محاكمة لبناني في نيويورك بقضية احتيال بملياري دولار

محاكمة رجل أعمال لبناني في نيويورك بقضية احتيال بملياري دولار

17 أكتوبر 2019
الفساد يفاقم الفقر في موزمبيق (Getty)
+ الخط -
تتواصل اليوم الخميس، في نيويورك، محاكمة رجل أعمال لبناني اعتبر "العقل المدبر" لعملية تبلغ قيمتها ملياري دولار وتتعلق بسلسلة من الرشاوى التي دفعت بموزمبيق إلى حافة الإفلاس.

وحسب وكالة "فرانس برس"، بدأت الأربعاء المحاكمة في القضية التي اتهم في إطارها خمسة أشخاص أولاً، لكن ثلاثة اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم ولم يعد الخامس موجودا في الولايات المتحدة، ما يجعل رجل الأعمال جان بستاني المتهم الوحيد في هذه القضية.

ويفيد محضر الاتهام بأن الرجل الذي يعمل في قطاع التجارة ويبلغ من العمر 41 عاما "هو العقل المدبر لعملية احتيال بقيمة ملياري دولار"، على حد قول ماغاريت موسر، ممثلة النيابة، في نصها.

ويدعى المتهم جان بستاني وكان يعمل في مجموعة بناء السفن "بريفينفست" ودفع عشرات الملايين من الدولارات رشى لمسؤولين موزمبيقيين من أجل الحصول على ثلاثة عقود في 2013 و2014.

ولتمويل هذه الطلبيات، حسب محضر الاتهام، حصل رجل الأعمال على موافقة مصرفين هما السويسري "كريدي سويس" والروسي "في تي بي" على إقراض موزمبيق ملياري دولار، بفضل عمولات سرية.

وتكتمت حكومة موزمبيق على القرضين إلى أن كشف أمرهما في 2016 ما تسبب في سحب صندوق النقد الدولي لدعمه لهذا البلد. وبحرمانه من تمويل دولي، وتبعاً لذلك تخلف هذا البلد عن تسديد دينه وانهارت عملته "ميتيكال". ومع أنها تمتلك ثروات طبيعية كبيرة وخصوصا الغاز، ما زالت موزمبيق واحدة من أفقر دول العالم.

وتدخل القضاء الأميركي في الملف خصوصاً نظراً للأضرار التي لحقت بمستثمرين أميركيين على ما يبدو، بسبب هذه العملية. وقال مايكل شاختر، محامي جان بستاني، إن الاتهامات الموجهة إلى موكله "لا معنى لها إطلاقاً". ويتهم الأدعاء بستاني بتشكيل عصابة لارتكاب عملية احتيال إلكتروني وغسل أموال والاحتيال على مستثمرين.

لكن المحامي شاختر قال إن موكله لم يجر أي اتصال مع المستثمرين الذين أعاد المصرفان بيعهم جزءاً من القروض التي تم الاتفاق عليها. وأوضح أن بستاني لم يقم بغسل أموال، إذ إن كل الأموال التي تلقاها دفعت في حسابه.

لكن الشاهد الأول، وهو أحد ثلاثة مصرفيين سابقين في البنك السويسري، دعم الاتهام واعترف بالتهم الموجهة إليه. وقد وصف جان بستاني، الأربعاء، بأنه مدبر العملية. وقال هذا الشاهد  ويدعى أندرو بيرس، إن رجل الأعمال اللبناني خطط معه لإعادة بيع القروض إلى مستثمرين بغرض"زيادة حجم القروض إلى أقصى حد".

وأضاف أن بستاني قال له إنه دفع خمسين مليون دولار إلى ندامبي غيبوزا، نجل رئيس موزمبيق السابق أرماندو غيبوزا، ليفتح له أبواب الحكومة. وأكد أندرو بيرس أن المدير المالي لـ"بريفينفست" ناجي علام، ورئيس مجلس إدارتها إسكندر صفا، كانا على علم بالرشاوى التي دفعها جان بستاني ووافقا عليها.

وكان وزير المالية السابق في موزمبيق مانويل شانغ، الذي اتهم رسمياً في نيويورك، قد أوقف في نهاية 2018 في جنوب أفريقيا حيث ما زال محتجزا. وبعدما قرر مبدئياً تسليمه إلى سلطات موزمبيق، فضل قضاء جنوب أفريقيا إعادة النظر في الملف وقد يتم تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وقال محامي بستاني خلال الجلسة، الأربعاء، إنه "لا أحد يطلب منكم أن تحبوا الفساد" بعدما اعترف موكله بدفع رشاوى إلى شخصيات رسمية موزمبيقية. وأضاف "لكن ليس هذا ما يتهم به موكلي".

دلالات