لبنان يحضّر لشكوى في مجلس الأمن ضدّ الخروقات الإسرائيلية
العربي الجديد ــ بيروت
"يونيفيل" أعلنت أنها ستتحقق من الاتهامات الإسرائيلية (فرانس برس)


أعلنت الخارجية اللبنانية، في بيان لها أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، أن الوزير جبران باسيل  "أعطى التعليمات" لتحضير شكوى ضدّ دولة الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن حول خروقاته المتكرّرة في لبنان، والبالغة نحو مائة وخمسين خرقًا شهريًا.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن حكومته بصدد طلب عقد اجتماع لمجلس الأمن حول "أنفاق حزب الله"، التي زعم الاحتلال أنّه بدأ عملية عسكريّة، "قد تستمر حسب الحاجة"، من أجل هدمها على طول الحدود الشمالية.

وأفادت الوكالة اللبنانية، أيضًا، بأن اجتماعًا ثلاثيًا عقد صباح اليوم في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، اللواء ستيفانو ديل كول، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن الطيار أمين فرحات.

وبحسب ما أوردته الوكالة، فقد "شدد الجانب اللبناني على موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، والرافض لخروقات العدو الإسرائيلي الجوية والبحرية والبرية والاستفزازات المتكررة وطالب بوقفها. كما جدّد مطالبته بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر".

وأضافت أن الطرف اللبناني اعتبر أن "مزاعم العدو المتعلقة بوجود أنفاق عند الحدود الجنوبية هي مجرد ادعاءات لحينه"، مطالبًا بـ"معلومات دقيقة وإحداثيات عن الأماكن التي زعم العدو الإسرائيلي أنها تحتوي على أنفاق، وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه". كذلك شدّد على "عدم قيام العدو بأي أعمال داخل الأراضي اللبنانية".


وأكد كذلك "التزام لبنان بالقرار 1701 وبحدوده المعترف بها دوليًا"، مطالبًا بتنفيذ قرار الأمم المتحدة "القاضي بالطلب من العدو الإسرائيلي ضرورة دفع المستحقات المترتبة على عدوانه على المنشأة النفطية في الجية في عام 2006، والتي نجمت عنها أضرار بيئية جسيمة بقيمة نحو 856.4 مليون دولار".

وعلى الطرف المقابل، أعلنت "يونيفيل"، عقب الاجتماع، أنها تعتزم إرسال فريق تقني إلى إسرائيل، غدًا الخميس، للتأكد من الاتهامات الإسرائيلية بشأن أنفاق "حزب الله".

وقال رئيس بعثة "يونيفيل"، اللواء ستيفانو ديل كول، في بيان، إن الاجتماع كان مقررًا قبل بدء عمليات الجيش الإسرائيلي أمس، مشددًا على أهمية ضمان وصول "يونيفيل" بشكل كامل إلى جميع المواقع على طول الخط الأزرق.

وناشد جميع الأطراف تقديم الدعم الممكن للحد من "مستوى الخطاب المرتفع"، داعيًا "الأطراف كافة إلى الامتناع عن القيام بأي عمل أحادي قد يؤثر سلباً على الوضع".

من جانبه، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي بالنواب اليوم في مقره ببيروت، إن "المزاعم الإسرائيلية حول الأنفاق، لا تستند إلى أية وقائع صحيحة على الإطلاق".

وأضاف بري أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو المحاصر داخليًا، يحاول القيام بمثل هذه الأمور للتغطية على الوضع الداخلي"، وفق ما نقلت عنه وكالة "الأناضول".

في الأثناء، صرّحت قيادة الجيش اللبناني بأنه "على ضوء إعلان العدوّ الإسرائيلي فجر الثلاثاء إطلاق عملية درع الشمال، المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، تؤكّد قيادة الجيش أن الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة".

ولفتت إلى أن "وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تقوم بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب".