10 سبتمبر 2019
لماذا فاز "العدالة والتنمية" في المغرب
محمد الأغظف بوية (المغرب)
انتهت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في المغرب، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ولم تكن النتائج متوّقعةً، فلا أحد كان يعتقد أنّ حزب العدالة والتنمية سيكتسح نسبياً صناديق الاقتراع، ويحصد أكثر من 125 مقعداً، فيما حصل غريمه حزب الأصالة والمعاصرة على 102مقعداً، ولم يتمكّن حزب الاستقلال من الخروج من دائرة الأقل من خمسين مقعداً، واحتل المرتبة الثالثة، ولم يخف استقلاليون كثيرون امتعاضهم من هذه النتيجة التي أدخلت الحزب في أتون أزمةٍ داخليةٍ قد تعصف بالأمين العام للحزب، حميد شباط، الذي يعتقد أنّه ورّط الحزب في خسائر متتالية، بسبب قيادته الحزب، كما أنّ الحزب اختار الاتجاه نحو فتح الباب للأعيان وكبار التجار، مبعداً ثلّة من المناضلين الاستقلاليين.
سؤال الخسارة تجيب عنه النتائج المحصّل عليها للأحزاب اليسارية التي أضاعت فرصة تحالف، أو بناء تحالف قوي لمواجهة حزب العدالة والتنمية، أو على الأقل الدخول بقوة لحصد مقاعد برلمانية مريحة، تسمح لهم بالمناورة وإيجاد منافسة قوية.
الخاسر الأكبر هو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي فقد مناطق بأكملها، وتراجعت شعبيته إلى الحضيض، ولاسيما تحت قيادة إدريس لشكر، ولم يسلم حزب التقدم والاشتراكية من الفشل والانكسار، فقد أضاع مقاعد عديدة، ولم تشفع له شيوعيته المتحالفة مع التيار الإسلامي، الممثّل بحزب العدالة والتنمية، وجاء تراجع الحزب نتيجة عقاب شعبي، ولا سيما أنّ الحزب أدار وزاراتٍ وقطاعات لها علاقة بالمواطن، واتهم بضعف التسيير.
فقد اليسار المغربي الكثير من بريقه، ووضع نفسه في مواجهة الشعب، بعد تراجعه عن حمل لواء التصدّي للسياسات اللاشعبية، وارتكن إلى لغة الخشب وخطاب التمويه، ليفسح المجال أمام قوةٍ ضاربةٍ حقّقت ما لم تتمكن أحزاب اليسار، بل مكوّنات الكتلة من تحقيقه أو الحصول عليه.
سؤال الرابح طبعاً، تجيب عنه المقاعد العديدة التي تحصّل عليها الحزب، لذلك يمكن القول إنّ الحزب الذي اختار الدخول بقوة شبابيةٍ، تتعاطى مع الشارع بلغة مفعمة بالحيوية والوضوح، خرج بقوة محكمة، ليستوطن في قلوب جزء من الكتلة الناخبة محسناً استغلال هفوات أحزاب اليسار واليمين، ففوزه جاء نتيجة تضافر جهود مناضليه، فالشارع الفارغ من إيديولوجية استقطاب وطنية، استقبل خطاباً يحمل، في طياته، تجربة خمس سنوات، مع إمكانية الاستمرار في الإصلاحات التي يعقد عليها رئيس الحكومتين السابقة والمنتظرة، عبدالإله بن كيران، وصحبه، أمالاً كبرى في إصلاح وتحسين عيش شريحة اجتماعية، إذ يقول الحزب، في أدبياته الشعاراتية والانتخابية، أنّه حان الوقت للاستجابة لمطالبها، خصوصاً النساء الأرامل والمطلقات، ناهيك عن ساكنة المناطق المهمشة.
يعود نجاح الحزب إلى قدرته على التجاوب مع الشارع المغربي، بل إنّ سحر حزب العدالة والتنمية أقصى أحزاباً خاضت الانتخابات بسلاح الأعيان والانتماءات العشائرية، فعلى سبيل المثال، تمكّن حزب العدالة والتنمية من حصد مقعد برلماني في محافظة العيون في الصحراء بحملة انتخابية بسيطة جداً، إلى درجة أنّ سيارة اللاندروفر القديمة كانت تتوّقف بين حين وأخرى، فيهبّ الناس لمساعدة صاحبها.
سؤال الخسارة تجيب عنه النتائج المحصّل عليها للأحزاب اليسارية التي أضاعت فرصة تحالف، أو بناء تحالف قوي لمواجهة حزب العدالة والتنمية، أو على الأقل الدخول بقوة لحصد مقاعد برلمانية مريحة، تسمح لهم بالمناورة وإيجاد منافسة قوية.
الخاسر الأكبر هو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي فقد مناطق بأكملها، وتراجعت شعبيته إلى الحضيض، ولاسيما تحت قيادة إدريس لشكر، ولم يسلم حزب التقدم والاشتراكية من الفشل والانكسار، فقد أضاع مقاعد عديدة، ولم تشفع له شيوعيته المتحالفة مع التيار الإسلامي، الممثّل بحزب العدالة والتنمية، وجاء تراجع الحزب نتيجة عقاب شعبي، ولا سيما أنّ الحزب أدار وزاراتٍ وقطاعات لها علاقة بالمواطن، واتهم بضعف التسيير.
فقد اليسار المغربي الكثير من بريقه، ووضع نفسه في مواجهة الشعب، بعد تراجعه عن حمل لواء التصدّي للسياسات اللاشعبية، وارتكن إلى لغة الخشب وخطاب التمويه، ليفسح المجال أمام قوةٍ ضاربةٍ حقّقت ما لم تتمكن أحزاب اليسار، بل مكوّنات الكتلة من تحقيقه أو الحصول عليه.
سؤال الرابح طبعاً، تجيب عنه المقاعد العديدة التي تحصّل عليها الحزب، لذلك يمكن القول إنّ الحزب الذي اختار الدخول بقوة شبابيةٍ، تتعاطى مع الشارع بلغة مفعمة بالحيوية والوضوح، خرج بقوة محكمة، ليستوطن في قلوب جزء من الكتلة الناخبة محسناً استغلال هفوات أحزاب اليسار واليمين، ففوزه جاء نتيجة تضافر جهود مناضليه، فالشارع الفارغ من إيديولوجية استقطاب وطنية، استقبل خطاباً يحمل، في طياته، تجربة خمس سنوات، مع إمكانية الاستمرار في الإصلاحات التي يعقد عليها رئيس الحكومتين السابقة والمنتظرة، عبدالإله بن كيران، وصحبه، أمالاً كبرى في إصلاح وتحسين عيش شريحة اجتماعية، إذ يقول الحزب، في أدبياته الشعاراتية والانتخابية، أنّه حان الوقت للاستجابة لمطالبها، خصوصاً النساء الأرامل والمطلقات، ناهيك عن ساكنة المناطق المهمشة.
يعود نجاح الحزب إلى قدرته على التجاوب مع الشارع المغربي، بل إنّ سحر حزب العدالة والتنمية أقصى أحزاباً خاضت الانتخابات بسلاح الأعيان والانتماءات العشائرية، فعلى سبيل المثال، تمكّن حزب العدالة والتنمية من حصد مقعد برلماني في محافظة العيون في الصحراء بحملة انتخابية بسيطة جداً، إلى درجة أنّ سيارة اللاندروفر القديمة كانت تتوّقف بين حين وأخرى، فيهبّ الناس لمساعدة صاحبها.
مقالات أخرى
04 سبتمبر 2019
29 اغسطس 2019
20 اغسطس 2019