ليبيا: "العدالة والبناء" يقرّ بمشروعية انتخابات 25 يونيو

ليبيا: "العدالة والبناء" يقرّ بمشروعية انتخابات 25 يونيو

27 اغسطس 2014
هدوء ما قبل العاصفة في ليبيا (حازم تركية/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أكد رئيس حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" الليبية، محمد صوان، لـ"العربي الجديد"، أن "حزبه يعترف بمشروعية انتخابات الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، التي أفرزت مجلس النواب الحالي المنعقد في طبرق".

وأضاف صوان أن الحزب "يختلف حول البداية غير الدستورية التي بدأها مجلس النواب بانعقاده خارج مدينة بنغازي، ودعوة مَن لا يملك الصلاحية لانعقاده، والتمثيل غير الصحيح للمؤتمر الوطني العام أثناء مراسم التسليم والاستلام". وتابع: "كذلك نختلف حول القرارات المستفزة التي اتخذها مجلس النواب، كدعوة الأمم المتحدة للتدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة، وهي دعوة تتنافى مع الدور المنوط بمجلس انتخبه الليبيون لحلحلة مشاكلهم، لا لتعقيدها بالتدخل الأجنبي. وإن هذا الاختلاف تشاركهم فيه قوى سياسية ومجتمعية ليبية عدة".

وأشار إلى أن "حكومة عبد الله الثني الحالية هي بقايا حكومة رئيس الوزراء علي زيدان، الذي سحب منه المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق)، الثقة بسبب المخالفات المالية الجسيمة وتشرذم الوضع الأمني الليبي، وكان من المفترض إقالتها من البداية". ورأى أن "الحكومة الحالية انحازت بشكل سافر لطرف سياسي على حساب طرف آخر".

وعلّق على اجتماع دول جوار ليبيا في القاهرة، الاثنين الماضي، بالقول إن "مصر فقدت دورها كوسيط محايد للمساهمة في دفع عجلة الاستقرار في ليبيا، خصوصاً بعد تصريحات مسؤولين بوزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين عن دورها في توجيه ضربات عسكرية لمواقع تابعة لقوات فجر ليبيا".

وثمّن رئيس حزب "العدالة والبناء" الدور العربي والأممي والدولي الرافض لأي تدخل أجنبي على الأراضي الليبية، ومحاولة خلق منطقة وسطى يلتقي عليها الفرقاء الليبيون تنطلق من قاعدة حماية الأمن القومي الليبي، والتداول السلمي للسلطة.

من جهته، رأى المتحدث باسم "المؤتمر"، عمر حميدان، أن "المؤتمر لا يعارض عمل مجلس النواب ولا تسليم السلطة إليه، ولكنه حدّد آلية كان يجب على مجلس النواب التقيّد بها، وهو ما نُصّ عليه في الإعلان الدستوري". وأكد أن "المؤتمر سيبقى في حالة انعقاد دائم".

في سياق متصل، أكد مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، برناردينو ليون، أن "البلاد في حاجة إلى الكثير من الدعم الدولي للوقوف وراء الليبيين". وشدّد على أن "التدخل الأجنبي من أي نوع لا يمكنه وقف الاضطرابات في البلاد".

وأوضح المبعوث الأممي، في تصريحات صحافية، أن "العملية السياسية الشاملة مع جميع الليبيين ستنهي حالة الفوضى الحالية". ولفت إلى أن "دول جوار ليبيا في وضع أفضل، ما يُمكّنهم من تقييم ما يحدث، واتخاذ قرارات حول سبل دعم العملية السياسية".

وأضاف أنه "تمّ الاتفاق على أن المزيد من الصراعات والمزيد من استخدام القوة، لن يساعد ليبيا في الخروج من حالة الفوضى الراهنة، التي ربما يكون لها أثر على دول المنطقة وأوروبا".
في سياق آخر، دعت وزارة الداخلية كافة منتسبيها من ضباط وضباط صف وأفراد إلى سرعة الالتحاق بأعمالهم فوراً، في ظلّ الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حسبما أفاد مصدر في وزارة الداخلية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد".

ميدانياً، لا تزال الاشتباكات قائمة في بنغازي، بين "مجلس شورى ثوار بنغازي" والقوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، في المنطقة المحيطة بقاعدة بينينا الجوية. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى في صفوف قوات حفتر استقبل منها مركز "طبرق الطبي" عشر جثث، في حين استقبل مستشفى المرج 20 قتيلاً وجريحاً.

ويخرق ضجيج حي التابلاين، على طريق كوبري طرابلس، هدوء بنغازي النسبي، إذ تجمّعت بقايا قوات الصاعقة في "معسكر 21" القريب من الأحياء السكنية بقاريونس والقوارشة والتابلاين، حيث تدور اشتباكات متفرقة.
وأشار مصدر عسكري من قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قواته ستتصدّى لبقايا قوات الصاعقة بمعسكر الـ21، بعد انتهائها من قوات حفتر في منطقة بينينا والرجمة".

إلى ذلك، دعا المجلس البلدي لمدينة زليتن، شرقي العاصمة طرابلس، المواطنين إلى ضبط النفس وعدم الاعتداء على الجاليات المقيمة بالمدينة. ووصف الاعتداء على الجاليات بحرب تقوم بها "خلايا نائمة" على ثورة السابع عشر من فبراير، حسب قوله.

واعتبر المتحدث باسم المجلس، مصطفى بن عايشة، أن "هذا البيان جاء بعد أن جرى استفزاز بعض من أفراد العمالة الوافدة بالمدينة، على خلفية تسريبات مسؤولين أميركيين بمشاركة مصرية ـ إماراتية، بتوجيه ضربات عسكرية جوية لليبيا".