مجلس الخبراء الإيراني يعيد انتخاب أحمد جنتي رئيساً له

مجلس الخبراء الإيراني يعيد انتخاب أحمد جنتي رئيساً له

13 مارس 2018
+ الخط -
أعاد أعضاء "مجلس خبراء القيادة في إيران"، وهو الجهاز المسؤول عن تعيين وعزل وتقييم عمل المرشد الأعلى، اليوم الثلاثاء، انتخاب المحافظ أحمد جنتي رئيساً له، بموافقة 66 شخصاً من أصل 88، كما انتُخب محمود هاشمي شاهرودي نائباً أول له، بتصويت 72 شخصاً، ومحمد علي موحدي كرماني نائباً ثانياً بتصويت 70 عضواً.

وانتهت عملية الاقتراع الداخلي خلال جلسة علنية عُقدت اليوم بالتصويت لصالح أحمد خاتمي وعباس كعبي أعضاءً في الهيئة الرئاسية للمجلس، ليحل هذا الأخير محل دري نجف أبادي.

وكان انتخاب أعضاء مجلس خبراء القيادة بشكله الراهن قد تمّ من خلال استحقاق انتخابي جرى بالتزامن مع الانتخابات التشريعية في فبراير/شباط عام 2016، حين فاز المعتدلون بغالبية مقاعد العاصمة طهران، وحلّ الرئيس الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام، في المرتبة الأولى عن هذه الدائرة التي تعد الأثقل والأهم، فيما أحرز الرئيس حسن روحاني المرتبة الثانية، وحلّ المحافظ أحمد جنتي في المرتبة العاشرة، ليحافظوا على مقاعدهم في المجلس، الذي تبلغ حصة طهران فيه 16 مقعداً.

يذكر أن جنتي محسوب على الطيف المحافظ المتشدد، وهو معروف بمواقفه الحادة إزاء الإصلاح والانفتاح.

ورغم سيطرة المعتدلين على مقاعد طهران، لكن وصول جنتي إلى رئاسة الخبراء بعد الانتخابات، والتجديد له خلال الاقتراع الداخلي الأخير، يعني سيطرة للمحافظين في مجلس حضروا فيه بقوة لسنوات طويلة، ولا تقل أهميته عن بقية مؤسسات الحكم في إيران.

يذكر أن أحمد جنتي من مواليد عام 1927 من منطقة لادان الواقعة غربي أصفهان وسط البلاد، درس في حوزة أصفهان، ثم انتقل إلى حوزة قم العلمية. وفضلاً عن انشغاله بالعلوم الدينية، درس اللغة الإنكليزية والأدب العربي، وشارك في عدد من الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط الشاه الإيراني البهلوي، وهو ما أدى إلى اعتقاله مرات عدة في زمن الثورة.

وجنتي هو الرئيس الحالي للجنة صيانة الدستور، التي كان عضواً فيها منذ تأسيسها بعد انتصار الثورة عام 1979، واستطاع الحفاظ على مقعده في مجلس الخبراء لسنوات طويلة، فترشح مرتين عن محافظة خوزستان، ومرتين عن محافظة طهران، وخسر أمام رفسنجاني حين تنافسا على رئاسة الخبراء عام 2007.

كذلك، فإن جنتي من مؤسسي "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، واستقال من منصبه كإمام لصلاة الجمعة في طهران قبل أيام معدودة. ووافق المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يعين أئمة الجمعة على طلب الاستقالة. كما أنه عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

أما مجلس خبراء القيادة، فيضم هيئة رئاسية تتكون من خمسة أفراد، بمن فيهم رئيس المجلس، وينتخب أعضاؤها بعملية اقتراع داخلي مرة كل عامين. ومنذ تشكيله عام 1983، تم تعيين آية الله حسين منتظري نائباً لمؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، إلا أن هذا الأخير عزله لاحقاً.

وبعد وفاة الخميني، عام 1989، اختار مجلس الخبراء المرشد الحالي علي خامنئي ليكون ولياً للفقيه بدعم من هاشمي رفسنجاني في حينه، وترأس الخبراء منذ تأسيسه علي مشكيني إلى حين وافته المنية عام 2007، وتولى رفسنجاني المنصب من بعده حتى انسحب عام 2011 حين ترشح محمد رضا مهدوي كني لذات المنصب. وبعد وفاة هذا الأخير، فاز محمد يزدي بالمقعد، ليحصل عليه أحمد جنتي في الدورة الحالية.