واستهل المؤتمر بعرض خرائط توضح بنية النظام الاستعماري الاستيطاني العنصري في فلسطين؛ حيث تحدثت ساما عويضة عن الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس، حيث تطرقت إلى ممارسات التطهير العرقي ضد المقدسيين، وسياسة هدم المنازل في القدس، في مقابل تعزيز الوجود الاستيطاني العنصري على حساب الأرض الفلسطينية؛ والاستيلاء على عقارات الفلسطينيين، في حين فاقمت الهبّة الشعبية من إجراءات القمع العنصرية ضد المقدسيين.
بدورها، دعت نورا عريقات، أستاذة مساعدة في جامعة جورج ماسون، إلى ضرورة تحقيق آلية تعامل جديدة تعوض عن السنوات الماضية التي تملصت فيها إسرائيل من جرائم الحرب، وقالت: "علينا التفكير بجدية لدراسة المآخذ على المجتمع الدولي، وكيف ساهم تغاضيه عن هذه الجرائم في ازديادها في الضفة والقطاع"، في حين أكدت نادرة شلهوب كوفركيان، مديرة دائرة دراسات النوع الاجتماعي، مدى الكرمل، في مداخلة لها خلال جلسة الطاولة المستديرة، التي قدمت فيها عدة مداخلات على الحاجة إلى تفكير سياسي وطني، ووجوب مراجعة المواقف السياسية المتفاوتة إزاء سياسة التهويد في القدس والحالة المقدسية، التي وضعت الإنسان الفلسطيني في حالة بحث عن حلول أيا كانت للسياسات الإسرائيلية في القدس تعمل على 3 مركبات هي: العنصرية، العنف، ونهب الممتلكات والاستئصال، والتي بلغت ذروتها في جرائم القتل المباشر أو القتل التدريجي.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يغلق مقر تجمع شباب ضد الاستيطان في الخليل
وأشارت شلهوب إلى عنف آخر يمارس ضد المقدسيين وهو عنف المستوطنين، حيث تقدم لهم الدولة مساعدات وتضع إليهم الأموال التي تجبى من المقدسيين، وتوجه هذه الأموال لحماية المستوطنين وحراستهم ورعايتهم .
أما برنارد سابيلا، عضو المجلس التشريعي، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة بيت لحم، فقال بوجوب البحث عن البدائل في تحقيق العدالة، مُشيراً إلى أن الإشكالية التي نواجهها في القدس هي غياب القيادة الاجتماعية والسياسية، حيث عملت القيادة الفلسطينية على تهميش القيادة المقدسية وهذا ما أكملته إسرائيل لدى احتلالها المدينة المقدسة، واصفاً الميزانيات التي تخصصها السلطة للقدس بأنها هزيلة جداً.
وتطرق سابيلا إلى البديل الأميركي الذي يتحدث عن تحسين ظروف الحياة، وهو بديلٌ يلتقي عملياً مع التوجه الإسرائيلي، كما تطرق إلى بديل آخر وهو اقتراح إقامة بلدية فلسطينية بالقدس تعمل على الاهتمام بشؤون المقدسيين. وتساءل عن إمكانية تطوير بديل آخر يتصدى للهيمنة الإسرائيلية.
وتحدث قتيبة عودة، من مركز البستان الثقافي، فتطرق إلى الصعوبات التي تواجه الشباب بشكل يومي ومستمر وسعي الشباب إلى الحفاظ على ثقافته وهويته، وهذا ما يفسر نشوء الحركات الشبابية في القدس في ظل غياب الدعم المادي لها، داعياً إلى ضرورة تمكين الشباب والمرأة وتفعيل الفعاليات والمؤسسات الأهلية الشبابية، التي تحاول النهوض بالشباب المقدسي.
أما وليد عطاالله، رئيس دائرة العلوم الإنسانية في جامعة بيت لحم، فأشار إلى وجود أزمة تاريخية وأزمة حضارية وانقسام في النخبة على المستوى العربي، وكلها عوامل مؤثرة على قضية القدس بما في ذلك تغييب دور الشباب المقدسي وعدم تمكينهم من اتخاذ القرار، وهو أيضاً عامل مؤثر على أي عمل جماهيري يتطلب تعزيز الحوار الداخلي للمجتمع، وقال إن أيَّ برنامجٍ ذي فعالية يجب أن يخرج من الجماهير، كما دعا إلى تطوير وتعميم فكرة رجال الأحياء وعدم بناء هذه اللجان على بنية فصائلية، والعمل على حل المشكلات من البسيط إلى المعقد.
اقرأ أيضاً: الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تسعى لتعميق نظام الفصل العنصري بفلسطين