مجموعة "بريكس" تسعى إلى تأسيس نظام اقتصادي دولي مواز

مجموعة "بريكس" تسعى إلى تأسيس نظام اقتصادي دولي مواز

25 يوليو 2018
لقاء الرئيسين الصيني والجنوب أفريقي عشية القمة (فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق في مدينة "جوهانسبورغ" بجنوب أفريقيا اليوم الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام، القمة العاشرة لمجموعة "بريكس" تحت شعار "بريكس في أفريقيا: التعاون من أجل المشاركة في النمو الشامل وتقاسم الرخاء في الثورة الصناعية الرابعة".

وتسعى قمة المجموعة التي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء والتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول في الوقت الراهن، حيث تعقد هذه القمة وسط التعافي الاقتصادي العالمي المتباطئ والنكسات التي يعاني منها العالم، وربما تكون قادرة على إضافة وجهات جديدة إلى الأسواق الصاعدة والدول النامية.

وسيناقش زعماء الدول الخمس خلال القمة، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وأوضاع الاقتصاد العالمي، والنزاعات الدولية والإقليمية، إضافة إلى قضايا الأمن القومي والتنمية.

وتأتي القمة في خضم ما أعلنه الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" من فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار سنويا، وما ردت به الصين سريعا من فرض "رسوم مساوية وبالقوة نفسها"، ما يشير إلى بداية حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث انتقد وزراء خارجية "بريكس" الشهر الماضي ما وصفوه "بالموجة الجديدة من الحمائية"، قائلين إن الإجراءات الأميركية تقوض التجارة العالمية والنمو الاقتصادي.



وتحظى القمة هذا العام باهتمام بالغ، لاستهدافها تحرير التجارة من القيود الأميركية وفتح الاقتصاد العالمي، والاستثمار في أسواق الدول الواعدة اقتصاديا خلال السنوات المقبلة، كما تعقد هذه الدول قمما تنافس قمم مجموعة السبع، وتعد نفسها قوة مضادة لما تعتبره نظاما عالميا يسيطر عليه الغرب.




كما تهدف القمة، إلى تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وجيوسياسي بين الدول الخمس وتنمية البنية التحتية في بلدان المجموعة، حيث توسعت أعمال القمة الحالية لـ"بريكس"، لتشمل حوارا بناء بين الدول سريعة التطور والنمو وبين دول الأسواق الناشئة.


وتهدف "بريكس" إلى كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، وإصلاح مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول المجموعة، حيث يبلغ رأسمال المجموعة ما يقرب من 200 مليار دولار.

ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول "بريكس"، 16.4 تريليون دولار، بنسبة 22.3% من الناتج العالمي، ويشكل سكان دول المجموعة، 40% من إجمالي سكان العالم.

وتنتج دول المجموعة نصف المنتجات الزراعية العالمية، بينما تسيطر هذه الدول على ثلث المنتجات الصناعية وحصتها من التجارة العالمية 17%.

وبلغ حجم التبادل التجاري لدول المجموعة مع باقي الدول حول العالم خلال العام المنصرم، 5.9 تريليونات دولار أميركي.

يذكر أن مجموعة "بريكس" تأسست في 2006، وهي تتكون من 5 دول هي "البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا"، و"البريكس" هي مختصر للحروف الأولى باللغة الإنكليزية للدول المكونة للمنظمة.

وجاء التجسيد الفعلي لفكرة تكتل البريكس بعد الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 التي عصفت بالكثير من الاقتصاديات المتقدمة في نظام اقتصادي عالمي هيمنت عليه الولايات المتحدة الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة، وأسست هذه الدول هذا التكتل لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي في ما بينها لتحقيق مصالحها المشتركة وأبرزها تشكيل نظام اقتصادي متعدد الأقطاب قوي له القدرة على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية العالمية.

ومن المتوقع وبحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حالياً، بحسب مجموعة "غولدمان ساكس" البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001، ومن المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفا أو ناديا سياسيا في ما بينها مستقبلا.

ولا تقتصر المشاركة في قمة جوهانسبرغ على قادة الدول الخمس، بل من المقرر أن ينضم إليهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تسعى بلاده إلى فتح آفاق التعاون الاقتصادي مع بلدان المجموعة وتنشيط العلاقات مع القارة الأفريقية.


وتشارك تركيا ممثلة في الرئيس أردوغان بوصفها الرئيسة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث تبلغ قيمة التبادلات التجارية القائمة بين تركيا ودول مجموعة بريكس، 60.7 مليار دولار أميركي، تصل قيمة الصادرات التركية إلى دول المجموعة 7.3 مليارات دولار، بينما تبلغ قيمة المنتجات والسلع التي تستوردها منها 53.4 مليار دولار.

وخلال منتدى أعمال قمة بريكس "التاسعة" في العام الماضي التي عقدت فى مدينة "شيامن الصينية"، وجه رئيس جنوب أفريقيا السابق" جاكوب زوما" دعوة لجميع أعضاء الدول الخمس، مؤكداً أن بلاده ذات المنظور الواسع وفرص الاستثمار الواعدة ترحب بالحضور لزيارتها في بريكس 2018.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية تعتبر "خط مواجهة للنمو والازدهار"، متوقعا أن تحقق بلاده تنمية اقتصادية شاملة وزيادة في التجارة مع دول بريكس الأخرى. وأكد أن حجم التجارة بين جنوب أفريقيا ودول بريكس بلغ 31.2 مليار دولار أميركي في عام 2016.


قروض بنكية

في السياق، وافق بنك التنمية الجديد، الذي أنشأته مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، على قرض بقيمة 300 مليون دولار لمشاريع للطاقة في جنوب أفريقيا وقرض آخر بالقيمة نفسها لمشروع للنقل في الصين.

وتسعى جنوب أفريقيا، التي تستضيف قمة المجموعة، إلى تنويع مزيج الطاقة لتقليل اعتمادها على محطات الكهرباء الملوثة البيئة التي تعمل بالفحم. وطرحت في السنوات القليلة الماضية بضعة عطاءات لاتفاقات للطاقة المتجددة.

وقال بنك التنمية لمجموعة بريكس في بيان، إن قرضه البالغ 300 مليون دولار لجنوب أفريقيا سيجري تقديمه عبر بنك التنمية للجنوب الأفريقي، وسيركز على مشاريع تقلل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتعزز كفاءة الطاقة.

وأضاف أن قرضه البالغ 300 مليون دولار للصين سيذهب لتمويل خط جديد للمترو في مدينة ليويانغ.

وبهذين المشروعين فإن محفظة قروض البنك ترتفع إلى أكثر من 5.7 مليارات دولار، وقالت روسيا هذا الشهر إنها في محادثات مع بنك التنمية الجديد بشأن اقتراض أكثر من مليار دولار لمشاريع للبنية التحتية.



(العربي الجديد، وكالات)

دلالات

المساهمون