نستكمل في الحلقة الثانية من فقرة "لحظات لا تنسى" والتي تتناول مواضيع عن العنصرية العمياء، قصة لاعب واجه تلك الأفعال الخاطئة والمشينة بطريقة مبتكرة، ليرد على من فعل ذلك، وينتصر على هذه الآفة.
لا يمكن أن نعتبر الأشخاص الذين يمارسون شتى أنواع العنصرية في ملاعب كرة القدم، مشجعين حضاريين، لأنهم يشوهون صورة الرياضة، ويقللون من قيمة واحترام لاعبين، كل همهم تقديم المتعة وجعل هذه اللعبة أجمل وأفضل.
يومها كان دانييل ألفيش لاعب برشلونة، متجها لتنفيذ الضربة الركنية، في مباراة فريقه أمام فياريال، في معقل الأخير (المادريغال)، وبينما كان اللاعب يهم بإرسال الكرة، رمى أحد المشجعين "فاكهة الموز" إلى الملعب، لكن الظهير البرازيلي، أذهل الجميع يومها، وأكد أنه شخص ذكي لا يستفز، صحيح أن الواقعة صعبة على أي شخص قد يعيشها، لكن ألفيش تعامل مع الموضوع بشكل مبهر.
اتجه دانييل لاعب البلاوغرانا نحو "الموزة"، فأمسكها، لكنه لم يرمها إلى بعيد، بل قرر أكلها، واستمر في المباراة، ولعب الكرة بشكل طبيعي، وفاز حينها فريقه بنتيجة 3-2، ويومها عنونت عديد الصحف "ألفيش يأكل العنصرية"، في إشارة إلى التصرف السليم الذي قام به اللاعب، حيث لم يقم بالشتم، ولم يفقد أعصابه إطلاقا، مبدياً رباطة جأش كبيرة.
وبعد اللقاء خرج ألفيش للرد على تلك الأفعال ومرتكبيها، ومن ضمنهم ذلك المشجع، والذي حرم من دخول ملعب الغواصات الصفراء مدى حياته، لأنه تصرفه بالفعل لا يمت بصلة إلى المشجعين المنفتحين، والذين يعرفون أن كرة القدم هي فرصة للتعارف والتلاقي والاستمتاع، وأن هذه الطرق تشوه صورة الرياضة، وتجعلها تتراجع للوراء.
وقال حينها ألفيش عن هذا الموضوع: "لقد اكتفينا من مثل هذه الأفعال في الملاعب الإسبانية، عليك أن تأخذ في بعض الأحيان هذه الأمور بقليلٍ من الفكاهة، نحن لا نغير الأشياء بسهولة، إذا لم تعطهم أهمية، فلن يتمكنوا من الوصول إلى هدفهم".
اقرأ أيضاً: