محمد الفيتوري.. رحيل "عاشق إفريقيا"

محمد الفيتوري.. رحيل "عاشق إفريقيا"

24 ابريل 2015
(1930 - 2015)
+ الخط -

يبدو أنّ إشاعات رحيل الفنانين والكتّاب قد بدأت تتحوّل إلى حقيقة. قبل أيّام، ودّعنا عبد الرحمن الأبنودي بعد إشاعاتٍ كانت تقول برحيله وكان ينفيها. وها هو الشاعر السوداني محمّد الفيتوري (1930 - 2015) يرحل حقّاً هذه المرّة، بعد أن أشيع قبل نحو عام خبر رحيله، وانتشر في المواقع، إلى أن نفاه أحد أصدقائه بعد زيارةٍ له إلى بيته حيث يقيم في الرباط.

اسمه الكامل محمد مفتاح رجب الفيتوري. وُلد في مدينة الجنينة، غرب ولاية دارفور في السودان. نشأ في مدينة الإسكندرية، وتخرّج من كليّة العلوم في "الأزهر"، وكانت له محطات في عدة مدن عربية منها دمشق وبنغازي وطرابلس، وبيروت؛ حيث ارتبط اسمه بالمقاومة الفلسطينية.

عاش الفيتوري سنواته الأخيرة تحت وطأة المرض حيث تعرّض لجلطة دماغية أثرت على حركته وقدراته.

لم تغب القارة السمراء وقضاياها وأسئلتها عن التجربة الشعرية لصاحب "أحزان إفريقيا" الذي اعتبر في مرحلة ما من الأصوات العربية البارزة لأفريقيا. فحين نتأمّل أسماء مجموعاته الثلاث الأولى: "أغاني إفريقيا" و"عاشق من إفريقيا" و"اذكريني يا إفريقيا"؛ نجد أنّها شكّلت هاجسه الأساسي.

جمعت الفيتوري علاقة جيّدة ببعض القادة الأفريقيين، أبرزهم الديكتاتور الراحل معمّر قذّافي، الذي كتب له شعراً ومنحه الأخير جنسيّةً ليبية، بعد أن أسقطت الحكومة السودانية عنه جنسيتها في عام 1974.

لكن بعد سقوط نظام القذافي، سحبت السلطات الليبية الجديدة الجنسية منه؛ ليمضي وزوجته إلى المغرب ويقيم فيها؛ وفيها سيدفن غداً بعد صلاة الظهر في "مقبرة الشهداء" في الرباط.

تُعدّ تجربة الفيتوري الشعريّة، بالنسبة إلى الإنتاج الشعري في السودان آنذاك، تجربةً مميّزة؛ إذ إنّه حاول الخروج عن النمط التقليدي، لينتقل إلى شعر التفعيلة ويعمل على تطويره برؤية ثورية المضامين. لكن تجربته وقفت عند حدود معينة ولم تتابع التطورات التي وصلها الشعر العربي.

دلالات

المساهمون