متطلبات الحياة في إدلب تثقل معيشة سكانها

متطلبات الحياة في إدلب تثقل معيشة سكانها

19 سبتمبر 2017
أزمات معيشية كثيرة(مصطفى أوزر/فرانس برس)
+ الخط -
تبدو الحياة غير يسيرة في إدلب، فهي مزدحمة بالسكان مع عدم توفر المساكن، ويسود فيها الغلاء الفاحش رغم ضعف دخل الأسر، والحاجات الأساسية تصعب تلبيتها وتثقل على تكاليف المعيشة اليومية للعائلات.


وقالت أم عمر، مهجرة إلى إدلب منذ أشهر، وربة أسرة مكونة من أربعة أشخاص، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الحياة في إدلب ليست يسيرة، ومن كثرة المشاكل لا نعلم عن أي منها نتكلم، نحكي عن مشكلة عدم توفر المنازل وإن وجدت فإيجار المنزل يبدأ من 100 دولار أي أكثر من 50 ألف ليرة، وهذا مبلغ كبير على سكان إدلب، أم نتحدث عن البطالة وقلة العمل وضعف الأجور، واضطرار جميع أفراد العائلة للبحث عن عمل لتتمكن من تأمين حاجياتها اليومية، وخاصة العائلات المهجرة والنازحة إلى إدلب".


وتابعت "لا ندري هل نتحدث عن افتقادنا للكهرباء، التي أصبح أصحاب مولدات الكهرباء مصدرها الوحيد، وتصلنا لمدة بالكاد تكفي لشحن الأجهزة وضخ القليل من الماء إلى الخزانات، مع وصول سعر الأمبير الواحد في الشهر إلى 2500 ليرة، والعائلة تحتاج إلى أمبيرين أو أكثر. أما الماء فتصل إلى المنازل مرة واحدة في الأسبوع ولا تصل إلى الخزانات على أسطح المنازل، فنضطر إلى تشغيل مضخات المياه وهذا يزيد من كلفتها، وهناك من يضطر إلى شراء الماء ما يزيد من تكاليف المعيشة".


وقال الناشط الإعلامي، عامر الإدلبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأسعار المرتفعة تطاول الوقود بمختلف أنواعه، فجرّة الغاز المنزلي بـ9500 ليرة، ولتر المازوت بـ290 ليرة، ولتر البنزين بـ550 ليرة"، مبيناً أن "العائلة بحاجة إلى 45 ألف ليرة شهرياً للمصاريف ما عدا كلفة الأكل والشرب، وفي الحد الأدنى تحتاج العائلة الفقيرة إلى 1500 ليرة يومياً لتحصل على الخبز إضافة إلى لوح الثلج، أي نحو 90 ألف ليرة".


وأضاف أن "تجد عملا هنا فهذا إنجاز تحسد عليه، وخاصة المهجرين، وأنا أعرف 70 عائلة دخلها صفر، وتعيش على المساعدات من هنا وهناك"، مضيفاً أن "كثيراً من العائلات تفكر بالخلاص من هذه الحياة، إما بالتوجه إلى تركيا، رغم صعوبة الأمر بعد إغلاق الأخيرة حدودها، حيث يمكن أن يفقد الشخص حياته وهو يحاول قطع الحدود، إضافة إلى التكلفة المالية المرتفعة، ومنهم من يفكر بالعودة إلى مناطق النظام أو إرسال الأطفال والنساء على الأقل، ومنهم من لا يمتلك ترف الاختيار، فينتظرون المصير المجهول بلا حول أو قوة".