مجزرة غزة... ردود فعل دولية منددة وتحركات شعبية غاضبة

وأعلنت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، أمس الإثنين، أنها دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن صباح يوم الثلاثاء، حول الوضع في الشرق الأوسط بعد استشهاد عشرات الفلسطينيين على أيدي جنود إسرائيليين.

وقال سفير الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، "ندين ما حدث. سيكون هناك رد فعل من قبلنا".

وفيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن "قلقه العميق" على الوضع في غزة، قال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين إن "مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات بالرصاص الحي في غزة يجب أن يتوقف فوراً. على المسؤولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان أن يحاسبوا".

كذلك، دانت منظمة العفو الدولية "الانتهاك الصارخ" لحقوق الإنسان و"جرائم الحرب" في غزة

الاتحاد الأوروبي:

كذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى "أقصى درجات ضبط النفس".

وقالت في بيان "قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال وأصيب المئات بنيران إسرائيلية اليوم خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة. ونتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح".

وأضافت "على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة. وعلى حماس ومن يقودون التظاهرات في غزة ضمان أن تظل غير عنيفة ويجب أن لا يستغلوها لأغراض أخرى".

وذكرت بـ"الموقف الواضح والموحد للاتحاد الأوروبي" بشأن القدس.

روسيا:

من جهته، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف "إننا مقتنعون بأنه يجب ألا نعود من جانب واحد عن قرارات الأسرة الدولية. مصير القدس يجب أن يقرر بالحوار المباشر مع الفلسطينيين".

تركيا:

أما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان فجدد رفضه قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام" في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على تويتر "الإدارة الأميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الإسرائيلية عن هذه المجزرة".

وندد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو من جانبه "بمجزرة" وبـ"إرهاب دولة" في تعليقه على حصيلة القتلى المرتفعة للفلسطينيين في قطاع غزة. وأضاف "اللعنة على إسرائيل وقواتها الأمنية".

الجامعة العربية:

إلى ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن سقوط قتلى فلسطينيين بالتزامن مع نقل الولايات المتحدة سفارتها بإسرائيل إلى القدس "يجب أن يدق ناقوس خطر وتحذير لكل دولة" تفكر في اتخاذ خطوة مشابهة، وذلك بعدما دعت الجامعة لاجتماع عاجل بشأن المسألة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر دبلوماسي عربي قوله، إن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع غير عادي، يوم الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث القرار "غير القانوني" لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.

المغرب:

وجدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وقال في رسالة وجهها، أمس الإثنين، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذه "الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة". ووصفها بـ"العمل الأحادي الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه".

تحركات شعبية

ينتظر أن تشهد مناطق مختلفة في تونس، اليوم الثلاثاء، سلسلة احتجاجات شعبية تضامناً مع الفلسطينيين.

وأدانت الدولة وأحزاب تونسية نقل السفارة الأميركية رسمياً من تل أبيب إلى القدس المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية على آلاف الفلسطينيين واستشهاد ما لا يقل عن 59 فلسطينياً، مؤكدين أنّ "هذه الشرعية مزيفة وأن ما يحصل هو اغتصاب للأرض".

وقال رئيس حزب "التكتل من أجل العمل والحريات"، خليل الزاوية، لـ"لعربي الجديد"، إنّ "الفلسطينيين يواجهون ببسالة الكيان الصهيوني وقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس"، مؤكداً أنّ "هذا القرار ضد الشرعية الدولية، وأن المتفق عليه دولياً أنها ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية".

بدوره، شدد المتحدث الرسمي باسم حركة "النهضة"، عماد الخميري، لـ"العربي الجديد"، على أنّ "موقف الأحزاب التونسية والحكومة والمنظمات الوطنية واضح وثابت وهو مناصرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وحقه في القدس والاستقلال".

وأضاف الخميري أنّ "حركة النهضة تعتبر قرار ترامب جائراً ولا يخلو من ظلم ولن يزيد الأمور إلا تعقيداً لأنه يغتصب الأرض من أصحابها الشرعيين"، داعياً إلى مواصلة النضال ودعم الشعب الفلسطيني.

من جهته، قال القيادي في "حراك تونس الإرادة"، عدنان منصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما يحصل في فلسطين وغزة بالذات دليل على أن مهمة تحرير الأمة العربية ملقاة على كاهل فلسطين"، موضحاً أنّ "البطولات الفلسطينية رغم ضعف الإمكانات متواصلة والشعب صامد".

وتابع أن "قرار نقل السفارة الأميركية هو بداية المنعرج في القضية الفلسطينية بمباركة بعض المنظومات الرسمية العربية، وهذا الصمت المحيّر دليل على ذلك"، مبيناً أنّ "هناك اليوم حالة خجل كبيرة تجاه الفلسطينيين في ظل قانون اللعبة الجديد وفي ظل الصفقة التي كتبت بأياد عارية ومكشوفة".

كذلك، قال القيادي في "الجبهة الشعبية"، زياد لخضر، إنّ "قضية الشعب الفلسطيني تمر اليوم بمحاولة إلغائها بما يحصل من ممارسات واعترافات يجب التصدي لها"، مؤكداً أنّ "دور التونسيين والأحزاب التونسية أن يكونوا سنداً حقيقياً لإخوانهم في فلسطين، عبر تجريم التطبيع قانونياً لأن العدو الصهيوني عندما لا يجابه بإجراءات ضده يواصل اعتداءاته".

وشارك مئات المغاربة في وقفة احتجاجية، أمس الإثنين، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، تنديدا بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، وتضامنا مع ضحايا "مسيرات العودة".

في غضون ذلك، شهدت مدينة نيويورك الأميركية، مساء الإثنين، تظاهرة احتجاجية ضد نقل سفارة واشنطن لمدينة القدس، واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، والمجزرة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين الذي استشهد فيها 59 شخصاً.

تظاهرة احتجاجية في نيويوك(الأناضول)

كما شهدت مدينة فوبرتال غربي ألمانيا، الإثنين، تظاهرة احتجاج، وسط فوبرتال، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناوئة لإسرائيل من قبيل "فلتقهر إسرائيل"، و"فليقهر الإرهاب".

وخرج الآلاف، أمس الإثنين، في مسيرة بمدينة إسطنبول. وشارك في المسيرة التي حملت عنوان "ارفع صوتك ضد الاحتلال"، أعضاء منظمات مدنية وحشد كبير من المواطنين، حيث حمل المشاركون أعلام تركيا وفلسطين.

وأعرب المتظاهرون عن غضبهم إزاء استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين في المظاهرات على حدود قطاع غزة، مرددين هتافات مناوئة لإسرائيل.

تظاهرات في تركيا(الأناضول )

(شاركت في التغطية من تونس: بسمة بركات)


(العربي الجديد)