ما بين موسكو والرياض

ما بين موسكو والرياض

16 أكتوبر 2015
روسيا بحاجة لمساعدة الرياض في تسويق نفطها ( GETTY)
+ الخط -

صراع "كسر العظم" على الأسواق المستهلكة للخامات النفطية يتزايد خلال الأشهر الأخيرة، حيث بدأت السعودية تأخذ مزيداً من زبائن روسيا في أوروبا، بما لديها من قدرات على خفض الأسعار وعلاقات، مقارنة بعزلة موسكو وحصارها الاقتصادي.
ومن هذا المنطلق يلاحظ أن موسكو حريصة على الاجتماع النفطي المقبل في نهاية الشهر الجاري مع السعودية.
وتأمل موسكو، ورغم الخلاف السياسي بينها وبين السعودية التي ترفض تدخلها العسكري بسورية، في أن تتمكن من التفاهم والتنسيق مع السعودية بشأن الأسواق النفطية.
فالسعودية تنتج 10 ملايين برميل يومياً ولديها القدرة على زيادة إنتاجها إلى 12.5 مليون برميل، ورغم أن روسيا تنتج حوالي 10.3 ملايين برميل يومياً، إلا أنها تفتقد مرونة السعودية في الإنتاج والكلفة.
ويلاحظ أن السعودية تستطيع إنتاج النفط في بعض حقولها بكلفة 60 سنتاً للبرميل، وفي المتوسط تتراوح الكلفة بين 6 و8 دولارات، فيما تفوق الكلفة 30 دولاراً في روسيا.
من هذا المنطلق يأتي الحرص الروسي على التنسيق مع السعودية، حيث إنها تتخوف من أن تفقد زبائنها، كما فقدت السعر المرتفع لمبيعات نفطها.
ويلاحظ أن السوق النفطية العالمية تتحول في الآونة الأخيرة إلى "سوق مشترين"، أكثر منها سوق بائعين، حيث يكثر المعروض ويقل الطلب، وبالتالي يلاحظ أن الصراع على الحصص النفطية واحتكار أكبر عدد من الزبائن أصبح النمط السائد بين كبار المنتجين.
ومع نجاح فورة النفط الصخري الأميركي وتقلص حاجة أميركا لاستيراد الخامات من المنطقة العربية، ليبدأ السباق بين روسيا والسعودية على السوقين الآسيوي والأوروبي.
ويلاحظ أن دول أوروبا الشرقية التي كانت أشبه بـ"حديقة خلفية" للدب الروسي، كانت أحد أهم المشترين للنفط الروسي، فيما كانت السوق الأميركية أحد أهم الأسواق بالنسبة للخامات السعودية.
لكن في الآونة الأخيرة حدثت تحولات كبرى في سوق الطاقة العالمي، حيث بدأت السعودية تأخذ عدداً متزايداً من زبائن النفط الروسي في دول أوروبا الشرقية على حساب روسيا.
واستفادت شركة أرامكو عملاق النفط السعودي، في ذلك من علاقاتها الراسخة مع الشركات النفطية الكبرى التي تملك محطات الوقود بأوروبا، كما منحت أرامكو هذه الشركات حسومات كبرى أغرتها لتحويل مشترياتها من الشركات الروسية إلى أرامكو.
وسط هذه المعادلة الجديدة، تسعى روسيا إلى إقناع الرياض بفتح المجال لها في تسويق نفطها للصين.

المساهمون