ليندا الأحمد... أغنّي حمص أوّل مرة على خشبة مسرح

ليندا الأحمد... أغنّي حمص أوّل مرة على خشبة مسرح

04 يوليو 2017
ليندا الأحمد (العربي الجديد)
+ الخط -
ليندا الأحمد، مُغنيَّة سوريّة، أطلقَت منذ حوالى سنة أغنيتها الأولى "صلاة من أجل حلب" التي جاءت لتوثِّق المجزرة، ولكن بعمقٍ إنسانيّ بعيدٍ عن الشعاراتية. بعدها بحوالى شهر، جاءت أغنية ليندا الثانية "اسما حمص"، وهي الأغنية التي انتشرت بسرعةٍ لافتة على مواقع التواصل، وعلى صفحات السوريين لما فيها من توثيق لروح حمص التي لا تموت.

خرجَت ليندا مع زوجها الفنان السوري، رافي وهبة، وطفليها، إلى لبنان بعد أن حاصرها شبح الحرب. وها هي الآن في مدريد، تقدم أغنتيها عن حمص على مسرح بناء المسرح الكبير في منطقة سان سيبستيان دي لوس ريوس. وتدخل حمص بصوتها إلى قلوب العدد الكبير من الإسبان الموجودين. "العربي الجديد" التقت مع ليندا، وأجرت الحوار التالي.

سألنا ليندا عن شعورها وهي تغنّي حمص في مدريد، فقالت: "على المستوى الشخصي وبصدق، شعرت كمن يفرش لنفسه مكاناً صغيراً في مدينة ما زال يجهلها وتجهله. لكن إذا ما ذهبت  للأعمق، أعترف بأني في لحظة الذروة، وأنا أغني حمص لأول مرة على خشبة المسرح التي صادف أن تكون في مدريد، شعرت وكأن حمص هي التي تشكو مصابها، وكأنها مناجاة المدن. لقد كانت لحظة مكثفة يصعب علي شرحها، لكنها جعلتني أعي بعمق، أن للمدن ذاكرة قد تجرح لكن لا شيء يمحوها".

الحرب القاتلة التي تعيشها سورية، هي ما جعلت ليندا تغني وتطلق أغنيتيها حلب وحمص اللتين وصلتا إلى قلوب الناس، تقول في ذلك: "إن واقع الألم والقهر قد فرض على كل سوري طريقاً شائكة في العبور إلى الخلاص. أعتقد أن على الفن أن يكون جزءاً من رحلة العبور هذه. بالنسبة لي، إن تلك الطريق تضج بالحكايا، أحاول فقط أن أعيد صياغة ما جرحني فيها".

وعن الشروط التي يجب أن تكون في الأغنية كي تكون عملاً فنياً بعيدًا عن لغة الخطابات والشعارات، تضيف: "كم من فكرةٍ عظيمةٍ سقطت عندما عجز الفن عن ملامستها ببساطة، وكم من فكرةٍ قد تبدو بسيطة، لكن الفنّ ساهم في تخليدها فصارت عظيمة. أعتقد أن هذا الأمر ينسحب على كل عمل فني بما في ذلك الأغنية".

وتتابع: "أحب في أغنيتي أن يندمج الكلام مع اللحن في قالب بسيط لكن فيه صورة للقطة مكثفة أو لحظة درامية ما تحاكي مشاعرنا فتذكرنا بإنسانيتنا. ورغم أن تحقيق هذا الشرط ليس بالأمر السهل في ظل التشظي العاطفي والإقصاء الفكري الذي يعيشه السوريون، إلا أن علينا المحاولة".

وعن وعيها الموسيقي وكيفيّة تشكّله، والأشخاص الذي ساهموا بصياغة رؤيتها الفنيّة، تختتم ليندا: "افتراضيّاً، أستطيع أن أقول بصدق إنه وعي موسيقي متأخر، فأنا الآن في بداية العقد الرابع من العمر، وباختصار لست خريجة أكاديمية موسيقية. لقد تخرجت من قسم الأدب والدراسات المسرحية سنة 2000، ولهذا القسم فضله علي في صقل شخصيتي، حتى في ما يخص مشروعي الموسيقي الآن. بعد تخرجي، لم أنجح رغم بعض المحاولات الجادة في أن أكون جزءا من الحالة الموسيقية التي نشطت بطرق متباينة في سورية، سواء على المستوى الأكاديمي أو غيره".

وتضيف: "لكن هذه المحاولات على قلتها، استطعت من خلالها أن أراكم مخزونا بسيطاً أصبح أكثر عمقاً بعد مغادرتي سورية إلى لبنان في الخمس سنوات الأخيرة، حيث واظبت لمدة أربع سنوات متواصلة على دروس الصوت مع البروفسورة، أراكس شيكيدجيان، السورية الأرمنية التي تمتلك منهجاً قوياً جداً في تربية الصوت الموسيقية، وموهبة حسية فريدة في توصيل المعلومة الصوتية المجردة. أدين لها بهذا الوعي الموسيقي الذي قد يبدو متأخّراً، لكنه جاء في مرحلة أعتقد أنني أصبحت معها أكثر نضجاً، مما جعلني أركز على ما أريد وما أحب، فتخللت هذه الدروس في آخر سنتين دروس في المقامات الشرقية، وأصول الغناء الشرقي، مع هيثم القطريب، وكانت أيضا تجربة غنية جداً".


المساهمون