لعزيزي لـ "العربي الجديد": "العشرية السوداء" حطمت الكرة الجزائرية

الجزائر

يونس رزيق

avata
يونس رزيق
06 يونيو 2014
3149D1F4-4C98-4E6D-8B47-3A8CD37B1E0E
+ الخط -

نواصل سرد تاريخ الكرة الجزائرية عبر موقع العربي الجديد لنصل إلى المرحلة الخامسة التي تنحصر بين سنتي 1990 و1999 أي بعد حصول المنتخب الجزائري على لقب كأس أمم إفريقيا 1990 في الجزائر العاصمة على حساب المنتخب النيجيري بهدف لصفر، ليكون آخر إنجاز إيجابي لمحاربي الصحراء على الصعيد الدولي.

بينما دخلت الرياضة الجزائرية بعد 1990 في دوامة العشرية السوداء، إذ تضررت كل المجالات، ومست بشكل ملحوظ كرة القدم في البلاد، فتوالت المهازل والكوارث حتى صار المنتخب الجزائري يقدم أداء بعيدا كل البعد عن مستواه المعهود، لتزداد الأضرار بعد حادثة 1994 عندما أقصي الخضر من كأس إفريقيا بسبب إقحام لاعب معاقب، وكذلك سنة 1998 عندما كانت الجزائر أحد الفرق المرشحة لنيل التاج الإفريقي بقيادة مهداوي، لكنها سرعان ما صارت أحد الفرق التي تخرج من الباب الضيق والهزيمة الثقيلة أمام المنتخب المصري بنتيجة 5-2. وخلال هذه الفترة الصعبة التي مر بها الخضر كانت أحسن النتائج التي تحققت تكمن في التأهل إلى الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا سنتي 1996 و2000.


1990... الجزائر تحقق أول وآخر لقب إفريقي

تواصل تألق المنتخب الجزائري بقيادة نجمه رابح ماجر وغيره من اللاعبين المحليين المتميزين على غرار جمال مناد، عبد الحفيظ تاسفاوت، موسى صايب وشريف الوزاني، في منافسة كأس إفريقيا للأمم عام 1990 التي نظمت في الجزائر لأول مرة.


وحقق زملاء المدافع طارق لعزيزي مشوارا رائعا في هذه الدورة بالفوز على المنتخب النيجيري بنتيجة 5-1، والمنتخب المصري بنتيجة 2-0، مع العلم أن الفراعنة شاركوا بالمنتخب الأولمبي في تلك الدورة، كما تغلب محاربو الصحراء على منتخب ساحل العاج بثلاثية مقابل صفر، ليواجه بعد ذلك منتخب السنغال في الدور النصف النهائي ويفوز عليه بنتيجة 2-1.


 وتأهل أصحاب الأرض إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية التي عرفت مواجهة منتخب نيجيريا في مباراة صعبة حسمها اللاعب وجلني في الدقائق الأخيرة.


1991... الجزائر تدخل في كابوس الإرهاب وبداية النكسة

تأزمت الأوضاع الأمنية في الجزائر في تلك الفترة بشكل كارثي أدخل البلاد في دوامة العنف والدم، وتضررت كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وحتى القطاع الرياضي من جهته لم يسلم وتأثر كثيرا جراء الأعمال الإرهابية التي أدت إلى تراجع مستوى كرة القدم في البلاد، حتى صار المنتخب الجزائري يشارك في المنافسات الإفريقية من أجل المشاركة فقط، بالرغم من وجود العديد من اللاعبين المهاريين على غرار راحم من اتحاد الحراش، موسى صايب، بلال دزيري، والحاج عدلان.


طارق لعزيزي "باريزي" الجزائر

تحدث صخرة دفاع المنتخب الجزائري في فترة التسعينيات طارق لعزيزي الملقب بـ"باريزي" عن "العشرية السوداء" التي عاشتها الجزائر وتأثيرها على المنتخب باعتبار أن لعزيزي كان أحد ضحايا هذه الفترة التي أدت إلى تدهور الرياضة في الجزائر بعد إنجازات لاعبي الثمانينيات الرائعة، ووصولهم إلى المونديال مرتين على التوالي سنتي 1982 و1986، ليروي لنا لاعب مولودية الجزائر تفاصيل هذه المرحلة بعدما استضاف موقع "العربي الجديد" في منزله بشراقة بأعالي العاصمة.


  أسرار تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 1990

 استهل طارق لعزيزي حديثه عن مرحلة التسعينيات بأكبر إنجاز حققه المنتخب الجزائري بعد فوزه بلقب كأس أمم إفريقيا الوحيدة في تاريخه سنة 1990 التي نظمت في الجزائر، مؤكدا أن الجمهور كان صاحب الفضل في تحقيق اللقب بمساندته لرفقاء ماجر طيلة المباريات الأربع التي لعبها أصحاب الأرض في ملعب 5 يوليو، ليثني لعزيزي على أنصار مولودية الجزائر الذين لعبوا دورا كبيرا فوق المدرجات، بما أن لقاءات الخضر لعبت في معقل المولودية بملعب 5 يوليو.



