ما افسدته السياسة بين المغرب والجزائر يصلحه حكام الكرة!

31 مارس 2014
الحكم الدولي المغربي رضوان عشيق
+ الخط -

على مدى عمر التوتر السياسي بين المغرب والجزائر، بقيت كرة القدم جسر التقارب الوحيد بين الشعبين الجارين، وقد تجلى هذا التقارب الكروي في انضمام الحكم الدولي المغربي رضوان عشيق إلى طاقم التحكيم الجزائري بقيادة جمال حيمودي ومساعدة عبد الحق إيت شعلي، وتكوين طاقم تحكيم مغربي جزائري تألق في كثير من المحافل القارية.

وجاء اختيار الجزائري جمال حيمودي ومساعداه رضوان عشيق المغربي وعبد الحق إيت شعلي لقيادة مباريات نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل في الفترة ما بين الحادي عشر من يونيو والثاني عشر من يوليو المقبلين، ليرفع درجة التنسيق بين الاتحادين ويضمن مشاركة مغاربية تشرف صورة التحكيم العربي، وتعيد إلى الأذهان تألق الحكم الدولي المغربي الراحل سعيد بلقولة في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا.

فقد اتفق اتحادا الكرة المغربي والجزائري، عبر مديرية التحكيم في البلدين، على التنسيق فيما بينهما على مستوى التحكيم، من أجل خلق تجانس بين الطاقم التحكيمي المغربي والجزائري، وتمت الموافقة على ان يدير الطاقم "المختلط" مباريات في المغرب والجزائر، وإقامة معسكرات في البلدين حتى يظهر الثلاثي بمظهر يشرف الكرة المغاربية والعربية والإفريقية في المحفل العالمي.

وتنفيذا لهذا الاتفاق سافر الحكم الدولي المغربي رضوان عشيق إلى الجزائر، حيث انضم إلى طاقم جمال حيمودي وقاد إلى جانبه مباراة جمعت مولودية العالمة بشباب عين الفكرون ضمن الجولة 24 من بطولة الرابطة الاحترافية الجزائرية، في سياق العمل على خلق المزيد من الانسجام بين هذه العناصر التي تباعد بينها السياسة والجغرافية، لكن الإصرار على الانصهار يزيدها رغبة في التألق.

وكان من المقرر أن يقود هذا الثلاثي مباراة الديربي بين الوداد والرجاء البيضاويين يوم السادس من أبريل المقبل، لكن جمال حيمودي أكد صعوبة قيادة الديربي المغربي لارتباط الطاقم بدورة تأهيلية منظمة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم في السادس من أبريل المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية، لفائدة الحكام المعتمدين لقيادة مباريات نهائيات كأس العالم بالبرازيل.

واختتم اليوم معسكر إعدادي مغلق لطاقم التحكيم المشترك، في أعالي جبال تيكجدة بولاية البويرة بالجزائر امتد عشرة أيام، تحت إشراف مهيئ بدني تابع للاتحاد الجزائري لكرة القدم يدعى محمد شايب، عمل طيلة عشرة أيام على رفع درجة الاستعداد البدني للحكام الثلاثة، وفق برنامج يتضمن الركض في الغابة والعمل التقني بملعب المدينة الجبلية، حتى يكونوا في قمة الجاهزية خلال الموعد الكروي الكوني.

وقال رضوان عشيق لـ “العربي الجديد" إن قيادة قمة الدوري المغربي بين الوداد والرجاء، تعد محكا حقيقا لأي طاقم تحكيم دولي وشرفا في الوقت نفسه، لكن الالتزام بمواعيد الاستعداد المحددة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم حال دون حضور هذا الحدث.

وقبل السفر إلى البرازيل في يونيو المقبل، سيدخل هذا الطاقم آخر معسكر تدريبي في المغرب وتحديدا في مدينة إيفران الجبلية، التي تسمى سويسرا المغرب، وذلك في الفترة ما بين رابع ورابع عشر مايو المقبل، بإشراف خبير في اللياقة البدنية لم يُعينه بعد الاتحاد المغربي لكرة القدم. ونظرا لارتفاع هذه المدينة الجبلية على مستوى سطح البحر واستقطابها لأبرز أبطال ألعاب القوى العالمية، فإن محطة إيفران ستتوج بإشراف الطاقم على قيادة بعض مباريات الدوري المغربي الذي سيعيش آخر أنفاسه في تلك الفترة الزمنية مما يتطلب تحكيما من الصنف الرفيع.

المساهمون