ارتفعت المظلّات بمختلف الألوان في هذا الزاروب الذي يقع في شارع الجميزة العتيق، في قلب العاصمة بيروت. ارتفعت بالأخضر والأزرق والأصفر والزهريّ والأرجواني. لم ترتفع لحماية ناس الزاروب من المطر، فلا مطر هذا المساء. الألوان الجميلة والرقيقة تبعث على الفرح وترسل إشارات بقرب انتهاء فصل الصقيع وعودة الربيع وألوانه الزاهية.
تقول السيدة فيروز في أغنيتها الشهيرة إن الناس كانت تنتظر بعضها البعض عند مفترق الطريق، حيث كانت السماء تمطر، فيحملون المظلات لبعضهم "وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني.."
في هذا المساء ستنتظر الناس بعضها البعض، تحت المظلّات، ولو لم يهطل المطر. ستنتظر بعضها كي تسهر سوياً في المطاعم والمقاهي والحانات.
ولهذا المساء، الذي سيمتلئ بعد قليل بالسّاهرين، يحضّر النادل طاولاته للناس التي تبحث عن مساحة للتغيير والاسترخاء بالرغم من الألوان الداكنة التي تحيط بأيامها من كل ناحية.