ماكرون يتفقّد مرفأ بيروت قبل لقاءات سياسية وتحديد شروط إصلاحية

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
01 سبتمبر 2020
لبنان/ إيمانويل ماكرون/السفارة الفرنسية/ تويتر
+ الخط -

تفقّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح اليوم الثلاثاء، مرفأ بيروت وأعمال الفرق الفرنسية التي تحصل في المكان منذ وقوع الانفجار في الرابع من أغسطس/آب الماضي.

وسيعقد ماكرون لقاءً مع ممثلي الأمم المتحدة وأفراد هيئات المجتمع المدني المجندين لبناء المرفأ، وذلك على متن حاملة الطوافات "لو تونير"، يليه لقاء مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة التي ساعدت في البناء، وفرق camp ventoux التي ساهمت في تنظيف وإزالة الأنقاض من المرفأ.

ونشرت السفارة الفرنسية لدى لبنان برنامج لقاءات وجولات الرئيس الفرنسي اليوم، في زيارة هي الثانية من نوعها في أقل من شهر لأول رئيس دولة يزور بيروت منذ وقوع الانفجار. ويتضمّن البرنامج حفل الاستقبال الرسمي في قصر بعبدا، وغداءً رسمياً يقيمه الرئيس ميشال عون على شرفه، ومن ثم يتوجه ماكرون بزيارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت حيث يعالج مرضى "كوفيد 19"، قبل أن يعد لقاءً مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر الصنوبر - مقرّ السفارة الفرنسية في بيروت.

سيحدّد ماكرون للسياسيين جدولاً زمنياً للقيام بإصلاحات كفيلة بتأمين المساعدات في إطار الخطة الإنقاذية التي تضعها فرنسا للبنان

وفي هذا السياق، يقول مصدر في بكركي (المقرّ البطريركي) لـ"العربي الجديد"، إنّ البطريرك الراعي سيعرض على الرئيس الفرنسي "مذكرة لبنان والحياد الناشط" التي كان أعلن عنها في 17 أغسطس/ آب الماضي، وسبق أن وضعه في أجوائها في لقائهما الأول قبل أسابيع، وسيتحدث إليه عن العقبات التي تواجه هذه المبادرة، والتي عرّضته لهجوم كبير خصوصاً من مناصري "حزب الله" ومن يدور في فلكه السياسي، مشدداً على أنّ "هذه المذكرة هي من ركائز أي إصلاح مُطالب به لبنان، الذي لا يمكن أن يقوم طالما أن هناك فريقاً حزبياً يتحكّم بقرار السلم والحرب، ويعرّض علاقات البلد الخارجية الغربية والعربية للخطر بفعل الصراعات الإقليمية".

ويشير المصدر إلى أنّ "الراعي رفع الصوت عالياً في الفترة الأخيرة، وباتت مواقفه أكثر صراحة ووضوحاً وجرأة، لأنه يعي تماماً أنّ لبنان ذاهب إلى الانهيار والكوارث في حال لم يصَر فعلاً إلى إحداث تغيير حقيقي وكبير، ونقلة نوعية في الحياة السياسية، كما أنه يتسلّح بدعم دولي وأوروبي، باعتبار أنّ الخارج يفرض جملة إصلاحات من أجل إنقاذ لبنان مالياً". ولفت إلى أنّ البطريرك "سيؤكد لماكرون أنّ هذه المبادرة تحتّم أيضاً دعم الدولة بمؤسساتها العسكرية، حتى تكون قادرة على حماية حدودها وأراضيها بوجه أي اعتداء يحصل في الداخل اللبناني".

من جهة ثانية، سيعقد ماكرون بعد الظهر لقاءً هو الثاني من نوعه أيضاً مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين في قصر الصنوبر، إذ تؤكد مصادر السفارة الفرنسية، لـ"العربي الجديد"، أنّ ماكرون سيُشيد بسرعة قيام الاستشارات والتوافق الذي حصل بين الأفرقاء السياسيين في تكليف السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب، أمس الإثنين، بتشكيل الحكومة.

