم (الذل)؟

حصلت خلافات بينه وبين المنتج.

ـ النصيب بقى، يعني اللي خسره يحيى باعتذاره في فيلم العار عوضه هنا وعوضه قبلها في فيلم (الكيف)، وبالمناسبة ده متماشي مع فكرة الفيلم نفسها، الثروة وتأثيرها على الإنسان، ودي فكرة واضح إنها كانت شاغلاك بشكل فلسفي وديني؟

طبعاً دي من الأفكار المحورية في الحياة، وإزاي الثروة والجري وراها بيذل الإنسان، كان بيتقال في الدعاية وقتها إذا لم تكن تعرف الذل، فتعال إلى السينما لترى الذل بعينيك، كان نازل في العيد.

ـ أنا باعشق الفيلم ده، وكل ممثليه عملوا أدوار عمرهم، لكن مع ذلك أعتقد ما نجحش نفس النجاح الجماهيري زي ثلاثية العار والكيف وجري الوحوش؟

لا لا لا، طبعاً نجح واشتغل كويس جداً.

ـ بس مش بنفس القدر اللي حققته الأفلام اللي قبله، في رأيك هل ده لإن يحيى الفخراني كانت علاقته بجمهور السينما أقل لإنه كان نجم تلفزيوني مكتسح؟

والله في رأيي إن يحيى كان رائع في الفيلم ده، يمكن أحمد بدير هبِّل شوية في أداؤه، وكان محتاج أداؤه يتضبط، لكن الفيلم أنا راضي عنه جداً فنياً وتجارياً، وخلي بالك أنا صادق مع نفسي، يعني لو الفيلم حصلت فيه مشكلة في نجاحه باعترف بيها، مش باخدع نفسي.

ـ قلت لي قبل كده إنك بتحرص على متابعة الفيلم من أول لحظة لغاية رد فعل الجمهور عليه، لكن لما بتلاقي اختلاف في إيرادات الأفلام، هل بتقعد تحلل ده وتنشغل بيه؟

لا مش للدرجة دي، لإني عارف إن دي حاجة ليها مقاييس كتيرة ولو انشغلت بيها هتعطلني، خلاص التجربة اكتملت أرميها ورا ضهري وما أقعدش أفكر فيها خالص نهائي، زي ما بنقول الفيلم خد نصيبه ووضعه فخلاص.

ـ كان ليك تجربة وحيدة مع المخرج الكبير حسن الإمام في فيلم (كيدهن عظيم) بتقيمها إزاي التجربة دي؟

شوف، هو الفيلم ده أنا كنت عامله في الأصل عشان يخرجه سيد طنطاوي، اللي هو أصلاً تلميذ حسن الإمام، لكن حسن الإمام لما قراه شبط في السيناريو وكان المنتج رياض العريان.

ـ وكان رياض العريان وسيد طنطاوي شركاء أصلاً؟

بالضبط، عشان كده جالي سيد طنطاوي وقالي يا محمود، دلوقتي حسن الإمام شبطان في السيناريو ومش عايز يسيبه، قلت له انت هتهرج؟ يعني إيه شبطان في السيناريو، أنا أصل كان ليا تجربة قبل كده مع حسن الإمام وما اشتغلناش، بعد ما بدأت يبقى ليا اسم كويس في السينما، كان كلما يقابلني يقولي إيه يا محمود انت مش عايز تدخل المملكة الإمامية، فاقوله ياريت يا أستاذ والله، وبعدين عرضت عليه موضوع كنت باحبه جداً، وكان في منتج فعلاً للموضوع، اللي هو مخلص شافعي، لكني فوجئت إن حسن الإمام من أول ما بدأنا نشتغل بيطلع القطط الفطسة في المشروع، من قبل ما تكمل كتابة السيناريو، وبعدين لقيته في يوم مديني تلات أربع ورقات وبيقولي دول بقى دهب، أنا عايزك تقراهم وتكتب منهم سيناريو، رحت للمنتج واعتذرت له وقلت له أنا مش جاي عشان أكتب سيناريو وخلاص، أنا عندي مشروع عايز أعمله، واتضح لي إن حسن الإمام ما قراش الموضوع الأصلي اللي أنا بعثتهوله من خلال المنتج، وكان بس بيريح المنتج عشان يمضي معاه وبعد كده يعمل اللي في دماغه، فرحت قلت للمنتج أنا مش هاغير أي حاجة من اللي قال عليها حسن الإمام، وهو اداني قصة مش هاعملها برضه.

