محاولات مصرية لتثبيت تهدئة غزة وفصلها عن "صفقة القرن"

محاولات مصرية لتثبيت تهدئة غزة وفصلها عن "صفقة القرن"

03 فبراير 2020
خلال تظاهرة ضد صفقة القرن في غزة(سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت مصادر مصرية خاصة مطلعة على ملف الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة المصري بشأن التهدئة في قطاع غزة استمرار العمل بمسار الهدنة وعدم تأثّره بالإعلان الأميركي الرسمي عن خطة الإملاءات لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" أخيراً، والموقف المصري الرسمي المتجاوب مع طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعي للتفاوض المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وبحسب المصادر التي تحدّثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية أجروا اتصالات مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية بقادة الفصائل في قطاع غزة من أجل تأكيد تثبيت الهدنة، وعدم إشعال مواجهة عسكرية شاملة في القطاع، وفصل مسار التهدئة عن باقي مسارات الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن".

وأشارت المصادر إلى أنّ هناك رفضاً فلسطينياً قوياً من جانب قيادات الفصائل وعلى رأسها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، للصيغة التي تمّ طرحها من الجانب الأميركي بمباركة إسرائيلية في ما يتعلّق بـ"صفقة القرن"، وترحيب بعض الدول العربية ذات الدور الإقليمي المؤثر بها؟ كما لفتت إلى وجود تباين كبير بين الموقف المصري وموقف حركة "حماس" بعد أن شهدت فترات سابقة تقارباً كبيراً بين الجانبين.

وبحسب المصادر "فإنّ قيادة حماس أبلغت القاهرة بأنّ مبدأ خذ ثمّ فاوض الذي تتبناه السعودية والإمارات هو مبدأ يليق بالصفقات التجارية، وليس مبدأ مفاوضات سياسية بشأن مستقبل الأوطان"، مضيفةً أنّ حماس "تلقت دعماً كبيراً" خلال جولة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الخارجية الأخيرة من محاور إقليمية.

ولفتت المصادر إلى أنّ "ملف الهدنة في قطاع غزة برمته على المحكّ خلال الأيام المقبلة، في ظلّ الرفض القاطع من جانب حركة الجهاد وكذلك تيار قوي داخل حركة حماس، للمسار السياسي الذي تجاهل الفلسطينيين واغتصب حقوقهم التاريخية، وانحاز صراحةً للجانب الإسرائيلي".

من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول في حركة "حماس"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحركة كانت تعتبر مفاوضات التهدئة برعاية الوسيط المصري أحد مسارات التخفيف عن أهلنا في قطاع غزة، ولكن إذا كانت لقمة العيش في مقابل الأرض والعرض، فدماء شعبنا هي ثمن الأرض والمقدسات"، مضيفاً "لا يملك أحد التفريط في المقدسات والأرض التي سالت عليها دماء الآلاف من الشهداء".

وأكد المصدر أنّ "المصالحة الوطنية باتت وشيكة من أجل مواجهة العدوان ككيان واحد، وراية واحدة"، مشيراً إلى أنّ "هناك اتصالات مكثفة من أطراف عدة بشأن الترتيب للقاء جامع للكل الفلسطيني للاتفاق على آليات مواجهة تلك الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية".

يأتي هذا في الوقت الذي استقبل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر إقامته بالقاهرة، مساء أول من أمس السبت، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ووكيل جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع.

ووضع رئيس السلطة الفلسطينية جهاز المخابرات العامة المصري في آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، في ظلّ التحديات التي تواجهها، خصوصاً في ما يتعلق بـ"صفقة القرن"، وضرورة مواجهتها على المستوى العربي والإقليمي الدولي. وكان قد حضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، حسين الشيخ، والمستشار الدبلوماسي لعباس مجدي الخالدي، والسفير الفلسطيني لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح.

من جانبه، قال صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، وهو مهندس "صفقة القرن"، إنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "أعطاني العديد من النصائح الجيدة جداً بشأن الخطة الأميركية". كذلك نقل كوشنر في تصريحات صحافية أخيراً عن السيسي قوله: "إنّ الفلسطينيين يحتاجون لاستثمارات اقتصادية ضخمة، وهذا ما استطعنا فعله، كما أعطانا معلومات عن المشروعات التي يمكن تنفيذها لتحريك الاقتصاد الفلسطيني".

وتعليقاً على ما ذكره كوشنر بشأن دور السيسي، قال مصدر فلسطيني في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "للأسف بعض الأطراف العربية تتعامل مع القضية الفلسطينية ككارت (ورقة) في يدها تستخدمه لتحقيق مكاسب على المستويين الإقليمي والسياسي، في حين ترى أخرى أنّ الفلسطينيين من الممكن أن يتخلوا عن أرضهم وقضيتهم بحفنة مساعدات اقتصادية، أو دولارات ومشاريع".