غير أنّ المصدر أشار في الوقت نفسه إلى أنّ "ماكرون سيركّز أيضاً على أنّ هذا المشهد لا يكفي، وأن المطلوب هو تأليف حكومة تكسب أولاً ثقة الناس والمجتمع الدولي، وتضمّ وزراء موثوقاً فيهم ومن أصحاب الكفاءة والاختصاص"، كما سيحدّد ماكرون للسياسيين جدولاً زمنياً للقيام بإصلاحات كفيلة بتأمين المساعدات في إطار الخطة الإنقاذية التي تضعها فرنسا للبنان.

وصباحاً، زار ماكرون محمية أرز جاج، حيث غرس أرزة بمشاركة طلاب لبنانيين، مؤكداً لهم أنه يعتمد عليهم لقيام مستقبل أفضل للبنان.

وبمناسبة الذكرى المئوية لإعلان "دولة لبنان الكبير"، قامت دورية الاستعراض الجوي الفرنسي بعرضٍ بألوان العلم اللبناني فوق بلدة جاج (قضاء جبيل)، وستقوم بعرضٍ آخر فوق القصر الجمهوري في بعبدا، حيث سترافق الطائرات النفاثة الفرنسية العشر من طراز "ألفا"، 6 طائرات من طراز "سوبر توكانو" تابعة للقوات الجوية اللبنانية، وسيحلّق السرب الجوي الفرنسي فوق مدينة بيروت، من المرفأ وحتى المتحف الوطني.

شهور "حاسمة" وإلا إجراءات عقابية

وفي تصريح لصحيفة "بوليتيكو"، اليوم الثلاثاء، قال ماكرون، إنّ الشهور الثلاثة القادمة ستكون حاسمة في ما يتعلق بتحقيق التغيير في لبنان، مضيفاً أنه إذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية.

وصرح ماكرون للصحيفة بأنّ الإجراءات العقابية المحتملة، يمكن أن تتراوح بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة.

وكان ماكرون أكد للبنانيين عند وصوله، أمس الإثنين، إلى لبنان، أنهم "كإخوة للفرنسيين. وكما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة، وللعمل معاً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".

وماكرون، الذي استقبله الرئيس ميشال عون في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبل أن يتوجها إلى صالون الشرف، خصّ الفنانة اللبنانية فيروز بأول زيارة، حيث زارها في منزلها في الرابية الذي تجمّع أمامه عشرات المواطنين، مطالبين الرئيس الفرنسي بعدم وضع يده بيد الطبقة السياسية التي أفلست الشعب وأفقرته وقتلته بانفجار المرفأ، مشددين على أنهم لا يمنحون الثقة لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب باعتباره مسمّى من قبل المنظومة نفسها.

وبعد ذلك، التقى ماكرون بعيد منتصف الليل رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في قصر الصنوبر. وكان عرضٌ للمستجدات السياسية والتطوّرات المحلية والإقليمية.

ذات صلة

الصورة
يرى غزيون أن تفرّد الاحتلال بهم يزيد القتل والتجويع (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

يتفاءل الكثير من الغزيين باتفاق وقف النار في لبنان آملين أن يكون فاتحة لوقف النار في القطاع الذي يتعرض للقتل والتجويع منذ أكثر من عام.
الصورة
أضرار جراء هجوم صاروخي من لبنان على شمال نهاريا، 25 سبتمبر 2024 (جاك غويز/فرانس برس)

سياسة

في الوقت الذي تتواتر فيه مشاهد العائدين إلى الجنوب اللبناني، يظل الوضع أكثر هدوءاً في المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان، شمال إسرائيل.
الصورة
دخان كثيف يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، 20 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تداولت وسائل إعلام عبرية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان المتوقع الإعلان عنه اليوم الثلاثاء. ووفقًا لمحتوى الاتفاق، فإن إسرائيل ستنسحب من جنوب لبنان.
الصورة
غادر لبنانيون منازلهم على خلفية الاتصالات المشبوهة (فرانس برس)

مجتمع

تزايدت وتيرة الاتصالات المشبوهة التي يتلقاها لبنانيون من أرقام هواتف مجهولة، والتي تدعوهم إلى إخلاء المباني في أكثر من منطقة، ما يدفع بعضهم إلى النزوح.