مباحثات اليمن في إعلام التحالف: رفع الحرج

مباحثات اليمن في إعلام التحالف: رفع الحرج

06 ديسمبر 2018
ركّز إعلام التحالف على وفد الحوثيين إلى السويد(محمد حمود/Getty)
+ الخط -
يبدو أنّ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد انعكست على لهجة وسائل إعلام قوى التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية، والأدوات الإعلامية التابعة للسعودية والإمارات، بما فيها القنوات اليمنية التابعة للرياض وتبث من هناك. تلك الجريمة وما أحدثته من ضغط دولي على المملكة والمطالبة بإنهاء حربها على اليمن، ظهرت واضحةً في عملية تقبّل تلك الأدوات الإعلامية لمسألة التفاوض اليمنية - اليمنية المقرّرة اليوم الخميس في السويد.
وعلى العكس من تناول تلك الكيانات الإعلامية لوقائع التفاوض السابقة، التي لم تجد نهاياتها المرغوبة من كافة اليمنيين، إذ كانت تداولات ذاهبة في تشكيكها في مسألة التفاوض من الأساس مع "جماعة انقلابية". إلا أنّ الملاحظ هذه الفترة وعلى وجه الخصوص في اليومين الماضيين، مع تأكد حصول المفاوضات وسفر وفد الحوثي إلى السويد، خفوت تلك النبرة المُشكّكة في النيات الحوثية. وقد أتى ذلك عبر عناوين صحافية في صحف سعودية وإماراتية بارزة.

جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، وهي قد صارت الناطق الرسمي باسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كتبت على صفحتها الأولى نافيةً ما كانت تؤكده في العامين الماضيين، بأنّ الطائرة التي تطلبها جماعة الحوثي لنقل جرحاهم هدفها نقل "عناصر لبنانيين من حزب الله ومن الجيش الإيراني". لكن هذه المرة خفتت النبرة، إذ جاء في عدد الثلاثاء من الجريدة، بأن طائرة تابعة للأمم المتحدة نقلت "عدداً من الجرحى الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه العاصمة العُمانية مسقط للعلاج، وذلك تزامناً مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء لمرافقة وفد الحركة الحوثية إلى المشاورات المرتقبة في السويد".

ومن باب رفع الحرج، أكدت "الشرق الأوسط"، أنّ "تحالف دعم الشرعية في اليمن قال إن الحكومة اليمنية تأكدت من خلوّ الطائرة المستأجرة التي أقلت الجرحى من أي عناصر لبنانيين أو إيرانيين. وكانت معلومات سابقة تحدثت عن عزم الحوثيين نقل 4 لبنانيين وإيرانيين اثنين ضمن جرحاهم" . كما أن استخدام عبارة "الحكومة اليمنية" إنما يأتي أيضاً من باب الاستخدام الاعتباطي العابر، إذ يُعلم بأنه لا شأن للحكومة اليمنية "الشرعية" بكل ما يحدث، هي حكومة تعلم فقط من وسائل الإعلام ما يحدث على الأرض اليمنية. وفوق هذا، أكد المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد ركن تركي المالكي، في رده على سؤال لـ"الشرق الأوسط" حول قائمة الجرحى، أنه "تم تزويد الحكومة اليمنية بأسماء الجرحى والمرافقين، وتأكدت من هوياتهم". والمعروف أن تركي المالكي هو الناطق الذي أتى بديلاً لأحمد العسيري، الناطق الرسمي السابق، والموضوع في أعلى قائمة المتورطين في اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

من جهتها، أبرزت صحيفة "الخليج" الإماراتية، وهي أيضاً واحدة من أبرز الناطقين بلسان أهل الحكم في أبو ظبي عنوان "الحوثيون يغادرون صنعاء، وجولة السلام تبدأ غداً" على صدر صفحتها الأولى. تظهر نبرة التفاؤل واضحة هنا إضافةً لما جاء في افتتاحية العدد نفسه، الأربعاء، فقد جاء القول إنّه "تكون جولة المفاوضات الجديدة مختلفة عن سابقاتها؛ لأن الظروف الإقليمية والدولية، وحتى الداخلية توحي بتصميم على وضع نهاية لهذه الحرب المدمرة التي طال أمدها"، مؤكدةً أنه و"مع انسداد الأفق أمام الحلول العسكرية، واستمرار النزف، والقناعة الدولية بضرورة وقف هذه الحرب التي أتت على البشر والحجر، وحوّلت اليمن إلى مقبرة للأحياء والأموات، بعد أن فتك المرض والجوع بالملايين، فضلاً عن سقوط عشرات آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء".

قناة "سكاي نيوز" العربية ومقرّها أبو ظبي، أتت أيضاً في سياق "نهر التفاؤل" الجاري في نبرة قنوات التحالف السعودي. لقد ظهر واضحاً استبدال مفردة "مليشيات" الحوثي بـ "وفد" الحوثي المُغادر إلى السويد. كما أتت نبرة التفاؤل أيضاً في الحديث عن كون هذه المفاوضات إنما تأتي من باب "إعادة وبناء الثقة بين الطرفين المتحاورين".
وبدورها، سارت قناة "الحدث" السعودية (تابعة لقناة العربية) على المنوال ذاته. فقد أكدت أنّ "طائرة وفد الحوثي" قد وصلت إلى السويد.
وبالمفردات ذاتها أتى عمل قناة "المستقبل" اللبنانية (تابعة لتيار المستقبل وموالية للسعودية)، إذ قلبت نبرتها وتحدثت عن "وفد الحوثي"، لكنها ألغت في شريطها الإخباري صباح الأربعاء الحديث عن الحوثيين، وتوقفت عند خبر وصول "وفد الحكومة إلى السويد".

والأمر ذاته حصل مع قناة "الإخبارية" السعودية، التي أشارت على نحو مقتضب إلى خبر مغادرة "وفد الحوثي" العاصمة صنعاء، رفقة المبعوث الدولي على طائرة كويتية ومعهم السفير الكويتي في اليمن. وأتى الخبر من غير إضافات أو مداخلات من متحدثين يمنيين أو سعوديين على غير العادة.
لكن يبقى اللافت في توحد قناة "الحدث" السعودية مع قناة "سهيل" اليمنية، التابعة للقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح حميد الأحمر. فقد اجتمعتا على فرد مساحة بثّ ولقاء مباشر مع عضو وفد الحكومة "الشرعية" المفاوض هادي الهيج، وهو رئيس مؤسسة الأسرى والمشرف على هذا الملف الشائك، إذ تحدث عن كون هذا المسألة ستكون من أبرز القضايا التي ستكون على طاولة الحوار.

المساهمون