لماذا يعطل "العمال الكردستاني" الحوار الكردي في سورية؟

لماذا يعطل "العمال الكردستاني" الحوار الكردي في سورية؟

10 سبتمبر 2020
ضغوطات الكردستاني على "قسد" تحول دون التوافق (Getty)
+ الخط -
أكد عضو في المجلس الوطني الكردي في سورية أن تدخلات حزب العمال الكردستاني (ب ك ك)، حالت حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق بين المجلس و"مسد"، الجناح السياسي لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وقال عماد برهو، في حديث مع موقع "باسنيوز" الكردي أمس، إن "الحوارات بين المجلس الوطني الكردي و(مسد) مستمرة برعاية أميركية، ومن المرجح أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق نهائي خلال المرحلة المقبلة".
ورأى برهو "أن هناك أطرافا مرتبطة بـ(ب ك ك) تضع العراقيل أمام سير المفاوضات، ولولا هذه التدخلات لكان الطرفان قد توصلا إلى اتفاق نهائي منذ أمد بعيد"، مستدركاً بالقول: "ورغم ذلك، تم إحراز تقدم جيد، والطرفان جادان في التوصل إلى اتفاق حول النقاط الخلافية".
وأوضح أن الاتفاق النهائي المحتمل بين الجانبين سوف يشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإدارية.
وكان "المجلس الوطني" وأحزاب الوحدة الكردية قد أصدروا بيانا مشتركا في 17 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنوا فيه التوصل إلى "رؤية سياسية مشتركة ملزمة". 
أي اتفاق محتمل بين الجانبين ستكون نتيجته انعدام دور حزب العمال الكردستاني في سورية
وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات بين الجانبين متعطلة حاليا بسبب مماطلات من جانب مسؤولي "مسد" تحت ضغط من مسؤولي حزب العمال الكردستاني الذين يقع مقرهم في جبال قنديل.
ورأى المصدر أنه "من المستحيل لهؤلاء ان يسمحوا بنجاح الحوار الكردي، وسوف يواصلون التعطيل من خلال اللعب على عامل الوقت، ومن خلال خلق أحزاب جديدة، أو اختلاق مشكلات، مثل التمرد الحالي في سجن الصناعة، أو التحرش بالقوات التركية، وكل ذلك بالتنسيق مع النظام السوري"، وفق المصدر. 
من جهته، قال سعود الملا، رئيس المجلس الوطني الكردي في سورية، في تصريح لموقع "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، إن أي اتفاق محتمل بين الجانبين ستكون نتيجته انعدام دور حزب العمال الكردستاني في سورية، ولذلك يعمل هذا الحزب جاهدا على إثارة العقبات أمام سير هذه المفاوضات.
وأكد رئيس المجلس الوطني أن "الشرطين اللذين يضعهما حزبه للتوصل إلى اتفاق هما إبعاد الـ(ب ك ك) عن الساحة السورية، وعدم السماح له بالتدخل في شؤون (كردستان سورية)، والثاني هو الكشف عن مصير العديد من القادة الكرد والمختطفين لدى حزب الاتحاد الديمقراطي".
وأطلقت المكونات الكردية السورية حوارا برعاية أميركية – فرنسية، منذ أواخر إبريل/ نيسان الماضي، بهدف الوصول إلى تفاهمات ورؤية موحدة للقضايا السياسية والإدارية في سورية.
من جهة أخرى، ذكر عضو العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي دارا مصطفى، اليوم الخميس، أن قرار تمثيل مجلس سورية الديمقراطية (مسد) في هيئة المفاوضات السورية لم يحسم بعد، لافتا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرح خلال زيارته الأخيرة الى دمشق مذكرة التفاهم بين (مسد) وحزب الإرادة الشعبية، المقرب من موسكو، على النظام السوري.
وأضاف مصطفى، في حديث مع "باسنيوز"، أن "الطرفين المشاركين في المفاوضات، وهما النظام السوري والمعارضة المدعومة من تركيا، كل يغرد على هواه ولا مخرجات مشتركة بينهما حتى الآن"، وفق قوله.
ورأى أن "النظام السوري يسعى لإضاعة الوقت حتى تنظيم انتخابات عام 2021 قبل الوصول إلى أي اتفاق مع المعارضة بهدف وضع الجميع أمام أمر واقع ألا وهو استمرار النظام الحالي لسبع سنوات مقبلة وبانتظار تغيرات دولية تساعده على الاستمرار لعقود أخرى".
واعتبر مصطفى أن "اتفاق (مسد) مع حزب الإرادة الشعبية لا يتعارض أبداً مع الشراكة مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي، لأن الولايات المتحدة لم تتدخل في الشؤون والعلاقات السياسية لـ(مسد)، سواء الداخلية أم الخارجية، وما زال التعاون عسكرياً بالدرجة الأولى بين الطرفين"، حسب تعبيره.
وأوضح دارا مصطفى أن "توقيع الاتفاق مع حزب الإرادة الشعبية المدعوم من روسيا لا يعني أن (مسد) أصبح جزءاً من منصة موسكو للمعارضة".