لمى الأصيل: ما اقدمه استراحة أخبار الحرب

لمى الأصيل: ما اقدمه استراحة أخبار الحرب

18 ديسمبر 2016
انطلقت إذاعة "لمى. إف. إم" قبل سنتين (العربي الجديد)
+ الخط -
في السنوات الأخيرة، أصبحت فكرة مشاهير السوشيال ميديا شائعة في سوريّة، وأنتجت تقنيَّات التصوير والبث الحديثة العديد من النجوم الشباب الذين فرضوا شعبيّتهم دون تدخُّل المراكز الإعلاميّة العربيّة أو العالميّة، مثل محمود الحمش وعمرو مسكون وغيرهم. ولكن نجوم السوشيال ميديا كان معظمهم من الشباب الذكور، ولم تفرِز هذه الظاهرة سوى أعداد قليلة جداً من الفتيات، ومنهن شذى سعيد، وغيرها من الشابات اللواتي يشتركْن معاً بصفة واحدة، وهي: "فتاة غير محجبة". ولكن، لمى الأصيل، التي بدأت نشاطها مُؤخَّراً، كسرَت المألوف، وكانت أوَّل نجمة سوشيال ميديا محجبة في سورية. 
والتقى فريق "العربي الجديد" مع لمى الأصيل، ودار الحوار التالي:

- في أحد فيديوهاتك، قمتِ بالتعريف عن نفسك، كفتاة سورية تعيش في أميركا، وأسست إذاعة "لمى. إف. إم"، ما هي هذه الإذاعة؟
فعلياً، أنا قمت بدراسة الإعلام في سورية. وبعد أن تزوجت وهاجرت إلى أميركا، جاءت فكرة الإذاعة لأتمكّن من المتابعة في اختصاصي في هذا البلد الغريب عني. فقمت بتأسيس إذاعة، بمساعدة زوجي، جمهورها المستهدف هم المغتربون العرب في أميركا. ورغم أنّها موجّهة لكل العرب، ولكن تغلب عليها الروح الشامية. وحاولت في برامج الإذاعة الابتعاد عن المواضيع السياسية، فلا يوجد في الإذاعة أي برنامج سياسي، إلا ما يخصّ أحوال اللاجئين، إذ نستضيف أحياناً محامياً، يتحدّث عن أوضاع السوريين القانونية في أميركا. وكذلك، نقدِّم موجز أخبار قصيرا جداً، وأما باقي البرامج، فهي برامج منوعات وأغان. فهدف الإذاعة ترفيهي، وأنا أقدم في الإذاعة برنامج ترفيهي، اسمه "صباحكم شامي"، وهو يذاع مرتين في الأسبوع. وأحاول فيه أن أتناول مواضيع محببة، ليبدأ المستمعون صباحهم بالابتسامة، وبالإضافة لبرنامجي، فإن الإذاعة تضم اليوم العديد من البرامج المتنوعة والترفيهية.

- ومتى تأسَّست هذه الإذاعة، وهل هي إذاعة على الإنترنت أو على الراديو؟
الإذاعة تطوَّرت ببطء من ناحية الأدوات والتكنولوجيا المستخدمة، لأن الدعم المادي الوحيد للمشروع، هو زوجي الذي ساعدني على البدء، وبعد أن بدأنا، قابلنا الكثير من الداعمين، الذين حاولوا أن يتبنوا الإذاعة ويطورها لتبث على الراديو، كي لا تبقى إذاعة "أون لاين" فقط، ولكنهم كانوا يحاولون أن يسيسوا الإذاعة ويتدخلوا بالمحتوى، ولذلك رفضنا التعاون معهم، وفضلت أن أبقى لوحدي، وتطور المشروع ببطء شديد، فالإذاعة بدأت من سنتين ونصف، وكانت بالبداية عبارة عن "لينك" على موقع في الإنترنت، وبعدها أصبحت تطبيقا تابعا لتطبيق tonk، والآن أصبح لدينا تطبيق خاص بنا على موبايلات الآندرويد والآيفون.

- وما هو الرابط بين فيديوهات "السيلفي" التي تقدمينها على السوشيل ميديا، وبين ما تقدمينه على الإذاعة؟
كل ما أقدمه يحملُ هدفاً واحداً، هو الترفيه وإعطاء المتابعين استراحة من أخبار الحرب التي تلاحق السوري أينما كان، فمن حق السوريين أن يضحكوا، وذلك لا يعني الانفصال عن الواقع، ولا يعني أيضاً بأني لا أشعر بمعاناة الناس في سورية والمهجر. ولكن إحساسنا بالناس يدفعنا للبحث عن ابتسامتهم، فمن حقنا أن نبتسم، ومن حقنا أن نضحك، حتى لو وُجِدَنا في زمن الحرب، الحياة مستمرة ونتغلب عليها بالضحكة.

- بما أنّك أوّل فتاة سورية محجبة تخوض تجربة فيديو "السيلفي"، كيف كانت الانتقادات التي تعرّضت لها؟ وكيف تعاملت معها؟ وكيف كانت ردة فعل العالم عندما نشرتِ فيديوهاتك على مواقع التواصل الاجتماعية؟
لدى السوريين فكرة، بأن الحجاب والإبداع لا يلتقيان، ودائماً ما أسمع كلمات في هذا الخصوص، مثل "شيلي حجابك وبعدين اعملي اللي بدك ياه". فعلياً، أنا لا أعرف لماذا يتعاملون دائماً مع الحجاب كعائق لتحقيق أي حلم.
ولكن يجب أن أؤكد قبل كل شيء، بأنني لست أنا من كسر صورة الفتاة المحجبة المبدعة. ففي الآونة الأخيرة، أصبحنا نشاهد راقصات باليه محجبات، أو رياضيّات في الأولمبياد محجبات. ورغم انكسار هذه القاعدة، إلا أن كل فيديو أقوم بتحميله على الإنترنت، يقابله البعض بتعليقات غريبة، مثل "شوهتِ الإسلام، وشوهتِ صورة الحجاب"، وللأسف، هناك الكثيرون ممن يفهمون الإسلام بشكل خاطئ، ويقرنونه بالجهل والتحجر في بعض الأحيان مع الأسف. وبالنسبة لي، عندما أواجه مشاكل من هذا النوع، أقوم غالباً بحذف التعليقات المسيئة، وأنا لا أزال مصرة على الطريقة التي أعمل بها، وسأعمل لإيصال رسالة، أنني أستطيع إضحاك العالم بدون ابتذال، حتى لو كنت محجبة، وأستطيع أن أرسم الابتسامة دون استخدام السخرية من المشاهير، فأنا قادرة على تقديم مادة محترمة، تجعل الناس تحبني. وبالنسبة للتعليقات المسيئة، فهي لن توقفني أبداً.

- بشخصية "أم تيسير" ذكرتِ أنك تعمدتِ أن تستفزي العالم من خلال هذه الشخصية، هل يعني ذلك أنك استحضرتِ شخصية مناقضة لك بالآراء؟ أم أنك قدمت شخصية تمثل أفكارك المستفزة للناس؟
الكوميديا تعتمد على المبالغة دائماً، وموضع اختيار أفكار الشخصية غير مدروس حتى، فـ"أم تيسير" هي شخصية مستفزة ولكنها مهضومة، هي طيبة ومستفزة، وجمعت فيها عادات وتقاليد الناس، الذين لم ينخرطوا بالتقدم الذي يعيشه العالم، وهي شخصية موجودة، قد لا تكون بالزخم الذي قدمته، ولكننا في الكوميديا نحتاج للمبالغة لنعبر عن الواقع.


المساهمون