مجازر الكيماوي السورية: الإبادة متواصلة

مجازر الكيماوي السورية: الإبادة متواصلة

العربي الجديد

العربي الجديد
21 اغسطس 2016
+ الخط -
في الـ21 من أغسطس/آب في العام 2013، كان نظام بشار الأسد قد فشل في كسر شوكة مقاتلي المعارضة السورية، وإجهاض ثورة أطفال درعا بالقتل تلو القتل؛ فأخرج من جعبته سلاحه الكيماوي، واستباح الغوطتين الشرقية والغربية. قصف المدنيين العزل بغاز الخردل والأعصاب والكلور والسيانيد والسارين وغيرها، بدون أن يرتعد. ملأ مشهد الاحتضار المكان. وراحت الضحايا تتساقط تباعاً بعد استنشاق الموت. أكثر من 1722 قتيلاً وآلاف المصابين، وآلام ستنتقل من جيل لآخر نتيجة التشوهات التي تخلفها تلك الغازات السامة.

حبس العالم أنفاسه لأيام، ثم أسابيع. وظنّ الضحايا أن أيام السفاح باتت معدودة، كيف لا وقد تجاوز "الخطوط الحمراء"، التي رسمها المجتمع الدولي والأميركيون، واستخدم الغاز "المحرّم"؛ فقد كان قتله السابق أخف وطأة، كونه بسلاح "ناعم" بالنسبة لهم، أما وقد ضرب بالمحرّمات، فإنّ تلقينه درساً بات أمراً واجباً. حُشّد الرأي العام العالمي، وجُهزت الأساطيل الحربية، وقُرعت طبول الحرب بانتظار الرصاصة الأولى لـ"تأديب السفاح".

غير أنّ "مصالح الكبار" كانت أعلى من صرخات أطفال الغوطتين وأصوات الاستغاثات، و"أسمى" من مشاهد الموت؛ عُقدت الصفقة، وسلّم السفاح الكيماوي للدول الغربية، فأُعيدت الأساطيل إلى مراسيها؛ ومضى العالم في سبيله وكأن شيئاً لم يكن. وكان الأمر بمثابة ضوء أخضر من المجتمع الدولي لاستباحة دماء السوريين أكثر. وانضم إلى آلة قتلهم جيوش جديدة، حليفة للنظام، وبات القصف بالسلاح المحرّم حدثا عابرا، لم يستدع الأمر أكثر من الإدانات والاستنكار.

في ذكرى مجازر الغوطتين، يستعرض "العربي الجديد" ما جرى في ذلك اليوم، وكيف كافأ العالم نظاماً مجرماً على جرائمه المتواصلة، وكيف تخلى عن السوريين، الذين بات أطفالهم ينتظرون الموت "كي يشكوا إلى الله" ما فعل القتلة بهم.
 

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
عاشت حلب 1980 اقسى ايام حياتها.

سياسة

يتابع النقابي والسجين السياسي السوري غسان النجار رواية فصول من قتل المجتمع في سورية، حيث يكشف أنه وزملاؤه لم يحاكموا طلية السنوات التي قضاها في السجن.
الصورة
يوسف سلامة (1946-2024)

ثقافة

رحل أستاذ الفلسفة المعاصرة والباحث الفلسطيني السوري يوسف سلامة (1946 – 2024)، أمس الاثنين، في مدينة مالمو السويدية.
الصورة
غازي عنتاب ورشة حقوقية (العربي الجديد)

سياسة

المساءلة وعدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب، وتوثيق تلك الانتهاكات في سورية، ملفات رئيسية بالنسبة لمعظم منظمات حقوق الإنسان السورية

المساهمون