لا يمكن لمتابعي الساحرة المستديرة أن ينسَوا في يوم من الأيام ذلك الرجل ذا "الرأس الأبيض"، والذي توج كأفضل مدرب في العالم، لما يملك من حنكة ودهاء وخبرة طويلة في ملاعب الكرة، وصلت إلى ما يقارب نصف عمره البالغ 66 عاماً.
منذ أن باشر المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبّي عمله كمدرب للمرة الأولى في حياته؛ حين درب ناشئي نادي سامبدوريا، في عام 1982، وحتى يومنا هذا، نجح الرجل في إدخال لغة جديدة في مصطلحات كرة القدم التكتيكية والفنية، فكان طبيعياً أن يتوج مشواره بالوصول إلى ما يحلم أن يصل إليه أي مدرب في العالم، وهو نهائي المونديال ثم التتويج باللقب الأغلى مع الآزوري الإيطالي في لحظات لن تنسى.
أعلن ليبي اعتزاله رسمياً ليترجل عن فرسه التي امتطاها سنين طويلة، وتوج خلالها بأغلب الألقاب العالمية، وختاماً بدوري أبطال آسيا مع آخر فريق دربه "نادي غوانجزو الصيني" الذي وصل مع ليبي إلى مكانة لم يحلم بها هذا النادي، بفضل براعة وخبرة الإيطالي في خطف النجومية.
"لا أرغب في التدريب مجدداً.. لقد تقدم بي السن على مثل هذه الأمور "بهذه الكلمات وضع المدرب ليبي حداً لمشواره في الملاعب، والتي اتسمت بمزيد من الإنجازات؛ إذ تُوّج بدوري الأبطال الأوروبي عام 1996، والدوري الإيطالي خمس مرات في حقبتين مختلفتين تولى خلالهما تدريب مواطنه يوفنتوس، وجاء اعتزاله التدريب عقب تتويج النادي الصيني بلقب الدوري المحلي لكرة القدم للمرة الرابعة على التوالي.
وكما أن حياة أي مدرب في العالم معرضة لأوقات عصيبة، فقد عاش ليبي وقتاً للنسيان، وذلك في تجربة صادمة مع إيطاليا في كأس العالم بنسخة 2010 في جنوب أفريقيا، بعدما خرج "بطل العالم" من دور المجموعات بشكل صعق كل العشاق، لكن المدرب كان جريئاً وتحمّل المسؤولية كاملة، على الرغم من أن اللاعبين ظهروا بمظهر يقل عما كان ينتظره محبو الآزوري.
ولم يكن الخروج من كأس العالم بهذا الشكل ليمنع ليبي من أن يكون أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة الإيطالية، حيث حقق أربعة ألقاب سوبر إيطالية، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبية، بالإضافة إلى ما حققه مع غوانجزو في الفوز بلقب دوري أبطال آسيا العام الماضي.
لقد حان الوقت "كما كان متوقعاً" ليضع الكاتب قلمه لا محالة، فالمدرب الذي درب إيطاليا بأكملها؛ كمنتخب، وكأندية مثل تشيزينا ولوكيزي، وأتالانتا ونابولي واليوفي وإنتر ميلان، بات الآن بعيداً عن الملاعب وعن محبيه الذين يعشقونه، لأنه يعد المدرب الذي يحضر معه الأمل دائماً، خصوصاً في البلاد المتيمة بكرة القدم.."وداعاً سيد ليبي".