ـ كنت رافض القصة اللي اداهالك عشان مش عاجباك ولا رفض من حيث المبدأ؟

الاتنين، لإنه كان مقدم لي قصة أنا شايفها لا تتناسب مع أخلاقياتي وقيمي، وماشية في نفس سكته، اللي هو رقص وعري ومؤخرات ومقدمات والكلام ده، المهم إن الشركة المنتجة جابوا حسن الإمام في المكتب وجابوني، ورحت لقيت مخلص شافعي وأخوه الكبير محمود شافعي وناس ليهم تاريخ في السينما، ولقيت حسن الإمام دخل عليا دخلة إيه بقى يا أستاذ، انت عايز تخرب بيت الشركة دي، مش عايز تعملهم فيلم ينجح، وقال كلام يعني من نوعية إن الأفلام ما تنجحش إلا لو كان فيها مؤخرات ومقدمات، قالها بالبلدي يعني، فأنا استفزني الكلام اللي قاله ووجهت كلامي لمحمود شافعي وقلت له يا محمود بيه أستاذ حسن عايز مؤخرات ومقدمات يصورها، أنا ما عنديش في القصة بتاعتي الكلام ده، وبعدين لو عايزين تكسبوا أكتر من اللي الأستاذ حسن هيعملهولكم، طب ما تفتحوا بيت تسرحوا فيه نسوان، هتكسبوا أكتر من اللي بيقول عليه الأستاذ، فالكل نزل عليهم سهم الله لإنهم ما كانوش متوقعين اللي هاقوله، لإني أصغر من ولادهم يعني، ولما لقيت إني الدنيا اتقفلت خلاص قمت قايل وأنا لو عايز تعمل مؤخرات ومقدمات ما أحبش أصلاً أشتغل معاك يا أستاذ حسن، وقمت ماشي.

ـ أنا كنت متصور بعد موقف زي ده إنها هتبقى قاطوعة فاصولة، مش إنكم هتشتغلوا بعد كده في فيلم؟

وأنا كمان، عشان كده استغربت لما سيد طنطاوي قالي إنه شبط في السيناريو، والمهم أقنعني سيد إننا نتقابل، وكنت رايح وأنا متحفز، طيش الشباب بقى، أول ما قابلته قلت له يا أستاذ حسن انت ناوي تخش المملكة الأبو زيدية، والله العظيم وحياة ديني زي ما باقولك كده، توقعت إنه هيرد عليا رد مش كويس وننهي الموضوع ويرجع الفيلم لسيد طنطاوي، لكن فوجئت بيه بيضحك وبيقولي يا سيدي أنا خدامك، فأنا برضه استفزيت من رده وقلت له: العفو يا أستاذ، بس أنا عايز مخرج مش خدام، وبعدين أدركت إني زودتها، فهديت الأجواء معاه، وكان عندي تخوف إنه ممكن يكون عايز يبوظ الفيلم بشكل ما، عشان كده كنت مهتم جداً بكل التفاصيل، وأعتقد إن التنازل اللي قدمه كان ليه علاقة بإنه حب السيناريو، وبإنه في الوقت ده وكنا في الثمانينات، عايز يغير من طريقته في الشغل ومش حابب يكرر نفس شغله اللي فضل يعمله لحد السبعينات، وبقت علاقتنا كويسة واتعمل الفيلم كويس ونجح جداً.

...

نكمل الأسبوع القادم بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.