مجزرة خان شيخون تصدم الإعلام الاسكندنافي

مجزرة خان شيخون تصدم الإعلام الاسكندنافي

05 ابريل 2017
عاش متابعو القناة الرسمية السويدية صدمة حقيقية (العربي الجديد)
+ الخط -



سلطت وسائل الإعلام والصحف الاسكندنافية الضوء على مجزرة الكيمياوي التي تعرضت لها خان شيخون السورية بكثير من التفصيل والصور المرافقة للخبر الذي احتل صدارة ما نشرته منذ مساء أمس الثلاثاء. ففي استوكهولم بدا لافتاً اهتمام التلفزيوني السويدي، إس تي في، من خلال تحدث القناة مع عمال الإغاثة على الأرض.

ووفقاً لما نقلته القناة لجمهورها من الأرض، فإن الأمر بدا "وكأنه يوم القيامة، فالناس كانوا يتراكضون في كل مكان منذ صباح الثلاثاء يسألون عن الأقارب، وبعضهم يسألني: هل رأيت ابني؟ هل رأيت أخي؟"، بحسب ما قاله عامل الإغاثة في الدفاع المدني، الخوذ البيضاء، حامد قطيني للقناة عبر "سكايب".

وعاش متابعو القناة الرسمية السويدية صدمة حقيقية في تعليقاتهم على ما شهدته بلدة خان شيخون صباح الثلاثاء، وخصوصاً حين فصلت القناة تسلسل الحدث "حيث يبدو أن معظم الإصابات كانت في المنازل مما يشير إلى أنه تم استهدافهم وهم نيام".

ونقلت القناة شهادات السكان والمسعفين الذين ذكروا أن "قصفاً جوياً واضحاً تعرّضت له منطقة مدنية، يصعب وصف ما رأيناه، فالناس ماتوا بدون أن ينزفوا... إنه موت من دون دم وآثار الغاز السام بدت واضحة على عيون وأفواه المصابين والقتلى. عيون هؤلاء الضحايا كانت مفتوحة وجاحظة، ولون بشرتهم تحول إلى الزرقة، وأفواههم يخرج منها الزبد وأطرافهم وقبضاتهم مشدودة ومصابة بتشنجات".

وذكرت القناة عن عاملين في مجال الإسعاف والإنقاذ كيف تعرضت "الطواقم والمشافي لقصف عنيف أثناء عملية نقل المصابين، وهو ما يشير إلى أن الاستهداف كان بقصد القتل، وإلا لماذا يجري بعد عشر دقائق من بداية نقل هؤلاء المصابين قصف بالصواريخ على المستشفيات؟" وذلك بحسب الناشط الحقوقي، عبد القادر حباق، الذي تحدث إلى القناة السويدية من إدلب. وأضاف حبّاق أن الطائرات السورية والروسية قد قصفت المنطقة بشكل متكرر.

وذهبت القناة السويدية إلى عرض فيلم  "صرخة من سوريا" على svt.play. ويتحدث عن فظائع ما يجري في سورية من قتل للمدنيين ومعاناتهم تحت القصف.

وفي العاصمة النرويجية أوسلو ركّزت القناة الرسمية "آر إن كي" على مجريات الحدث الكيمياوي في سلسلة تقارير متواصلة حتى عصر الأربعاء. وأبرزت القناة النرويجية "موت البشر بدون أن يبدو عليهم أية جراح تشير إلى أن قتلهم تم بغاز سام".

ونقلت تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدد ضحايا الغاز الكيمياوي بـ72 وفاة "جلهم من الأطفال والنساء الذين اختنقوا في أحدث هجمات جوية ضمن سلسلة تعرض السوريين لقصف بالغازات الكيمياوية منذ عام 2013 ما استدعى دعوة لمجلس الأمن لبحث المذبحة الأخيرة".

ونقلت القناة قول أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر دولي حول سورية في بروكسل عما يجرى باعتباره " انتهاكات متكررة للقانون الدولي وجرائم الحرب في سورية مستمرة".

كما نقلت القناة ربط المعارضة السورية بين الهجوم الأخير والموقف الأميركي الأسبوع الماضي حول كون "أولوياته ليست إزاحة بشار الأسد. فالإدارة الأميركية لم تفعل شيئاً وهي تمنح النظام فرصاً لينفذ المزيد من جرائمه"، بحسب ما ذهب إليه نائب رئيس الائتلاف المعارض عبد الحكيم بشار.

وفي كوبنهاغن ذهبت يومية "بوليتيكن" (السياسة)، واسعة الانتشار، إلى رفض الرواية الروسية، بعد سلسلة تقارير، عما جرى في مذبحة خان شيخون.

ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية، فليمينغ سبيلدسبويل، قوله إنه "لا يمكن بأية حال الوثوق فيما ترويه روسيا. روسيا دائماً ما تنفي ومن ثم تشوه الحقائق وتلقي بمعلومات خاطئة عمداً... هي تعتمد سياسة "النفي.. النفي.. ثم النفي بغض النظر عما يجري".



وأشارت الصحف بطريقة ذكية إلى نفي النظام أمس قيامه بتنفيذ غارات جوية ثم "جاء الروس برواية منافية للواقع، ولكنها غير مفاجئة، لتؤكد مسؤولية النظام عن القصف، لكن بإبقاء يد الحماية فوق النظام السوري".

ووفقاً لما ذهب إليه سبيلدسبويل اليوم في بوليتيكن، فإن "الرواية الروسية المتكرّرة في نفي قيام النظام السوري بمثل هذه الجرائم هي في الواقع لتبرير الفيتو الدائم في مجلس الأمن". وربط بين إسقاط الطائرة الماليزية MH17 وتقديم روايات تشبه روايته اليوم عن سورية و"سياسة روسيا التي لم يعد أحد في الغرب يأخذها على محمل الجد، وخصوصاً استنادها إلى اختلاق أكاذيب وتشويه للحقائق".

يومية "إنفارمسيون" في كوبنهاغن، إلى جانب معظم القنوات والصحف اليومية منذ أمس، ذهبت نحو تخصيص مساحة واسعة ومفصلة لما جرى في خان شيخون.

وتحدثت الصحيفة عن أن "الفظائع التي شهدها العالم بصور الأطفال سوف تضطر الولايات المتحدة لتغيير موقفها من الأسد، وهي التي قالت قبل أيام إن ذهابه لا يعنيها".

ونشرت الصحيفة ثلاثة تقارير عن الهجوم بـ"غاز الأعصاب" معتبرة أن "الخبراء يرون أن جرأة الأسد على استخدامها جاءت في أعقاب منح واشنطن له حرية التصرف، والأمر سيكون ضاغطاً بقوة على إدارة ترامب في الأيام القادمة".

ونشرت أيضاً تقريراً خصصته للهجمات التي تعرض لها السوريون بالأسلحة الكيمياوية منذ بداية الثورة السورية، مؤكدة عبر خبراء في المجال بأن "النظام السوري ما يزال يخزن تلك الأسلحة بالرغم من أن روسيا أعلنت أنه سلم مخزونه في 2013-2014".