لم يدر في خلد أهالي المفقودين الفلسطينيين في البحر الأبيض المتوسط، أنّ شبح المجهول سيبقى يطارد مصير أبنائهم، البالغ عددهم 400 شخص، فُقد الاتصال معهم منذ غرق قاربهم في السادس من سبتمبر الماضي.
ونظم العشرات من الأهالي وقفةً احتجاجية أمام مجلس الوزراء الفلسطيني بغزة، لمطالبة الحكومة والرئاسة الفلسطينية بتوفير المعلومات عن مصير أبنائهم المفقودين.
ولم تتمالك والدة المفقود محمد أبو طعيمة نفسها ودخلت في موجة من البكاء والصراخ خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، موجّهة أصابع المسؤولية إلى الرئاسة والحكومة الفلسطينية لكشف مصير المفقودين منذ أكثر من سبعة أشهر.
وتضيف أبو طعيمة: "مرت شهور طويلة على اختفاء السفينة وعدم معرفتنا بمصير ابني وسائر من كانوا على متن السفينة، ولم تحرك الخارجية الفلسطينية أو أي مؤسسة رسمية ساكناً تجاه هذه القضية، ويجب عليهم أنّ يقدموا لنا إجابات حول مصير أبنائنا".
ثم عادت لتتساءل والدموع تغطي وجهها: "هل هم أحياء أم موتى؟ هل سيكون ابني من الموتى، إذاً أين جثته، وأين دور الجهات المختصة بعد كل هذه الشهور؟ لم نحصل على جواب عن مصير أبنائنا المفقودين على متن قوارب الموت".
الاعتصام الذي جاء بخطوات فردية من أهالي المفقودين، تزامن مع جلسة مجلس وزراء حكومة التوافق الوطني، ورفع خلاله عشرات الأهالي لافتات كتب عليها "أين دور الرئاسة والحكومة" وأخرى كتب عليها "من حقنا معرفة مصير أهلنا المفقودين".
أما والدة المفقودين أحمد ورامز عصفور فلم تكن فاجعتها أقل من سابقتها، فهي الأخرى فقدت ابنيها منذ سبتمبر الماضي، وقد خرجا من غزة عبر معبر رفح أملاً في الوصول إلى إحدى الدول الأوروبية لاستكمال علاج ابنها الجريح في الحرب أحمد، فيما كان الآخر يرافقه.
وتقول عصفور لـ"العربي الجديد": "منذ أن غرقت السفينة وجهت مؤسسة الرئاسة لأهالي المفقودين رسالة بأنه سيجري العمل على كشف مصير المفقودين خلال مدة أقصاها ستة أشهر، لكن اليوم وصلنا إلى نهاية الشهر السابع ولم يتصل بنا أحد".
وتشير عصفور إلى أنهم قرروا القيام بخطوات فردية والاعتصام والاحتجاج من أجل أن تشعر بهم المؤسسات الرسمية والحقوقية، علهم يحصلون على إجابات شافية بشأن مصير أبنائهم المفقودين منذ شهور.
بدوره، قال الدكتور رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ العوائل الفلسطينية في غزة وقعت ضحية للمعلومات المغلوطة من قبل المؤسسات الأوروبية الرسمية والسلطات الإيطالية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف عبده لـ"العربي الجديد": "كان هناك تلكؤ من قبل السلطات الإيطالية في عملية إنقاذ وانتشال الجثث، بحسب ما جمع المرصد من إفادات رسمية ووفقاً لتحقيقات المدعي العام في صقلية، فإن عدد الناجين فقط 11 شخصاً من أصل 400 كانوا على متن القارب".
وكان أكثر من 400 شخص قد غرقوا في عرض البحر، بعد خروج مركبهم من ميناء الإسكندرية في طريقه لأوروبا سبتمبر الماضي بحثاً عن حياة أفضل، دون معرفة ملابسات الحادث أو تفاصيل المفقودين.
اقرأ أيضاً:
400 فلسطيني ضحايا أكبر عملية "إغراق جماعي" في المتوسط
الفلسطينيّون يواجهون قَدَر الغرق في المتوسّط
700 لاجئ غريق في المتوسط بأقل من شهر