مجموعة "الروزنا" تبحث كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي

مجموعة "الروزنا" تبحث كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي

17 مايو 2020
الإحتلال مسؤول عن هشاشة المنظومة الصحيّة الفلسطينيّة (الروزنا)
+ الخط -
نظّمت مجموعة "الروزنا" الشبابية في الدوحة، مساء أمس السبت، محاضرة عن بُعد بعنوان "جائحة كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي"، سلّطت فيها الضوء على أثر الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وسياساته على هشاشة المنظومة الصحيّة الفلسطينيّة التي كشفتها جائحة فيروس كورونا، وسُبل تحسين القطاع الصحي في فلسطين مستقبلاً.

وأكّد طبيب الأطفال المقيم في حيفا أسامة طنّوس، خلال المحاضرة، أنّ السبب الرئيس لهشاشة منظومة الصحة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاستعماريّة، كونه المسؤول عن قصف المستشفيات، وتدمير البنى التحتيّة للقطاع الصحّي، كما هو الحال في كافة القطاعات الزراعيّة والصناعيّة والاقتصاديّة الأخرى. ولفت إلى أنّ "عرقلة ومنع الفلسطينيين من تخطيط وتطوير قطاعهم الصحي، نظراً لانعدام السّيادة الفلسطينيّة، كشف عن الواقع المتردّي للمنظومة الصحية الفلسطينية. فالاحتلال الإسرائيلي، بوصفه استعماراً لا يشبه الاستعمار التقليديّ، يُعد مسبباً رئيساً لذلك".

ويرى طنوس بأنه "في الوقت الذي يهدف الاستعمار التقليدي إلى نهب ثروات البلاد المستعمَرة فقط، يهدف الاستعمار الإسرائيلي، إضافة إلى نهب الثروات، إلى تأسيس سيادة جديدة خاصّة على أرض فلسطين. ولذلك لطالما كانت البنية الصحيّة جزءاً مهماً من الرؤية الصهيونيّة لخدمة الشعب اليهودي. وهذه الرؤية كانت وما تزال على حساب تدمير البنية الصحيّة للشعب الفلسطيني".

وأضاف طنوس: "في النكبة عام 1948، سرق الاحتلال الإسرائيلي سيادة الفلسطينيّين على أراضيهم وأملاكهم وثرواتهم، فأصبحوا فلاّحين بلا أراض، وهذا أدى إلى تدهور وضع الفلسطينيين النفسي والصحي. ومن ثم مارس الاحتلال حكماً عسكرياً على الشعب الفلسطيني، فالحواجز في كل مكان، إضافة إلى الحصار والتضييق، وتهجير الشعب، والفوضى في الخدمات الصحية".
وأشار طنّوس إلى أنّه قبل اتفاقية "أوسلو" في 13 سبتمبر/أيلول 1993، ووفقاً لاتفاقية جنيف، كان الاحتلال هو المسؤول عن تقديم الرعاية الصحيّة للشعب الفلسطيني. وفي هذا "تناقضٌ كبير"، لأنّ الاحتلال ليس قلقاً على حياة الفلسطينيين، وبالتالي لن يكون لديه رؤية صحيّة لخدمتهم. واستطرد طنوس بشرح الظرف الصحّي الفلسطيني بعد "أوسلو"، قائلاً "أصبحت السلطة وكيل إسرائيل في تقديم الرعاية الصحية للفلسطينيين. فأسّست منظومة صحية فلسطينية، منقوصة السيادة، فلا يمكنها إعداد خطط تنمويّة ولا تطوير القطاع".
ولفت إلى أنّ:"السلطة الفلسطينيّة قصّرت بالاستثمار في القطاع الصحّي، في المقابل هي تستثمر بأمور شكلية ليس لها فائدة، مثل جهاز الأمن الذي لا يخدم الفلسطينيين"، على حدّ قوله.

وشدّد طنوس على أنّ استمرار السياسات الاستعمارية التنكيليّة، في ظل جائحة كورونا التي يعاني منها العالم، هي أمر مُتوقّع، "فهذا احتلال، ولا يهمّه إن عاش الفلسطيني أو مات". وأشار إلى أنّ قلق إسرائيل نابع فقط من طبيعة انتشار المرض، لذلك عند إعلان الحالات الأولى في بيت لحم، أعلن نفتالي بينت، وزير الجيش الإسرائيلي، عزل بيت لحم بشكل كامل.
وأعطى طنّوس مثالاً على سياسات الفصل العنصري التي يمارسها الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، خلال جائحة كورونا، بتخصيص نقاط الفحص للبلدات اليهودية دون العربية في القدس، كما في الداخل المُحتل. ولفت إلى أنّ السلطة "عندما أنشأت عيادات لتقديم الخدمات الصحيّة لأهالي القدس، قام الاحتلال بتدميرها فقط للمحافظة على سيادته عليها، ولكنه لا يقدّم رعاية صحية للفلسطينيين ولا يسمح للسلطة بتقديم هذه الرعاية".

وأشاد طنّوس بجهود المجتمع المدني الفلسطيني الذي يعمل بمعزل عن السلطة، واعتبره نموذجاً تاريخياً لمبادرات صحية وزراعية واقتصادية ناجحة، أعدّت جيلاً كاملاً من الأطباء الأكفّاء. وشدّد على أهمية الدور الذي تلعبه اللّجان الشعبيّة في أزمات مثل جائحة كورونا.

يُذكر أنّ "الروزنا" هي مجموعة شبابية تطوعيّة مستقلة، أسّستها مجموعة من الناشطين والباحثين الشباب في مدينة الدوحة في العام 2015، وهي تعمل على إثبات حضورها في المشهد الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية، بغرض المحافظة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

المساهمون