ما السر وراء عدم مواصلة سعر الذهب ارتفاعه؟

رغم الرهانات ...ما السر وراء عدم مواصلة سعر الذهب ارتفاعه؟

03 ديسمبر 2019
قوة العملة الأميركية ضربت مشتريات المجوهرات في آسيا (Getty)
+ الخط -


رغم الرهان المتواصل على ارتفاع أسعار الذهب والظروف النقدية الحالية المؤاتية، التي توسع من الكتلة النقدية وتخفض من الفائدة، فإنّ الفارق الكبير في نسبة الفائدة بين كل من أوروبا واليابان وأميركا يدفع المستثمرين نحو الدولار وأدواته المالية. 

وكانت تقديرات قد توقعت ارتفاع الذهب إلى 2000 دولار للأوقية بنهاية العام الجاري.

ويقول خبراء أسواق إن قوة الدولار والربحية العالية لأدواته باتت تحول دون ارتفاع الذهب إلى المستويات المتوقعة وتخيب آمال العديد من المستثمرين الذين راهنوا عليه.

وتوقع العديد من خبراء الأسواق أن تساهم الحرب التجارية وتداعياتها على النمو الاقتصادي العالمي والسياسات النقدية التحفيزية في إقبال المستثمرين على الذهب وأن تجعل من العام الجاري 2019 عام الذهب. ولكن ذلك لم يتحقق، على الرغم من زيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر، وهو ما رفع من سعره قليلاً.

في هذا الشأن، يقول خبير الأسواق الأميركي أليستر ماكلويد، إن السبب في خيبة آمال المستثمرين في الذهب يعود إلى ارتفاع نسبة الفائدة الأميركية مقارنة بنسب الفائدة في كل من أوروبا واليابان.

وحسب تحليل ماكلويد، فإن البنوك الاستثمارية تستطيع الاقتراض لأجل قصير باليورو وشراء أوراق مالية قصيرة الأجل في أميركا وتحقيق أرباح عالية دون مخاطر.

ويقدم الخبير ماكلويد مثالاً على ذلك بقوله إن البنوك الاستثمارية والشركات تستطيع الآن الاقتراض بنسبة ناقص 2.36% "لفترة ثلاثة أشهر باليورو، وشراء أوراق مالية أميركية قصيرة الأجل لنفس المدة وتحقيق أرباح تصل إلى 2.7%، ويمكنها تكرار هذه العملية مرات عدة في السنة".
وهذا هو السبب الرئيسي وراء عدم حدوث قفزة حقيقية في أسعار الذهب رغم عدم الثقة في السياسات النقدية العالمية في الوقت الراهن.

يضاف إلى هذا، عوامل أخرى ولكنها متأرجحة من بينها ارتفاع إنتاج الذهب في أفريقيا وروسيا خلال العام الجاري وقوة الدولار وبيانات النمو الاقتصادي ومشتريات الزينة في آسيا.

وفي روسيا، ارتفع إنتاج الذهب على مدار الأشهر التسعة الأولى من 2019، إلى 268.638 طناً، إي بنسبة حوالي11%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وبحسب بيان اتحاد منتجي الذهب في روسيا، اليوم الإثنين، "وفقا للنتائج الأولية من يناير/ كانون الثاني حتى سبتمبر/ أيلول 2019، أنتجت الشركات الروسية 268.638 طناً من الذهب الذي تم استخراجه والذي تم الحصول عليه نتيجة للإنتاج المرافق، بما في ذلك معالجة الخردة والنفايات، وهذا يزيد بنسبة 10.92% عن نفس الفترة من عام 2018.

ووفقاً لبيانات للاتحاد نشرتها وكالة سبوتنيك الروسية الإثنين، ارتفع إنتاج الذهب الصافي المستخرج في روسيا خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2019 بنسبة 9.6 %، أو ما يصل إلى 213.518 طناً، في حين وصل الإنتاج المرتبط بالمعادن غير الحديدية إلى 12.99 طناً، بزيادة قدرها 11.1%. 

وتم الحصول على 28.417 طناً من الذهب بعد معالجة الخردة والنفايات، بزيادة 13.2%.

ويؤكد اتحاد منتجي الذهب في روسيا أيضاً توقعاته أن ينمو إجمالي إنتاج الذهب في روسيا بنسبة 6.1%، أو ما يصل إلى 350 طناً بحلول عام 2020.

وعلى صعيد أسعار الذهب، تفيد وكالة رويترز تراجعها اليوم الإثنين، مع تحول المستثمرين للأصول مرتفعة المخاطر وسط مؤشرات على النمو الاقتصادي في الصين، عقب تقارير تفيد بتوسع القطاع الصناعي في الصين، ولكن يظل ارتفاع الدولار أحد أهم الأسباب في ضعف الطلب على المعدن الأصفر.

وفي لندن، هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1459.94 دولارا للأوقية (الأونصة)، وفي وقت سابق، لامست الأسعار أعلى مستوى منذ 22 نوفمبر/تشرين الثاني.

وخسر الذهب في المعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.5 بالمئة إلى 1466 دولاراً. ويرتبط الذهب كذلك بعلاقة عكسية مع الدولار، ذلك أن معظم مبيعاته تتم بالورقة الخضراء، فكلما ارتفع الدولار انخفض سعر الذهب لأن سعره يبقى مرتفعاً بالنسبة للمستثمرين بالعملات غير الدولارية في آسيا.