مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال
محمد محسن ــ القدس المحتلة

وسط توتر شديد تخللته اعتقالات وإبعادات عن ساحات المسجد الأقصى، يواصل المئات من المستوطنين اقتحام باحات المسجد، منذ ساعات الصباح، بحماية قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين حوّلوا المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، على ما أفاد بذلك لـ"العربي الجديد"، أحد مسؤولي الأوقاف الإسلامية، والذي فضل عدم ذكر اسمه. 

وفي تحديث لعدد المقتحمين، أفاد مصدر مسؤول في الأوقاف الإسلامية بأن 920 مستوطناً شاركوا في اقتحامات الجولة الأولى من الاقتحامات التي تتم بالقوة على جولتين صباحية وبعد الظهيرة، فيما يتوقع أن يتضاعف هذا العدد حتى انتهاء الجولة الثانية، بالنظر إلى احتشاد عدد كبير منهم في منطقة باب المغاربة.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن مجموعات كبيرة من المستوطنين أدى العشرات منهم طقوسا تلمودية، تخللها إلقاء أجسادهم على الأرض وسط صرخات هستيرية، ورقصات صاخبة على أبواب المسجد، خاصة باب السلسلة، وبالقرب من باب القطانين.

وأضاف المصدر ذاته أن جنود الاحتلال اعتدوا على خمسة شبان وقاموا بإخراجهم من ساحات الأقصى بعدما حاولوا التصدي للمستوطنين، كما اعتقلوا مهند الأنصاري، وهو أحد حراس الأقصى، والذي قررت سلطات الاحتلال إبعاده لمدة أسبوع، على أن يعود بعد ذلك لتسليمه أمرا آخر بالأبعاد، مشيرا إلى وجود وضع خطير وصعب، وينذر بتوترات كبيرة.

وكانت مجموعات من المستوطنين قد حاولت، الليلة الماضية، اقتحام الأقصى من ناحية باب الغوانمة (أحد أبواب الأقصى)، إلا أن الشبان والحراس المقدسيين تصدوا لهم وأرغموهم على مغادرة المكان.

 

وندد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، بهذه الاقتحامات ووصفها بـ"الاستفزازية"، وقال لـ"العربي الجديد": "نحن ندين هذه الاقتحامات، ونحمل الاحتلال مسؤوليتها".

تأتي هذه الاقتحامات وسط دعوات إلى مزيد منها في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل، التي تصادف اليوم الخميس حسب التقويم العبري.

إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال وقفة تضامنية مع محافظ القدس عدنان غيث، وجهاد الفقيه، مدير مخابرات القدس في السلطة الفلسطينية، تزامنا مع انعقاد جلسة جديدة لمحكمة الاحتلال للنظر في الاتهامات الموجهة إليهما.

واعتقلت قوات الاحتلال شادي المطور، أمين سر حركة فتح- إقليم القدس، الذي كان على رأس المشاركين في الوقفة، ومنعت من معه من التجمع في الساحة المقابلة للمحكمة.