لينين خالداً في مسقط رأسه

لينين خالداً في مسقط رأسه

14 مارس 2018
يسعى التجار لتسويق تماثيل لينين للسياح (العربي الجديد)
+ الخط -
في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل في روسيا حول دور زعيم ثورة البلاشفة عام 1917، فلاديمير لينين، في تاريخ البلاد، لا تزال ذكراه خالدة في مدينة أوليانوفسك التي ولد فيها عام 1870 وعاش حتى تخرجه من المدرسة عام 1887.
وتضم هذه المدينة المطلة على نهر فولغا (نحو 900 كيلومتر جنوب شرق موسكو)، مجموعة من المتاحف ترصد مختلف مراحل نشأة لينين، ومجمعا تذكاريا افتتحه الزعيم السوفييتي الراحل، ليونيد بريجنيف، عام 1970 بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على ميلاد واحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ روسيا.

ولا تخفى عن زائر المدينة كثرة إطلاق اسم لينين على الشوارع والميادين، بالإضافة إلى انتشار تماثيله ولوحات تحمل اسمه على المباني التي أقامت فيها أسرته، ناهيك عن تذكارات متعلقة بـ"لينين" يسعى أصحاب المتاجر لبيعها للسياح الوافدين.
وحتى المدينة نفسها التي كان اسمها سابقاً "سيمبيرسك" تحمل اسمه، إذ إن اسمه الأصلي كان "فلاديمير إيليتش أوليانوف"، إلى أن اتخذ مع زيادة نشاطه السياسي اسمه المستعار "فلاديمير لينين"، ليدخل به تاريخ روسيا والعالم، بما له أو عليه.
ويضم المجمع التذكاري الذي زاره "العربي الجديد"، منزلين ولد لينين في أحدهما، ثم انتقلت الأسرة إلى الآخر، حيث يمكن الاطلاع على صور وتماثيل لينين في مختلف مراحل عمره، وأغلفة أعمال ساهمت في تكوينه السياسي، مثل كتاب "رأس المال"، من تأليف المفكر السياسي والاقتصادي الألماني كارل ماركس، وغيره. ويمكن لزائر المتحف الاطلاع على الغرفة التي ولد فيها لينين، بالإضافة إلى تمثال يجمعه مع والدته في محيط المجمع.
ويعتبر لينين (1870 - 1924)، من أبرز قادة حركة التمرد التي أسفرت في عام 1917 عن إقامة سلطة السوفييت وسيطرة البلاشفة على مقاليد الحكم في البلاد. وخلق البلاشفة نوعية جديدة من الدولة كانت تهدف إلى تحقيق "ثورة اشتراكية عالمية"، مستندة إلى أيديولوجيا رفض إمكانية إصلاح الرأسمالية.
وفي عام 1922، اعتزل لينين الحياة السياسية النشيطة بعد إصابته وتدهور حالته على أثر تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل امرأة تدعى "روزا كابلان"، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة باستراحته في ضواحي موسكو عام 1924، حيث بقي نعشه معروضا للعموم لثلاثة أيام، وزاره أكثر من مليون شخص جاؤوا ليلقوا التحية الأخيرة على الزعيم الشيوعي، قبل أن ينقل النعش إلى الساحة الحمراء في موسكو لتقوم القيادات السوفييتية وعلى رأسها ستالين بوداعه. وقد حضر عشرات الآلاف هذا اللقاء الأخير.

وبعد مرور قرن كامل على ثورة البلاشفة، لا يزال المجتمع الروسي منقسماً بين من يراها حدثاً مأساوياً مهد للحرب الأهلية وللقمع السياسي، وازدياد الفقر ومختلف أنواع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ويطالب بإزالة ضريح لينين من الساحة الحمراء في موسكو، وآخرين يرون أنها أدت إلى قيام دولة عظمى وقوة نووية حققت توازناً في العالم، وأنه رغم انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي (1991) فإن روسيا باتت دولة عظمى وقطباً من أقطاب العالم البارزين.

دلالات

المساهمون