ماذا يحدث في مانشستر يونايتد؟

ماذا يحدث في مانشستر يونايتد؟

13 يوليو 2017
(مورينيو، تصوير: محمد جمالي)
+ الخط -

رغم أن شياطين مانشستر الحمر تمكنوا في نهاية الموسم الأول لمورينيو من اختطاف بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا من بوابة لقب الدوري الأوروبي، إلا أن ذلك لا يعني بأن الأمور تسير على ما يرام في النادي الإنكليزي، بل إن جميع الأرقام والمعطيات تشير إلى المعاناة التي تعيشها إدارة النادي منذ أن رحل السير إليكس فيرغسون في نهاية موسم 2012 – 2013.

على مستوى النتائج، فإن الشياطين الحمر لم يتمكنوا من إيجاد مكان بين الأربعة الكبار سوى مرة واحدة في السنوات الأربعة الأخيرة، وكان ذلك تحت قيادة لويس فان خال سنة 2014- 2015، بعد أن كان موضوع المراكز المؤهلة لدوري الابطال خارج حسابات فيرغسون، الذي كان يسعى لخطف لقب الدوري وينافس عليه بشكل دوري؛ وأما على مستوى الألقاب، فلم يحقق الشياطين الحمر سوى ثلاثة ألقاب بعد فيرغسون، واحد منهم مع فان خال واثنان مع مورينيو، ولكن كأس الرابطة الإنجليزي وكأس الاتحاد، وحتى الدوري الأوروبي لا تناسب تطلعات وأماني عشاق النادي العريق؛ وعلى مستوى الصفقات والانتقالات والإدارة المالية، فهنا تتجلى كارثة الشياطين الكبرى، فإدارة النادي التي تسعى باستمرار لاستعادة أمجاد الماضي، صرفت خلال أربعة أعوام 587.6 مليون جنيه أسترليني على صفقات اللاعبين، في حين أن الإدارة لم تصرف خلال 27 سنة التي قضاها النادي تحت إدارة فيرغسون سوى 456.5 مليون جنيه إسترليني.

وبالنسبة للجمهور، فإنهم قد يتقبلون انتكاسة النادي في السنين الأخيرة، وسيتطلعون باستمرار للخروج من الفراغ الذي تركه فيرغسون، وغالبًا لا تعنيهم قيمة الصفقات الانتقالية والفشل بإدارة النادي ماليًا، ولكن الأمر الذي بات واضحًا بأنه يهدد شعبية اليونايتد هو تغيير هوية النادي كليًا؛ فمانشستر يونايتد لم يعد ذلك النادي الذي يراهن على الأسماء المجهولة، ويصنع نجومًا وأساطير على مر السنين كما كان على أيام السير.

وعلى الرغم من أن العديد من نجوم التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة لعبوا لصالح الشياطين الحمر، أمثال بيكهام وكرستيانو رونالدو وروني وغيغز وسكولز، إلا أن جميعهم انضموا للنادي قبل أن يكونوا نجومًا وتحول بعضهم لنجوم بفضل السير؛ ولكن سياسة النادي اليوم اختلفت، فاليونايتد بات يسعى بشكل مستمر للتعاقد مع نجوم جاهزين لحصد النتائج الإيجابية بسرعة، ولكن الأمر الأسوأ من ذلك أنهم أضاعوا هوية النادي، ولم يفلحون بالحصول على النتائج المطلوبة.

ولا يمكن أن نقرأ قرار تخلي النادي عن واين روني، آخر أساطير اليونايتد، إلا ضمن سياق تخلي النادي عن هويته، واستخفاف الإدارة الحالية بتاريخ النادي؛  فواين روني، الذي تمكن هذا الموسم من خطف لقب الهداف التاريخي للمان يونايتد، رغم تقليص مورينيو لدوره في الفريق، وإجلاسه بالاستمرار على دكة البدلاء، لم يكن ليرحل إلى نادي إيفرتون، الذي وفد منه قبل 13 سنة، إلا بعد أن أيقن بأن دوره بالنادي قد أنتهى، وبأن الإدارة الحالية لا تعير اهتمامًا بأساطيرها، وأن الاحترام الذي أولاه فيرغسون لسكولز وغيغز وغيرهم، لن يحظى به في ظل إدارة مورينيو، الذي يسعى باستمرار للتلاعب بمعايير النادي ليترك بصمة واضحة في التاريخ.

وبالنسبة لروني، فقد غادر معسكر الشياطين الحمر مجبرًا، لأنه لن يتخلى عن حلمه بقيادة منتخب الأسود الثلاثة في كأس العالم 2018، والذي قد يكون آخر محفل دولي كبير يشارك به الهداف التاريخي للمنتخب الإنكليزي ونادي الشياطين الحمر؛ فبعد أن تم استبعاده من قائمة المنتخب الإنكليزي بداية الشهر الماضي، سارع للتحرك لإنقاذ مكانته في عالم كرة القدم ومنتخب بلاده، وفضل العودة لناديه القديم إيفرتون رغم العروض المغرية التي قدمت له من الصين، وودع مسرح الأحلام دون أن يفاجئ متابعي كرة القدم، فمورينو كان قد مهد لرحيله طوال الموسم الماضي، ولكن رحيله شكل صدمة بالنسبة لكل عشاق الشياطين الحمر القدامى.

المساهمون