لبنان: هذه شروط سعد الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة

لبنان: شروط سعد الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة بعد رفع الغطاء عن دياب

02 يوليو 2020
الحريري غادر رئاسة الحكومة إثر الانتفاضة اللبنانية (Getty)
+ الخط -
لا يُمانع رئيس "تيار المستقبل"، النائب سعد الحريري، العودة إلى رئاسة الحكومة التي أسقطها الشارع اللبناني في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن "بشروطه الخاصة ونقطة على السطر". وشدد اليوم الخميس، في دردشة مع الإعلاميين، على أن "البلد بحاجة لطريقة مختلفة بالعمل كلياً، وإذا لم نخرج من المحاصصة وغيرها، فلن يتغيّر أي شيء، فالفراغ مدمّر، والفرصة للإنقاذ قائمة، والحلّ ببناء البلد على أسس جديدة".
ويقول عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علوش، لـ"العربي الجديد"، إنّ من شروط عودة الحريري، تشكيل حكومة من دون رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية)، وغير ممَثَّلة بوزراء يمثلون "حزب الله"، على أن تكون مؤلفة من اختصاصيين وأصحاب كفاءة قادرين على إيجاد مخرج للأزمة الخطيرة التي تشهدها البلاد ونلمس تداعياتها يومياً، من دون أن توضَع بوجههم أي خطوطٍ حمراء.
 
من شروط عودة الحريري، تشكيل حكومة من دون باسيل
 
في المقابل، يستبعد علوش وفق المعطيات الراهنة، موافقة فريق رئيس الجمهورية، وعلى رأسه جبران باسيل وحليفه "حزب الله"، على الشروط التي يضعها الحريري؛ فهم يتمسّكون بتغطية الوضع، رغم الكوارث المحيطة به، ويستمرون مع رئيس الحكومة حسان دياب برمي المسؤوليات باتجاه الآخرين بدل العمل على إيجاد المخارج والبدء بالإصلاحات الإنقاذية. ويرى أن التغيير الجذري يجب أن يبدأ بمنطق الإدارة السياسية في الحكم والإصلاحات المالية الجدية والتفاهم مع صندوق النقد الدولي وإقناع الدول بمساعدة لبنان الذي هو بأمسّ الحاجة للدعم الدولي والعربي.
 
 
أما بخصوص الشارع اللبناني الذي أسقط الحريري في "انتفاضة 17 أكتوبر"، فيعتبر علوش أنّ "اللبنانيين يريدون إصلاحات وحكومة تعطيهم الاطمئنان من خلال تثبيت سعر الصرف وتحسين الأوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية".
وسجل لبنان، في اليومين الماضيين، مشهدين لافتين: الأول في حركة السفراء، وخصوصاً السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، إذ كان تأكيد خلال اللقاءات للوضع الصعب الذي يمرّ به الداخل اللبناني، وعبّروا عن قلقهم إزاء الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها، وبحثوا في المستجدات على الساحة السياسية. وفي هذا السياق، يرى علوش أن حركة السفراء تأتي بعدما وصل لبنان إلى أماكن خطيرة جداً تتطلب البحث بشكل سريع وطارئ عن الحلول والبدائل والمساعدات، وخصوصاً من الدول الصديقة التي دائماً ما تقف إلى جانب الشعب اللبناني.
وقال الحريري: "لدينا أزمة اقتصادية، والمطلوب إجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة، وسمعت ما قاله حسان دياب الذي لم يتحدث عن الكهرباء والإصلاح، بل يكتفي بمهاجمة السلك الدبلوماسي الذي نحن بحاجة إليه من أجل مساعدة لبنان. هذه الأزمة ضربت الاقتصاد، إلا أن صندوق النقد الدولي يريد تقديم المساعدة مقابل شروط؛ وأنا فعلاً مصدوم من كلام دياب عن المؤامرة، وعلى الحكومة أن تساعد نفسها".
أما المشهد الثاني، فيتمثّل بعودة الحديث عن بدائل حكومية تطاول وزارات لم تكن على قدر تطلعات المواطنين، وعلى مستوى الأزمة، أو استقالة حسان دياب، شرط الإسراع في تشكيل حكومة جديدة؛ لأن الوضع لا يحتمل الفراغ. وقد طرح في الأيام الماضية اسم نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري الذي كان يتمسك به الحريري في التعيينات المالية، وهو الملقب بـ"الوديعة الأميركية في لبنان"، وهو الأمر الذي لم يتوقف عنده الحريري عند سؤاله من قبل الصحافيين عن الموضوع، مكتفياً بالقول إنه لن يغطي أي شخص قريب منه إلا إذا التزم شروطه.
بدوره، عاد نائب رئيس المجلس النيابي إيلي فرزلي، إلى نغمة أن الرئيس الحريري هو المدخل الرئيسي للحلّ، وفي صناعة لمّ الشمل اللبناني وإنقاذ البلد ووضع حدّ لإمكانية الاستمرار في حالة التدهور الاقتصادي والمعيشي والنقدي وعلى مستوى الانقسامات التي تزداد يوماً بعد يوم في الساحة اللبنانية، على حدّ تأكيد فرزلي اليوم من بيت الوسط خلال زيارته الحريري.
 
 
وقال فرزلي: "إن مسألة إعادة النظر بالتركيبة الحكومية، باتت أمراً من الباب اللزومي الذي يجب أن يفكر الإنسان به بصورة طبيعية، لا بل أناشد الرئيس دياب أن يذهب باتجاه العمل من أجل تحقيق وتسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة تساعد على إيجاد الحلول في المجتمع اللبناني".
 
باتت الحكومة تتخبط بين أطرافها بشكل علني يتزامن مع كثرة الحديث عن سجالات وإشكالات تسجل في كل جلسة
 
بدوره، نشر رئيس "حزب التوحيد العربي"، وهو ضمن فريق الثامن من آذار، وئام وهاب، تغريدة لافتة اليوم، دعا فيها الرئيس حسان دياب للاستقالة قبل أن يُسقطوه في الشارع، "لأن مفاوضات تدور في المجالس المغلقة لتشكيل حكومة والخلاف على بعض التفاصيل".
وهذه المفاوضات يبدو أنها بدأت تظهر مؤشراتها من خلال اللقاءات على الصعيد الداخلي بين الأطراف اللبنانية، وجولة اللقاءات التي استؤنفت، وأبرزها اليوم، بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي سبقها تلميح "تكتل لبنان القوي"، الذي يرأسه باسيل، أمس الأربعاء، إلى عجز الحكومة، وتوجيه رسائل قاسية لها من خلال نوابه والمسؤولين فيه، وهي التي باتت تتخبط بين أطرافها بشكل علني يتزامن مع كثرة الحديث عن سجالات وإشكالات تسجل في كل جلسة واجتماع وتهديدات بالاستقالة، الأمر الذي يراه النائب السابق مصطفى علوش "محاولة من باسيل لإنقاذ نفسه لأنه بسقوط لبنان يسقط الجميع، من هنا بدأنا نلحظ تغييراً في مواقفه ورفعاً تدريجياً من جانب فريق الثامن من آذار للغطاء عن دياب".
كذلك، ظهرت المؤشرات من خلال حركة السفراء والقلق الفرنسي الذي عبّر عنه وزير الخارجية جان إيف لو دريان، يوم أمس، خلال جلسة في البرلمان، ملمّحاً إلى زيارته لبنان قريباً لإبلاغ السلطات اللبنانية بذلك بشكل واضح.

 

المساهمون