وتجددت التظاهرات، اليوم، في مناطق البصرة وميسان والمثنى، لكن على نحو أخف بكثير من الأيام الماضية، إذ اتخذ بعضها شكل وقفات. ويعزو مراقبون ذلك إلى القمع المفرط الذي واجهته جموع المحتجين من قبل الأمن، وارتفاع درجة الحرارة خلال النهار، إذ أصيب عدد كبير من المتظاهرين بضربة شمس بعد هدم الشرطة الخيام التي نصبوها.
وأمهلت حركة الاحتجاج في محافظة القادسية (جنوب العراق) الحكومة أياماً عدّة لتلبية مطالب المتظاهرين، ملوحة بالتصعيد والدعوة لاعتصام مفتوح.
ودخل مجلس محافظة القادسية على خط الوساطة بين المتظاهرين من جهة، والحكومة العراقية من جهة أخرى.
وقالت عضو مجلس محافظة القادسية، زينب حمزة، في مقابلة متلفزة، إنّ المجلس قرر الدعوة إلى جلسة مفتوحة حتى تتم الاستجابة لجميع مطالب المتظاهرين، لافتةً إلى أن الحكومة المحلية لا تمتلك الصلاحيات لتطبيقها.
وأشارت حمزة إلى أن المجلس طالب الحكومة بتحديد موعد للقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي، مبينة أن الوفد الذي سيلتقي رئيس الحكومة سيضم مسؤولين محليين، وشيوخ عشائر، وممثلين عن المتظاهرين، لمناقشة الأوضاع الخدمية في المحافظة.
ولا يعول الناشط في حركة الاحتجاج بالقادسية يوسف الشويلي كثيراً على الوفد الذي سيذهب للقاء رئيس الوزراء، متوقعاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تكون نتائج اللقاء فاشلة كما حدث في لقاءات سابقة ناقشت مشاكل محافظات جنوبية أخرى.
ورأى الشويلي أنّ الحل يكمن في تصعيد مظاهر الاحتجاج في جميع مدن وقرى محافظة القادسية، مشدداً على أن الجماهير التي خرجت للتظاهر لم تطالب بأمور شخصية، بل دعت إلى تحسين مستوى المعيشة، وتوفير الماء والكهرباء والخدمات لجميع أبناء المحافظة.
وأشار إلى أن جميع الخيارات ستكون مفتوحة أمام المتظاهرين في حال استمرت مماطلة الحكومة في الاستجابة لمطالب حركات الاحتجاج التي عمت مدن جنوب العراق، مشدداً على ضرورة أن تستجيب الحكومة للمطالب خلال أيام وإلا واجهت مزيداً من التصعيد.
وفي السياق، قال عضو تنسيقيات احتجاجات ذي قار (جنوب العراق)، علي حمزة، إن التظاهرات ستستمر في مختلف مدن المحافظة حتى تحقيق جميع المطالب، مبيناً أن الساعات المقبلة ستشهد تجمعاً جديداً للمتظاهرين أمام مبنى المجلس المحلي في بلدة الرفاعي بذي قار للمطالبة بإقالة أعضاء المجلس المتهمين بالفساد.
وأضاف حمزة، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الحواجز الأمنية التي وضعت لعرقلة توجه المتظاهرين نحو أهدافهم لا يمكن أن تكون حائلاً دون استمرار موجات التظاهر"، مشدداً على أن "الحل الوحيد هو استجابة الحكومة لما يريده المتظاهرون".