متطوعون أميركيون يتوافدون لاختبار لقاحات "كوفيد-19" التجريبية

متطوعون أميركيون يتوافدون لاختبار لقاحات "كوفيد-19" التجريبية

16 اغسطس 2020
متطوعون يختبرون لقاحاً تجريبياً لفيروس كورونا (شاندان خانا/فرانس برس)
+ الخط -

تطوعت هيذر ليبرمان وساندرا رودريغيز للخضوع إلى اختبارات سريرية للقاحات تجريبية لـ"كوفيد-19" في ولاية فلوريدا، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، وترغب الأولى في تطوير مناعة ضد الفيروس، فيما تأمل الثانية المساهمة في دفع الأبحاث قدما.
وتحتاج المرحلة الثالثة والأخيرة من الاختبارات السريرية الضرورية آلاف المشاركين للتثبّت من فعالية اللقاحات التجريبية وأمانها. ولا يوجد نقص في المتطوعين في فلوريدا التي سجلت أكثر من نصف مليون إصابة ونحو 9 آلاف وفاة. وتجري منظمة "مراكز أبحاث أميركا" الخاصة، الواقعة في مدينة هوليوود على بعد نحو 40 كلم جنوب ميامي، اختبارات على ستّة لقاحات تجريبية لـ"كوفيد-19"، اثنان منها في المرحلة الثالثة.

يدخل المتطوعون واحدا تلو الآخر، بناء على المواعيد التي قدمت لهم. يفحصهم طبيب، ويوقعون استمارة ثم يتلقون حقنة تحوي إما لقاحاً تجريبياً أو جرعة لقاح وهمي، وهذا إجراء منهجي ضروري لإقامة مقارنات. بعد ذلك، يطلب من المتطوعين الانتظار نحو ساعتين ليتحقق الأطباء من عدم ظهور آثار غير مرغوب بها عليهم.
وقالت الطبيبة والباحثة في المركز نيليا سانشيز-كريسبو: "كل شيء على ما يرام. لم تظهر حتى الآن مضاعفات على أي متطوع حقناه. عدد المتطوعين في ازدياد، وهم متحمسون جدا. توجد رغبة أعلى من المعتاد لدى الناس للمشاركة في الاختبارات، لأنهم يرغبون حقا في توفر لقاح بأسرع وقت".

تحتاج المرحلة الثالثة والأخيرة من الاختبارات السريرية الضرورية آلاف المشاركين للتثبّت من فعالية اللقاحات التجريبية وأمانها

وشجّع احتمال تطوير مناعة ضد فيروس كورونا الشابة هيثر ليبرمان (28 سنة) على التطوع، وتقول آملة ألا تتلقى جرعة لقاح وهمي، إن الأمر "يستحق التجربة، لا توجد فعليا خيارات أخرى. لا يمكننا العيش في عزلة".

وقالت رودريغيز، المعلمة البالغة 63 سنة، أثناء استعداد الممرضة لحقنها في مستشفى قرب ميامي: "أريد المساعدة والمساهمة في كتابة التاريخ. أريد القيام بالأمر الصائب، وأعلم أنني أقوم بذلك. بالتالي، لا أشعر بأي تردد".
وتختبر "مراكز أبحاث أميركا" لقاحا مختلفا كل يوم. وفي هذا اليوم، اختبر "إم آر إن أي-1273" الذي طُوّر بالتعاون بين شركة "بيوتيك مودرنا" ومعاهد الصحة الوطنية الأميركية، وبلغت تجاربه المرحلة الثالثة التي انطلقت في 27 يوليو/تموز. ويُحقن كل لقاح تجريبي لثلاثين ألف شخص في عشرات المراكز الأميركية، أغلبها في فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس، وهي الولايات الأشد تضررا في البلاد.

الصورة

وتوضح سانشيز-كريسبو أن "كل اختبار يفحص أمرا مختلفا. نريد التأكد من مختلف الفئات"، وتأمل أن يستقبل المركز مئات المتطوعين يوميا.
وأضافت "أشخاص في صحة جيدة، ومسعفون وأطباء وممرضات، ورجال إطفاء، وأناس يعملون في المطارات أو في المطاعم"، وتشدد أن ذلك "مهم جدا، فهم يتعاملون مع كثير من الناس. نريد أيضا الفئات الهشّة، التي تعاني من مشاكل طبية على غرار السكري وضيق التنفس أو الانسداد الرئوي المزمن".

وصل مشروعا لقاحين غربيين آخرين لـ"كوفيد-19" إلى مرحلة الاختبارات السريرية النهائية، أحدهما يطوره تحالف "أكسفورد/أسترازينيكا"، والآخر لـ"فيزر/بيونتك". كما يوجد لقاحان آخران في نفس المرحلة في الصين، فيما أعلنت روسيا هذا الأسبوع تطوير لقاح يوفر "مناعة دائمة" ضد الفيروس، أُطلق عليه اسم "سبوتنيك 5".
وبلغ عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا عالميا أكثر من 21.52 مليون شخص، كما أن أكثر من 765 ألف مصاب توفوا من جراء "كوفيد-19"، وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ بدء ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.

 

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون