ليا سلامة.. "قنّاصة" لبنانية في"لم ننم"

ليا سلامة.. "قنّاصة" لبنانية في"لم ننم"

16 سبتمبر 2014
تكره ليا سلامة التكرار (فيسبوك)
+ الخط -
انضمّت ليا سلامة الى أسرة البرنامج الفرنسي الشهير: "لم ننم"، ابتداءً من الشهر الجاري. البرنامج يُقدّم مساء كل سبت على "القناة الفرنسية 2"، ويسجّل نسبة مشاهدة عالية.
وليا معروفة من خلال عملها في قنوات مشهورة، منها "فرانس 24". وإذا كانت الصحافية سلامة، مقارنة مع كثير من الاعلاميين العرب بفرنسا، استفادت، بطريقة ما، من شهرة الوالد، غسان سلامة، الأستاذ والمحلّل السياسي والدبلوماسي المرموق، فإنها تحاول جاهدة الخروج من جبّة الوالد.
ولا تنسى"هالة"، وهو اسمها الحقيقي، أن جان ـ بيير الكباش، الصحافي الفرنسي المشهور، هو الذي أطلقها في عالم الإعلام، وتأثيره عليها لا يزال كبيراً. وإذا كانت هذه الصحافية قد فرضت أسلوبها في قناة "إي تيلي"، وبدأ اسمها يثير الاحترام في المشهد الإعلامي، لثقافتها وحزمها وعنادها، وهي مقومات ضرورية للعمل، وخصوصاً مع ساسة محنكين، فإن قرارها ترك هذه الوظيفة إلى برنامج سياسي ثقافي ترفيهي: (لم ننم On n'est pas couché)، يُطلَب فيه من الصحافيَيْن أن يلعبا دور القنّاص، يشي بأن هذه الصحافية تعشق المغامرة وتكره التكرار.
صحيح أن أول إطلالة لها في هذا البرنامج كانت صعبة، ولكن البدايات دائماً صعبة، إذ وجدت نفسها في حالة عصبية غير مبررة مع زعيمة الخضر السابقة، التي أتت للدفاع عن كتاب هجائي ضد الرئيس فرانسوا هولاند. ولكنها في المرة الثانية استعادت رباطة جأشها وأتعبت الفيلسوف الفرنسي، برنار هنري ليفي، الذي عاد إلى الميديا بمسرحية عن أوروبا يضمّنها أفكاره ومقالاته السياسية الرجعية.
ستعود لازِمة "لستُ من اليسار ولا من اليمين"، التي صرّحت بها ليا سلامة بداية استلامها المنصب لتنأى بنفسها عن أي تصنيف سياسي، وهي تؤدي دور "القنّاص"، مع كل موقف وسؤال. وإذا استعرضنا كل مَن أدى قبلها هذا الدور، نجدهم لا يجدون حرجاً في مواقفهم. فإيريك نولو، يساري، في حين أن إريك زمور يميني صهيوني معلن، وكذلك ناتاشا بولوني، التي لا تخجل من يمينيتها، أما أودري بولفار فلا تخشى من إظهار مواقفها اليسارية، لدرجة أن ضيوفاً يمينيين على البرنامج، أثناء الانتخابات الرئاسية السابقة، اتهموها صراحة بالدفاع عن برنامج الحزب الاشتراكي وطالبوا باحتساب كلامها من وقت اليسار.
وأخيراً، فإن زميل ليا سلامة، أيميريك كارون، لا يُخفي دفاعه عن الشعب الفلسطيني وفضح نفاق الصهاينة الفرنسيين. والذين تتبّعوا الحلقة الثانية من البرنامج، لاحظوا أن أسئلته لليفي أكثر قوة ومباشرة من أسئلة زميلته، خصوصاً حين سأله: "لماذا لا نسمعك تُدينُ سياسة نتنياهو ضد غزة التي أدت إلى مقتل 2000 شخص، ثلاثة أرباعهم من المدنيين و500 طفل؟"، وكان جواب ليفي: "حماس هي المسؤولة".
السؤال كان مكلفاً للصحافي الذي تعرّض لهجمات من قراصنة صهاينة ،على رأسهم الهاكر أولكان (اخترق صحفاً فرنسية عديدة ورفضت إسرائيل تسليمه لفرنسا)، الذي أفشى رقم هاتفه وعنوان سكنه وسكن والديه.
لا يمكن للصحافية اللبنانية الفرنسية، ليا سلامة، أن تهرب من قَدَرها، إذ يجد الصحافي نفسه أحياناً مرغماً على أداء دوره، وفق أخلاقيات المهنة المعروفة، أو عليه أن يبحث عن مهنة أخرى.

دلالات

المساهمون