ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

02 أكتوبر 2018
يحتاج المريض إلى فترة علاجية للخروج من حالته (Getty)
+ الخط -

يتعرّض الإنسان في مراحل عدة من حياته لضغوطات نفسية تجعله يدخل في دائرة الاكتئاب أو الحزن. في الحالات الطبيعية، يتمكن من الخروج منها دون إلحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين. لكن في حالات أخرى، ولأسباب غير معروفة، ينتاب بعض الأشخاص شعور بالاكتئاب والحزن الشديدين، يترافق مع حالة من الإهمال والفوضى والكسل، وشعور بالهوس، ما يؤثر في حياته، ويطلق على هذه الحالة مرض اضطراب ثنائي القطب.

ويصاب سنوياً مئات الأشخاص بهذا المرض، ووفق منظمة الصحة العالمية، فقد بلغ عدد المصابين نحو 60 مليون شخص.

خلل أم حالة نفسية؟

يعرف مرض اضطراب ثنائي القطب بأنه حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات العاطفية (الاكتئاب).

مؤلفا كتاب "تحمل المسؤولية عن اضطراب ثنائي القطب"، جولي أي فاست وجون بريستون، يُعرفان اضطراب ثنائي القطب بأنه مرض عقلي يؤثر في المواد الكيميائية في الدماغ ويتسبب في تقلبات مزاجية درامية، تتناوب بين فترات من الكآبة والهوس. ويضيفان: "هذا الشذوذ في كيمياء الدماغ يؤدي أيضاً إلى صعوبات في التحكم في العواطف القوية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعراض المحتملة الأخرى، بما في ذلك القلق وضعف التركيز واضطرابات النوم والحساسية تجاه الضوضاء".

تؤثر هذه الأعراض في التقلبات المزاجية على النوم، الطاقة، النشاط، القدرة على اتخاذ القرارات، والقدرة على التفكير بوضوح.

الهوس والاكتئاب

تم تشخيص أولى حالات اضطراب ثنائي القطب من قبل إيمل كرايبيلن، طبيب نفسي ألماني قبل سنوات، إذ كان يعرف سابقاً بمرض (الهوس والاكتئاب). يتميز بتقلبات المزاج إلى درجة أكثر بكثير مما يحصل عند أغلب الأشخاص العاديين في حياتهم. وتحدث التقلبات بدرجات مختلفة، بحسب ما جاء في تقارير الكلية الملكية للأطباء النفسيين في المملكة المتحدة، ومن هذه الدرجات: تقلبات ثنائي القطب المنخفض وهو الشعور بالكآبة الشديدة واليأس، ثنائي القطب المرتفع وهو الشعور بالبهجة أي الهوس، والنوع الثالث هو المختلط، أي الشعور بالكآبة مع عدم الاستقرار وازدياد النشاط  كما في النوبة الهوسية.

ووفق بيانات الكلية الملكية للأطباء النفسيين، يصيب هذا المرض شخصاً بين كل 100 شخص في مرحلة من مراحل حياتهم. ومن الممكن أن يحصل في أي وقت خلال أو بعد مرحلة المراهقة، ولكن نسبة الإصابة تقل بعد سن الأربعين، كما أن فرص الإصابة بين الرجال والنساء متساوية.

تقلبات مزاجية حادة

يعيش مريض اضطراب ثنائي القطب حالة مزاجية متقلبة. تارة يدخل في حالة اكتئاب، فيصبح غير قادر على التركيز أو التفكير، كما لا يمتلك طاقة للقيام بأي عمل، ويعاني من اضطرابات في النوم. ويمكن للمريض أن يدخل في حالة من حالات الهوس والبهجة. فينام لساعات قليلة، يصبح مليئا بالطاقة والرغبة في العمل إلى ما بعد الحد الطبيعي، وفق مجلة psychologytoday، تؤثر هذه الانفعالات في محيطه الاجتماعي، علاقاته مع أقاربه، وأهله. وفي بعض الأحيان، ينتاب المريض شعور مزدوج في آن معاً، يشعر بالاكتئاب، ثم الهوس.

