متى وكيف تُغطى حوادث الانتحار في الإعلام؟

متى وكيف تُغطى حوادث الانتحار في الإعلام؟

26 يونيو 2018
على وسائل الإعلام التعامل بحذر مع قصص الانتحار (Getty)
+ الخط -

تفرض حوادث الانتحار نفسها على الأخبار من وقت لآخر، خاصة عندما تقدم شخصية معروفة على وضع حد لحياتها، ولكن ماذا عن وسائل الإعلام وكيف يمكنها التعامل مع الخبر؟ وهل يمكن لنقل هذا النوع من القصص أن يؤثر سلباً على الجمهور؟

نشرت وكالة "أسوشيتد برس" مقالاً تحدثت فيه عن هذه القضية، حيث قالت الوكالة إنها تميل إلى نشر كل الأخبار للجمهور ليستوعبها ويستخدمها ويبني عليها رد فعله.

لكن عندما يكون الخبر عن الانتحار أو الاعتداء الجنسي فإنها تفضل عدم قول كل ما يتوفر من معلومات. وذكرت الوكالة أن خبراء الحد من حوادث الانتحار، وفقاً لخبرتهم وبعض الدراسات، يعتقدون أن تجنب ذكر طرق الانتحار في الإعلام يمكن أن يقلل من احتمال انتحار أشخاص آخرين يعانون من ضعف أمام تلك الفكرة.

 وطالعتنا في الفترة الأخيرة حادثتا انتحار مقدم البرامج أنتوني بوردين ومصممة الأزياء كايت سبايد، ونقلت الوكالة خبر انتحار كل منهما شنقاً، وفي بعض نسخ التقارير ذكرت الوكالة معلومات أكثر عن طريقة الانتحار وما استخدماه لفعل ذلك، إلا أنه تم حذف جميع تلك التفاصيل لاحقاً.

وأضافت الوكالة أنه في حال أعلنت الشركة أو العائلة أن الانتحار تم عن طريق أدوية أو شنقاً أو بطلق ناري أو بأي طريقة أخرى، فإنهم ينشرون تلك التفاصيل ضمن أضيق الحدود ولا يذكرونها في مقدمة الخبر.

أما عن طريقة التعامل مع أخبار وفاة المشاهير، ففي حال توفي أحدهم بسبب السرطان أو أزمة قلبية أو أي مرض آخر، فإن هذا السبب يبقى عنصراً غير أساسي في القصة، حيث يتم التركيز على حياة الشخص ونجاحه وإنجازاته، لكن في حالات الانتحار هل هذا يعني أنه لا يجب أبداً التطرق للأسلوب الذي نفذت وفقه الحادثة؟

تقول الوكالة إنه في الكثير من الحالات ليس من الضروري قول أي شيء أكثر من أن الشخص توفي منتحراً، وفي حال كانت هناك حاجة لتوضيح طريقة الانتحار لحاجات إخبارية فإن تلك التفاصيل يجب أن تبقى ضمن الحد الأدنى.

وبطبيعة الحال فإن الجمهور سيكون فضولياً ليعرف كيف انتحر شخص مشهور، لكن عند الأخذ بعين الاعتبار أن الانتحار تحول إلى أزمة صحية فيجب أن تكون وسائل الإعلام حذرة لئلا تساهم في زيادة الأمور سوءاً.

وتستطيع الصحافة أن تلعب دوراً إيجابياً في تغطيتها لهذا النوع من القصص من خلال الإشارة إلى أن معظم الأشخاص الذين تراودهم أفكار انتحارية فإنهم يتعافون منها، وأن أسباب الانتحار متعددة، وأحياناً تكون متعلقة بشدة بالاكتئاب والأمراض العقلية، وأحياناً يكون نتيجة التعرض ليأس عابر.

وبحسب الخبراء، يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دوراً حاسماً في إظهار أن الانتحار ليس حتمياً، وتقول الوكالة إنه من المهم جداً تقديم معلومات مختلفة عن أساليب الوقاية من الانتحار خلال تغطياتها، الأمر الذي يمكن أن يساعد في منع المزيد من الوفيات.

(العربي الجديد)

المساهمون