مهزلة كأس أمم إفريقيا 1992

تطرق لعزيزي للحديث عن كأس أمم إفريقيا 1992 التي نظمت في السنغال والتي خرج منها المنتخب الجزائري من الدور الأول بعد الهزيمة بنتيجة 3-0 أمام منتخب ساحل العاج، والتعادل بنتيجة 1-1 أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليؤكد لعزيزي أن نتائج الخضر الهزيلة كانت بسبب المشاكل بين اللاعبين، خصوصا بعد الإعلان عن قائمة 22 لاعبا، ومنحة التأهل التي لم تصل اللاعبين من اتحاد الكرة في الجزائر.

 

 قضية "كاروف" تحطم آمال الكرة الجزائرية

بعد مهزلة كأس أمم إفريقيا 1992 في السنغال، حاول المنتخب الجزائري تجديد دماء الفريق، وتكوين منتخب جديد يعيد البسمة للجزائريين الذين عانوا من سنوات الإرهاب والدمار في بداية التسعينيات، ليصطدم عشاق المستديرة بالجزائر بعقوبة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والإقصاء من منافسة كأس أمم إفريقيا 1994 بتونس بسبب هفوة إدارية حيث تم إشراك اللاعب كاروف والذي كان معاقبا، والغريب أن الاتحاد الجزائري لم يفطن للأمر، وأوضح اللاعب لعزيزي هذه القضية قائلا: "خسرنا جيلا ذهبيا بسبب قضية كاروف، وكان بإمكاننا الذهاب بعيدا لو شاركنا في بطولة أمم إفريقيا 94 في تونس".

وتابع لعزيزي: "حققنا فوزا عريضا على المنتخب السنغالي برباعية نظيفة، لكن كان للاتحاد الإفريقي رأي آخر، فأقصى المنتخب الجزائري ومنح ورقة التأهل إلى المنتخب السنغالي".



 الحظ عاندنا في 1996 وخسرنا بشرف باعتراف نلسون مانديلا

واصل المنتخب الجزائري محاولاته بحثا عن التربع على عرش الساحة الإفريقية بعد قضية الإقصاء من دورة تونس 1994، وتمكن لعزيزي وزملاؤه من تحقيق إنجاز مشرف في بطولة أمم إفريقيا التي أقيمت في جنوب إفريقيا سنة 1996، وتمكن محاربو الصحراء من الوصول إلى الدور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بنتيجة 2-1، في مباراة حضرها الزعيم الراحل نلسون مانديلا الذي أشاد بمستوى المنتخب الجزائري، مثلما أكد محدثنا قائلا: "دورة 1996 كانت الأخيرة بالنسبة لي، وكنت أرغب في الذهاب بعيدا فيها، لكن الحظ لم يحالفنا، لأننا واجهنا منظم الدورة في الدور ربع النهائي".


 أعدت للملعب التونسي هيبته

تحول اللاعب طارق لعزيزي إلى خوض أول تجربة احترافية له في الدوري التونسي بعد تألقه مع المنتخب الجزائري في منافسة كأس أمم إفريقيا 1996، ليتلقى عرضا مغريا من طرف نادي الملعب التونسي الذي كان يعاني أمام عمالقة البطولة أمثال الترجي التونسي، والنادي الإفريقي والنجم الساحلي ليؤكد محدثنا أنه تمكن من إعادة هيبة الملعب التونسي في أول موسم له معه قائلا: "بعد التحاقي بالملعب التونسي نجحت في مساعدته على إعادة هيبته في الدوري التونسي ومجابهة الكبار، وتم اختياري أحسن لاعب أجنبي وأحسن مدافع في الدوري، في ذلك الوقت".


الخدمة الوطنية منعتنا من الاحتراف خارج الوطن

هذا وتحسر صخرة دفاع المنتخب الجزائري طارق لعزيزي على تفويت العديد من اللاعبين فرص الاحتراف خارج أرض الوطن بسبب الخدمة الوطنية، حيث صدر قانون يمنع أي شاب من مغادرة أرض الوطن دون أداء واجبه العسكري، في وقت كانت تعيش خلاله البلاد دمارا شاملا وفوضى لا حدود لها، ليردف لعزيزي قائلا: "لقد أضاع العديد من اللاعبين فرصة الاحتراف خارج الوطن على غرار محمد راحم الذي كان متابعا من برشلونة، كما منعتني بطاقة الخدمة الوطنية من العودة إلى الجزائر بعد احترافي في تونس، وهو ما منعني من المشاركة في كأس أمم إفريقيا 1998".


عانينا من الإرهاب وكنا نخشى التنقل ليلا للعب المباريات

اختتم طارق لعزيزي سرده لحقائق المنتخب الجزائري في مرحلة التسعينيات، بالحديث عن معاناة اللاعبين مع الإرهاب الذي كان يهدد أي نشاط رياضي، مع ذكره مخاطر التنقل البري في ساعات متأخرة من الليل من أجل إجراء مباريات خارج العاصمة، سواء بالنسبة للاعبين أو حتى أنصار الأندية الذين ذهبوا ضحية العديد من الأعمال الإرهابية ليختتم طارق لعزيزي حديثه قائلا: "التنقل برّاً عبر أنحاء الجزائر كان شبه مستحيل إلا أننا رفعنا التحدي وأدّينا واجبنا كما يجب بالرغم من المخاطر التي كانت تهدد حياتنا".

المساهمون