أحببنا وعشقنا كرة القدم بكل ما تحمله من أمور.. بكل تفاصيلها الصغيرة وبكل خطوطها العريضة.. فحقيقة لا نعرف كيف نخفي مشاعرنا في حبها ولا أشواقنا في عشقها.. لكن كل ما نعرفه أنها سلبت أوقاتنا وأخذت عقولنا وتلاعبت بمشاعرنا حزناً وفرحاً.
كرة القدم من خلال متابعتنا لها وبعيداً عن كونها ثقافة شعوب أو مُتنفس شباب أو حتى كونها تُعبّر عن مدارس لدول عريقة تعتز بتكتيكها وإرثها.. بعيداً عن كل هذا ومن خلال تقلبات الأمور التي تشهدها، نلحظ أنها ظلمت لاعبين ومدربين وأندية وحتى منتخبات.. لكنها أيضاً عدلت مع بعضهم أحياناً كثيرة، وجعلتنا أيضاً نستغرب منها في أمور كثيرة.
يقولون إن كرة القدم تعطي من يعطيها.. مقولة ليست على صواب دائماً لأن كرة القدم علم غير ثابت في كثير من أحيانه.. من الممكن أن يذهب مجهود يُبذل لأجل كرة اصطدمت بالقائم بغرابة، ومن الممكن أن يذهب مجهود يُبذل لأجل صافرة تقديرية أطلقها الحكم بسذاجة.. فلذلك فإن كرة القدم تظلم مجهودات قد تُبذل في أحيان كثيرة.. في المقابل ولننظر لجانبها المضيئ العادل ، نجد أنها تعدل في بعض أحداثها وشؤونها وأمورها .. فعندها نقول باعتزاز: شكراً لك كرة القدم!
صامويل إيتو وثلاثية إنتر
الكرة تكون عادلة أحياناً.. صامويل إيتو الأسد الكاميروني وأحد أفضل من أنجبتهم القارة السمراء في تاريخها وأحد أفضل من ارتدى القميص رقم 9 في تاريخ نادي برشلونة.. حقق كل شيء لهذا النادي لكنه يُعامل بسوء من قبلهم في آخر سنواته وهو الذي أهدى لهم كل ما يستطيع إهداءه مهاجم لفريقه، وأهدى لهم هدفاً في آخر محطاته معهم في نهائي الأبطال 2009، بعدها يخرج بل يُخرج من النادي وبعدها يثأر لنفسه ويخرجهم بعدها مباشرة في الـ 2010.. هنا شكراً لكرة القدم.
البرازيل وخيانة المغرب
الكرة تكون عادلة أحياناً.. منتخب المغرب في مونديال فرنسا 98 يخرج بتواطؤ برازيلي سافل من ذاك المونديال بعدما قدم رفاق مصطفى حجي ملاحم كروية صفق لها كل العالم.. بعدها البرازيل ورفاق الظاهرة رونالدو يجري إذلالهم في نهائي باريس بالثلاثة وأمام أنظار كل العالم.. هنا شكراً لكرة القدم.
فرنسا ويد الغزال هنري
الكرة تكون عادلة أحياناً.. منتخب إيرلندا لا يتأهل للمونديال الأفريقي بيد تيري هنري المغشوشة والمسروقة وهي التي كانت أحق بالتواجد في ذاك العرس.. بعدها منتخب الديوك الفرنسية يُذل في أفريقيا ويخرج من الدور الأول بل ويخرج "متضارباً" في ما بينه.. هنا شكراً لكرة القدم.
ميلان حينما يثأر
الكرة تكون عادلة أحياناً.. الروسونيري الإيطالي ونهائي إسطنبول يفلت أمام عينيه من خصم "إنجليزي" بكل غرابة وأمام أنظار أساطير الدفاع يتقدمهم الكبير باولو بينما شيفا يضيع فرصة بغرابة في الأشواط الإضافية وكأن البطولة تريد ليفربول مهما فعل ميلان.. بعدها هذا الروسينيزي يثأر لنفسه ولحظه الأرعن ويحقق اللقب 2007 من أمام 3 "إنجليز" ومن ليفربول في النهائي بالذات.. هنا شكراً لكرة القدم.
الحوادث كثيرة جداً ولا مجال لذكرها كلها في مقال واحد، لكني ذكرت ما جال في خاطري سريعاً.. ربما ما ذكرت هو وليد صدفة لا أكثر، لكن حقيقة ما أجملها من صدفة تفعلها كرة القدم لتعدل بين من أحبها وتابعها وعشقها.. فشكراً لكرة القدم على هذا الجانب المضيء.
لمتابعة الكاتب...https://twitter.com/ITALY_00