مانشستر سيتي بين سطوة الأموال ورغبة الانتصار

01 أكتوبر 2014
دجيكو كان نقطة ضعف أمام روما (Getty)
+ الخط -


شهدت المواجهة بين مانشستر سيتي الإنجليزي وروما الإيطالي، في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، انقلاباً للموازين، خلافاً للتوقعات التي انطلقت قبل المباراة.

خابت المعادلة وتعطلت الآليات لتسعين دقيقة، كاد الفريق الثري، والذي استثمر ملايين الملايين، أن يخسر أمام الفريق الطموح والخارج لتوّه من نفق الديون والمشارك لأول مرة بعد 3 مواسم في دوري كبار أوروبا.

الاسباب تكتيكية والمسؤولية تقع على عاتق مَن اختير لقيادة هذا القارب الفخم، الذي استسهل الالتزام الخططي ولم يدرس الخصم جيداً ولم يدرك أين تكمن نقاط ضعف الخصم الذي كان يبدو الاضعف في هذه المواجهة، فقط إذا ما نظرنا الى الاستثمارات والأموال التي جرى إنفاقها لتعزيز الرصيد البشري.

ولكن، لتسعين دقيقة، اختفت الفوارق التي رسمتها الاستثمارات الضخمة والتي جرى ضخها في النادي من موسم 2010 الى يومنا هذا، والتي تجاوزت 450 مليون يورو لانتداب أسماء مثل مانجالا وفيرناندينيو ونافاس ويوفيتيتش وديميكيليس ولامبارد، بين أسماء أخرى، في حين عندما ننظر الى استثمارات روما في الرصيد البشري في آخر 5 سنوات سنجد أن فريق العاصمة أنفق 213 مليون يورو.

بينما على صعيد الميزانية والمداخيل، لا تجوز حتى المقارنة، ففي آخر ميزانية موثّقة للناديين نرى أن مداخيل الفريق الانجليزي تجاوزت 285 مليون يورو (في المركز السابع أوروبياً)، بينما مداخيل نادي جيمس بالوتا لم تتجاوز 115 مليون يورو (في المركز التاسع عشر أوروبياً وهو أفضل مركز في تاريخ روما).

يظهر الفارق الشاسع جليّاً فقط على صعيد الأرقام، ولكن بخطأ وبهفوة على الصعيد التكتيكي من قبل الخبير التشيلي مانويل بيليجريني، الذي أقحم بغرور ثلاثياً في الهجوم، وترك تفوّقاً عددياً في الوسط لصالح روما، خطأ حرر أسلحة فريق رودي جارسيا خصوصاً على الاطراف بفضل سرعة جيرفينيو وفلورينزي وعبقرية توتي في الوسط (الذي بهدفه دخل التاريخ كأكبر لاعب سنّاً يسجل في دوري الابطال)، وأهدى البطيء، دجيكو، لدفاع روما الذي يتميّز بالقوة البدنية والصلابة. ولحسن حظ مدرب السيتي أنه فطن لهذا الخطأ وأقحم لامبارد ليعزز الوسط ويعوّض هذا النقص العددي.

مباراة الامس تضع مانشستر سيتي في وضع غير مريح بالمرة، فنقطة وحيدة من أصل ستة ممكنة تجعل فريق بيليجريني مجبراً على الفوز ضد العملاق الالماني أمام جمهوره أو ضد روما في الاولمبيكو، وفي الوقت نفسه تفادي أي خطأ ضد سيسكا موسكو، وهو الوضع الذي لا يُحسد عليه ولم يكن في الحسبان ولا في توقعات أكثر المحللين أو المشجعين تشاؤماً.

بينما روما، بعد أمسية مانشستر، فإن حظوظه ترتفع بشكل جيد مقارنة ببداية مرحلة المجموعات وينظر الى مباراة بايرن بعيون أخرى ويتمنى أن تنقلب التوقعات لمرة أخرى، ففي تسعين دقيقة كل شيء ممكن، حتى هزيمة العملاق البافاري في عقر داره، تسعين دقيقة تختفي فيها الارقام والميزانيات والأموال الطائلة.

المساهمون