مانشيت واحد للصحف المصرية: "الجيش التركي يطيح بأردوغان"!

مانشيت واحد للصحف المصرية: "الجيش التركي يطيح بأردوغان"!

16 يوليو 2016
الصحف المصرية انتهجت التضليل في تغطيتها (تويتر)
+ الخط -
خرجت الصحف المصرية، صباح اليوم السبت، بعناوين متشابهة على صفحاتها الأولى، ادعت فيها نجاح المحاولة الانقلابيّة في تركيا.

وعلقت الصحف المصرية طبعاتها الثانية في المطابع للحاق بخبر "الانقلاب العسكري في تركيا"، لكنها لم تكن تتخيل أنها إن علقت قرار الطباعة ساعات قليلة أخرى، فستهدم مانشيتاتها التي تشابهت كثيرا في وصف "الانقلاب في تركيا". فبعد ساعات على إعلان فشل محاولة الانقلاب في تركيا، خرجت الصحف المصرية بمانشيتات محتفية بالمحاولة، تحت عنوان "الجيش التركي يطيح بأردوغان".

وخرجت صحيفة "الأهرام" القومية المصرية، بمانشيت "الجيش التركي يطيح بأردوغان"، مع صورتين شغلتا نصف الصفحة الأولى بالكامل. المانشيت نفسه كتبته صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، وقالت في عنوان شارح عقب المانشيت الرئيسي "الجيش يطيح بأردوغان"، إن "الدبابات في الشوارع.. إعلان حالة الطوارئ.. وبيان للقوات: علاقاتنا مع العالم مستمرة".
وخرجت صحيفة "الوطن" الخاصة بمانشيت "الجيش يحكم تركيا ويطيح بأردوغان"، مع عنوان شارح "الرئيس التركي يدعو الشعب للتصدي للعصيان العسكري.. ويطلب اللجوء لألمانيا".

صحيفتا "أخبار اليوم" القومية المصرية، و"الشروق" المصرية الخاصة، التزمتا بالقدر المتاح من المعلومات قبل الطبع وكتبتا "محاولة انقلاب في تركيا"، إلا أن "الشروق" أضافت لعنوانها "محاولة انقلاب في تركيا.. وأردوغان يعلن إحباطها"، فيما أضافت "أخبار اليوم"، عناوين شارحة "١٧ قتيلا وقصف للبرلمان وانفجات في أنقرة واسطنبول".


واحتفت الصحف المقربة من الأجهزة الأمنية، كصحيفتي "اليوم السابع" و"فيتو" بآراء عدد من العسكريين السابقين، أطلق عليهم وسم "خبير استراتيجي"، الذين اعتبروا أنّ "الانقلاب في تركيا في مصلحة مصر".

واعتمدت العديد من الصحف المصرية والمواقع الإخبارية المقربة من الأجهزة الأمنية، في نقل الفعاليات على وكالة أنباء "سكاي نيوز" التي  خلصت في تغطيتها باتجاه نجاح الانقلاب.



الحسابات الخبرية المصرية تضلل المتابعين 

سيطرت محاولة الانقلاب الفاشلة لمجموعة متمردة داخل الجيش التركي على المواقع الخبرية وحساباتها على مواقع التواصل طوال ليلة الجمعة - السبت، وكان الخداع والتضليل من المواقع المحسوبة على النظام المصري واضحاً بقوة، والتراجع النادر في تاريخ المواقع الخبرية خلال ساعات، في درس ومشهد إلكتروني نادر بسبب سرعة الحدث نفسه.

وكان العداء لنظام أردوغان، الذي كشف عدم مصداقية مواقع، وأيضًا مصداقية ناشطين، سبباً في تسرعهم وظهورهم بمظهر سيئ أمام متابعيهم، وصل للتحفيل عليهم، وقيامهم بحظر كثير من المتابعين المهاجمين لهم، وكاشفين قيامهم بحذف بعضهم تغريدات بثوها في بداية الحدث.

وقام حساب "قناة سكاي نيوز عربية" بدور رائد في تضليل المتابعين، في بث الأخبار غير الصحيحة، والتي تناقلتها عنها مواقع مصرية، فالحساب هو الذي روج لخبر اللجوء السياسي لأردوغان لألمانيا، بل ونسبته لمصدر عسكري أميركي، كما نشر فيديو زعم أنه لترحيب الأتراك بنزول الجيش، كما زعم مقتل رئيس الأركان التركي.

وكان دور الريادة للتضليل في مصر لحساب "اليوم السابع"، والذي نقل بعضها عن "سكاي نيوز عربية"، بل وحاول حتى آخر لحظة ترويج عدم فشل الانقلاب، وانفرد بخبر فرار أفراد الإخوان الموجودين بتركيا إلى الحدود، واكتفى بنسبه لمصادر لم يسمها.

أما حساب "الوطن" المصري، فتفوق على كل هذه المواقع، حين نشر خبر "الوطن| عاجل| المتحدث باسم بوتين: الكرملين لا يستبعد منح لجوء سياسي لأردوغان"، وانفرد به حتى عن الكرملين نفسه!

أما حساب "صدى البلد"، فحدث ولا حرج، فيكفي نقله عن مذيعه أحمد موسى، والذي ما زال مصرا حتى كتابة هذه الكلمات على نجاح الانقلاب، كما نشر فيديوهات التظاهرات المؤيدة لأردوغان، مشبها إياها بتظاهرات 30 يونيو، وكأن المتظاهرين يهتفون "الجيش والشعب إيد واحدة".