تقول المعالجة النفسية كارين عباس، إن هذه الحالة تسمى باضطراب ثنائي القطب المختلط، وهي من الحالات التي تحتاج إلى بعض الأدوية للسيطرة على حالات الهوس، وتنظيم عمل الهرمونات في الجسم، إضافة إلى جلسات مع اخصائي نفسي للبدء برحلة العلاج.

ما هي الأسباب؟

حتى الآن، لا يوجد سبب واضح لإصابة المريض باضطراب ثنائي القطب. بعض الأطباء يشيرون إلى أن سبب المرض وراثي، فعادة ما يصاب المريض بهذه العوارض بسبب الوراثة. كما أن بعض الدراسات وفق psychology guide تشير إلى أن بعض الأزمات التي يتعرض لها طفل في سن صغير تساعد على الإصابة بالمرض، ومن هذه الأزمات، العنف من قبل أحد الوالدين. ورغم ذلك، لا توجد أي بيانات أو اختبارات تؤكد هذه المعلومات. بحسب موقع psychology today، فإن بعض التقارير الطبية تشير إلى أن المرض يحدث عادة بسبب خلل في أنشطة الدماغ خاصة في المادة الرمادية، بسبب عدم توازن المواد الكيميائية كالسيروتونين والدوبامين ونورادرينالين.

وفقا للأبحاث، يزيد حجم المنطقة الرمادية في اضطراب المزاج ثنائي القطب، وخاصة حالات الهوس والقلق الشديد. أضف إلى ذلك، فإن لعامل الوراثة أيضاً دوراً في حدوث هذا المرض.

المساعدة والدعم

"يصيب المرض أكثر من 5.7 ملايين مواطن أميركي"، وفق معلومات نشرتها مكتبة جونز هوبكنز الصحية، وعادة ما يحتاج المريض إلى فترة علاجية للخروج من الحالة التي تنتابه، ويتم تناول بعض العقاقير خاصة في حالات الهوس، فيما يخضع مريض الاكتئاب لجلسات علاجية مع أخصائيين، وفق ما جاء في psychology guide.

ويضيف الموقع أن أفضل طريقة لمساعدة شخص يعاني من هذه الحالة، هي فهم أعراض الاضطراب الثنائي القطب قبل البدء برحلة العلاج. ولمعرفة الأسباب، يقول معدو تقرير إن الأعراض العاطفية للاضطراب الثنائي القطب تساعد على معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من هذه الحالة، تشمل الأعراض العاطفية المرتبطة بمرحلة الهوس:

النشوة، الإثارة، السعادة المستمرة على الرغم من الظروف. فيما تشمل الأعراض العاطفية المرتبطة بمراحل الاكتئاب ما يلي: مشاعر الفراغ، القلق، لامبالاة، والحزن.

كما يؤدي مرض ثنائي القطب إلى حدوث أمراض جسدية. فعادة ما يصاب المريض به بأعراض جسدية، تتمثل في تغيرات في السلوك. منها عدم القدرة على التركيز، الأرق، غياب التوازن، التوقف عن الأكل، الإساءة للأشخاص المحيطين به، حدوث نوبات من الغضب.

من جهتها، تعتبر عباس أن دعم العائلة، والأصدقاء للمريض يساعد كثيراً في العلاج، فعادة ما يحتاج المريض إلى جو من التفهم، حتى يتمكن من الخروج من النوبة التي تصيبه. وتضيف عباس: "عادة يبقى المرض لنحو أسبوع أو 10 أيام، ويأتي على شكل دوري، لذا ينصح دائماً بتناول الأدوية التي تساعد المريض على تجاوز النوبة والتأقلم مع المحيط الذي يعيش به".

 

دلالات

المساهمون