لماذا تعوم الدول عملاتها الوطنية؟ (فيديوغراف)

لماذا تعوم الدول عملاتها الوطنية؟ (فيديوغراف)

محمد بوهريد
محمد بوهريد
كاتب وصحافي مغربي. مساعد سكرتير التحرير في موقع "العربي الجديد".
03 نوفمبر 2016
+ الخط -
قرر البنك المركزي المصري، تعويم العملة المحلية (الجنيه)، وبذلك انتقلت مصر من سعر صرف ثابت إلى آخر مرن في انتظار تحديد ما إذا كانت السلطات النقدية المصرية ستتبنى التعويم المدار أم التعويم المطلق.

ولكل دولة أن تختار، بحسب ظروفها الاقتصادية وأهداف سياستها النقدية، بين 4 أنواع من أسعار الصرف وهي: سعر ثابت، ومعوم (مرن) بشكل مطلق، وتعويم مدار، وربط العملة المحلية بأخرى عالمية مثل الدولار.

سعر الصرف الثابت

تقوم دول كثيرة بتحديد سعر ثابت لعملتها. وللحفاظ على هذا السعر يلجأ البنك المركزي إلى إجراءات عدة، من أهمها التدخل المباشر في سوق النقد المحلية والتحكم في حجم السيولة المتداولة فيها.

غير أن هذا السعر ينطوي على مخاطر، من قبيل استنزاف الاحتياطي الأجنبي للدول في الأوقات التي تعاني فيها تراجعا في مواردها من العملة الصعبة.

وتكون أزمات النقد الأجنبي في الغالب السبب وراء انتقال الدول من سعر صرف ثابت إلى آخر مرن أو معوم سواء كان هذا التعويم مطلقا أم مدارا (متحكما فيه)، خصوصا إذا برزت سوق سوداء تفقد الحكومات السيطرة على أسواق الصرف.

وعند تعويم العملة، ترفع السلطات النقدية يدها، جزئيا أو كليا، عن أسواق الصرف وتترك للعرض والطلب مهمة تحديد سعر علمتها حسب نوع التعويم الذي تتبناه.

ربط العملات

تلجأ دول عدة إلى هذا الخيار بهدف تفادي الصدمات الناجمة عن تقلبات أسعار الصرف من خلال ربط العملة المحلية بأخرى عالمية، خصوصا الدولار، وأبرز مثال على ذلك دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار منذ سنوات طويلة.

وأكدت دول الخليج، أخيرا على لسان كبار مسؤولي إدارة السياسة النقدية والمالية، أنها لن تتخلى عن هذا الأسلوب رغم تهاوي أسعار النفط عالميا وتراجع إيراداتها.

التعويم المدار

تعمد الدول التي تتبنى هذا الآلية إلى تحديد سعر أدنى وآخر أقصى لعملتها مع استعداد بنوكها المركزية للتدخل في الأسواق إذا اقتضت الضرورة، بيد أن اعتماد التعويم المدار يفرض أن تتوفر الدولة على احتياطي مهم من النقد الأجنبي يسمح لها بالتدخل في الأسواق، خصوصا في حال تهاوي العملة المحلية أمام نظيراتها الأجنبية.

وينطوي هذا النظام على مخاطر، من أهمها استنزاف احتياطي النقد الأجنبي من أجل إبقاء سعر العملة المحلية في النطاق المحدد لها سلفا.

وفي حالة استنزف هذا الاحتياطي قد تجد الدول نفسها مجبرة على الانتقال إلى التعويم المطلق، الذي تكون فيه الكلمة الفصل للسوق.

التعويم المطلق

تكون للسوق اليد الطولى في تحديد سعر العملة وفق قاعدة العرض والطلب.وفي الاقتصادات الضعيفة، يؤدي هذا الأمر إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية، ما يتسبب في انخفاض العملة المحلية فيزداد التضخم وترتفع الأسعار، خصوصا في الاقتصادات التي تعاني من تضخم فاتورة الاستيراد.

لكنه في المقابل يدعم نمو السياحة وزيادة الصادرات في حال بلورة خطط ناجعة.

ذات صلة

الصورة
الدواء لبنان

تحقيقات

يكشف تحقيق "العربي الجديد" الاستقصائي عن تلاعب واستنسابية في توزيع الأدوية المستعصية والمدعومة من الدولة في لبنان، بينما يقترب الموت من المرضى الفقراء الذين لم تعد حقن الكورتيزون والمورفين قادرة على تسكين آلامهم
الصورة
السياحة في مصر/Getty

اقتصاد

يجذب الجنيه المصري المتراجع، المزيد من السياح لزيارة البلد الغني بالمنتجعات والمزارات المتنوعة، لكن الكثير من هؤلاء من ذوي الإنفاق المحدود، ما يجبر الفنادق على "حرق الأسعار" لجذب الزائرين وتعويض النفقات التشغيلية.
الصورة
مصر الجنيه المصري Getty

اقتصاد

ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بنسبة 104% الأربعاء عند منتصف النهار في البنوك المصرية قبل أن يتحسّن قليلا لتنخفض النسبة إلى 91%، بعدما خفضت قيمة العملة المصرية للمرة الثالثة في عشرة أشهر، استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي.
الصورة
وزير الاقتصاد اللبناني حسين بيضون

اقتصاد

عبّر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام في حديثٍ مع "العربي الجديد" عن تخوّفه من فوضى كبيرة جداً المجاعة ستكون جزءاً منها في حال لم يصل لبنان إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ولم تحصل الانتخابات النيابية المرتقبة في 15 مايو/أيار المقبل وإذا سحب المجتمع

المساهمون