متحف أميركي يظهر المرأة مضطهدة في الفن الإسلامي

متحف أميركي يظهر المرأة مضطهدة في الفن الإسلامي

لميس أنس

avata
لميس أنس
28 مارس 2015
+ الخط -

يحل معرض الفن الإسلامي ضيفا على متحف لوس أنجلوس للفنون، أول ما يقابل الزائر في الطابق الرابع في بناية أهامنسون، لوحتان واحدة كتب عليها "الله"، وأخرى حملت عبارة "الله حي لا يموت" بتصاميم تعكس جماليات الخط العربي بتقنية أضواء النيون.

ولا شك أن وضع هاتين اللوحتين عند المدخل لم يكن عبثيا، فالتركيز على الدين شائع في الفن الإسلامي، وهو أمر من الطبيعي إبرازه من خلال المعرض الذي يحمل اسم: "الفن الإسلامي الآن".

الصور التي ملأت الجدران معظمها لنساء تلفعن بالسواد. بينها امرأة ترتدي عباءتها السوداء وقد خبأت عينيها قصاصة كتب عليها "محرومة"، فيما نقش على باطن كف يدها كلمة "عيب"، والعمل للفنان الكويتي عبد الله الصعب.

لا يعني ذلك إهمال جمال العمل، أو طبيعة الرسالة التي يحملها، ولا سيما أن العيب والحرام موجود في المجتمعات العربية والمسلمة. لكن يبدو السياق الذي وضعت فيه الصورة غريبا، إلى جانب غيرها من الصور التي حملت معاني مشابهة، في معرض كهذا في قلب متحف الفنون في لوس أنجلوس.


صورة أخرى في المعرض لنساء شرطة إيرانيات يتسلقن جدار بناية بالحبال خلال تدريب، وقد بدا منظر النساء وهن يرتدين اللباس الإسلامي الأسود على جدار البناية غريبا، وصاحب الصورة هو الفنان الإيراني عباس كوساري، وهي تسخر من الواقع الذي مزج بين تطور مشاركة المرأة الشرطية في التدريبات العملية، ومحاولة الحفاظ على التقاليد في نفس الوقت.


المعرض الذي استعرض في الغالب صورا لنساء محتشمات، لم يخل من بعض العري أيضا، في تناقض مذهل ليس لاختلاف الملبس، ولكن لأن العمل مصدره إسرائيل، والصورة لفتاة تقف نصف عارية وتحمل بضع حبات من الليمون. غطت بها أجزاء من جسدها العاري. وفي الخلفية جدار مزين بالزخرفة الإسلامية، وإلى جانبها نافورة مياه.

الأمر الذي يدفع للتساؤل: متى أصبحت إسرائيل جزءا من العالم الإسلامي؟

أروقة المعرض لم تخل من النقاشات وتبادل الآراء، فبعض الزوار أبدى إعجابه بلوحات الخط العربي، ومنهم من تحدث عن صورة المرأة المسلمة في الأعمال المعروضة.

"العربي الجديد" حاور بعض الزوار، فقال دينيس: "اعتقدت لوهلة أنني في المكان الخاطئ. حتى إنني سألت موظفة الأمن إن كان هذا بالفعل معرض الفن الإسلامي، والتي بدورها أكدت ذلك مشيرة إلى أن هذا فن إسلامي معاصر".

وأضاف: استغرابي يعود إلى أنني رأيت تجسيدا بشريا في الصور، وهو ما لا أراه كثيرا في الفن الإسلامي. استمتعت كثيرا بمشاهدة الأعمال. الدولة الإسلامية الوحيدة التي زرتها في حياتي كانت تركيا. ولم أجد تجسيدا إنسانيا في اللوحات الفنية الإسلامية هناك، بخاصة أنني لم أزر أيا من معارض الفن الإسلامي المعاصر. ولكني لاحظت بشكل عام كيف يمكن الإشارة للتجسيد البشري بشكل مختصر.

وقالت ليلي: "استمتعت جدا بالأعمال المعروضة هنا. أجد فيها شيئا جديدا. فالمرأة هنا يظهر أنها تشارك في مناحي الحياة المختلفة بديناميكية عالية. كتلك التي أراها في صورة الشرطية المسلمة في إيران".




أما ويليام، ذو الأصول العربية، فكان رأيه مخالفا: "أعتقد أن المعرض فريد من نوعه، ولكن الانطباع الذي تركه لدي كان سلبيا، لأن معظم الأعمال تظهر امرأة مسلمة في موقف سلبي. أرى امرأة مضطهدة، حزينة، مغطاة بالبرقع. أعتقد أن اسم المعرض نوعا ما مضلل، إذ إنه لا يعطي المرأة المسلمة الحديثة تمثيلا عادلا".

تباين وجهات النظر حول هذا المعرض يعد أمرا طبيعيا، ولا سيما مع تنوع خلفيات الفنانين المشاركين وتنوع أعمالهم. فإلى جانب الصور الفوتوغرافية، اشتملت الأعمال على رسومات، وفنون رقمية، وفيلمين قصيرين، ما أضفى خلطة فنية مليئة بالتنوع والتناقض وهو ما لا يختلف كثيرا عن واقع الشرق الأوسط المعقد.

ويضم معرض "الفن الإسلامي الآن" ما يقرب من 25 عملا لفنانين من إيران والعالم العربي، من بينهم شيرين نشأت، وسوزان حيفونا، وليلى السيدي، ومنى حاطوم، وحسن حجاج، ووفاء بلال، ويوسف نبيل.

ولا شك أن توسع معالم الفن الإسلامي في السنوات الأخيرة واشتماله على أعمال معاصرة، مستلهمة من التقاليد الثقافية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، قد استحوذ على اهتمام متحف لوس أنجلوس للفنون، والذي بدأ في الآونة الأخيرة بعرض مثل هذه الأعمال في جناحه المخصص للفن الإسلامي.

المساهمون