لماذا لا يفيدنا شرب كثير من الماء طيلة اليوم؟

لماذا لا يفيدنا شرب كثير من الماء طيلة اليوم؟

22 فبراير 2020
المشروبات الأخرى أكثر فائدة في الترطيب (Getty)
+ الخط -
يُعتبر الجفاف من أهم المؤثرات السلبية على وظائف الأعضاء والمزاج والأداء البدني، وتوصي الأكاديمية الوطنية للطب النساء والرجال البالغين بشرب حوالي 2.5 و3.5 ليترات (على التوالي)، على الأقل، من الماء يوميًا لترطيب أجسامهم، ولكن هل المبالغة بشرب كميات كبيرة من الماء، طيلة الوقت، وسيلة فعالة وجيدة للحفاظ على رطوبة الجسم؟

يوضح ديفيد نيمان، أستاذ الصحة العامة في جامعة أبالاشيان الأميركية، أنّ الجهاز الهضمي يميل لتصريف الماء عندما لا يكون مصحوبًا بطعام أو مواد غذائية، وخاصة عندما يُشرب بكميات كبيرة على معدة فارغة، مؤكدًا أنّ البول سيكون صافيًا وكميته كبيرة، خلال ساعتين من شرب الماء بهذه الطريقة، وهذا مؤشر على جفاف الجسم وعلى عدم امتصاصه المياه، وفقًا لموقع "تايم".

وتدعم الكثير من الدراسات الحديثة ادعاء نيمان بأنّ شرب المياه بكميات كبيرة ليس حلًا مثاليًا للحفاظ على رطوبة الجسم، وخلُصت دراسة نُشرت عام 2015، في مجلة "أميريكان جورنال أوف كلينيك نوتريشن"، إلى أنّ العديد من المشروبات، بما فيها الحليب والشاي وعصير البرتقال، أكثر فائدة في الترطيب من الماء العادي، لأنّ بعض مكوناتها الغذائية تعزز قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء.

وأشارت الدراسة نفسها إلى أنّ شرب الماء مع الأحماض الأمينية والدهون والمعادن يساعد الجسم على الاحتفاظ به، وبالتالي الحصول على ترطيب أفضل، وخاصة بعد التمرين والتعرق الشديد، وقال نيمان: "يتبول الناس معظم الماء عندما يشربونه بكميات كبيرة بين الوجبات ومن دون طعام، وعلى الرغم من أنّ البول يطرح الفضلات الضارة خارج الجسم، إلا أنّ شرب كميات كبيرة من الماء على معدة فارغة لا يحسن من هذه العملية".

كما أكد نيمان أنّ الكميات الكبيرة من الماء قد تكون ضارة أحيانًا، وخاصة بالنسبة لمن يمارسون الرياضة لساعات من دون طعام، لأنها ستؤدي إلى طرح الكثير من الصوديوم مع البول، وبالتالي إلى خلل في مستويات هذا العنصر المهم في الجسم ونقصه في الدم، وهو أمر قد يكون قاتلًا في بعض الحالات، لذلك تعتبر المشروبات الرياضية أو الأنواع التي تحتوي على الصوديوم، أكثر أمانًا من الماء العادي بالنسبة للرياضيين.

وقد لا يشكل نقص الصوديوم والإفراط في شرب المياه مصدر قلق للناس العاديين، إلا أنّ هنالك طرقًا أفضل للحفاظ على ترطيب الجسم من شرب كميات كبيرة من المياه طيلة اليوم، حيث يقول نيمان إنّ شرب المياه أو أي مشروب آخر بكميات أقل خلال المرة الواحدة، أو شربها قبل الوجبة أو خلالها أو مع قطعة فاكهة، كالموز، يخفف الضغط عن الكلى ويساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء.

ويؤكد نيمان أنّ نصائحه لا تعني أنّ على الناس شرب كميات أقل من الماء، أو استبداله بمشروبات أخرى، بل استهلاكه ببطء ومحاولة شربه مع القليل من الطعام، لضمان ترطيب أكثر فعالية.

 

المساهمون