لبنان: عام الاعتداءات والضغوط السياسيّة

لبنان: عام الاعتداءات والضغوط السياسيّة

28 ديسمبر 2014
التهديد بقتل فريق قناة "الجديد" في زحلة (فيسبوك)
+ الخط -
يُمكن أن يُعنوَن عام 2014 بعام الاعتداءات على الصحافيين من قبل الجهات الأمنيّة اللبنانيّة... بعدما كانوا قد لقيوا نصيبهم من قبل المسلّحين عام 2013. وهذا العام أيضاً، رُفعت دعاوى عدّة ضد الجسم الصحافي، إلى جانب تسجيل لبنان لأرقام قياسيّة في البتّ بدعاوى قضائية عدة متراكمة في محكمة المطبوعات لعامين خليا... كما شهد العام أيضاً، تهديدات لصحافيين على مواقع التواصل، لا تُعدّ ولا تُحصى.
هكذا يصف الباحث والمسؤول عن ملف لبنان في مركز "سكايز"، فراس تلحوق، العام 2014 حول حريّة الصحافة في لبنان. فالعام هذا، شهد اعتداءات معنويّة وجسديّة على الصحافيين، إضافةً إلى انتهاكاتٍ أخرى. ونالت قناة "ام تي في" حصة الأسد من هذه الاعتداءات. ففي شباط/ فبراير، أقدم عناصر تابعين لـ"حزب الله" على تفتيش فريق عمل القناة وتهديد أفراده في منطقة اللبوة. كما تعرض مراسل القناة، نخلة عضيمي، للتهديد في بلدة دلبتا الكسروانيّة، حين كان يصور تقريراً بيئياً في أيلول/ سبتمبر. وفي الشهر نفسه، أجبر فريق عمل القناة على وقف البث المباشر إثر تغطية المراسلة دنيز رحمة، لعملية خطف أيمن الصوّان في منطقة الطيبة ـ بعلبك.
وتعرّض مراسل القناة، حسين خريس، للاعتداء في الضاحية الجنوبيّة لبيروت خلال تغطيته الاحتجاجات إثر قتل الجندي اللبناني عباس مدلج على أيدي "داعش". كما أقدمت عناصر من حرس السرايا الحكومية في بيروت على ضرب مصور القناة رامي يوسف خلال تغطيته احتجاجات هناك.
حرس السرايا الحكومي اعتدوا أيضاً على صحافيين يُغطون انتخابات مفتي الجمهورية اللبنانية في آب/ أغسطس الماضي. وتعرّض هؤلاء بالضرب المبرح للزميل في "العربي الجديد" عبد الرحمن عرابي، إلى جانب صحافيين ومصورين كانوا هناك، كالصحافي في جريدة "المستقبل" حسام شبارو، والمصوّر في الـ"دايلي ستار" حسن شعبان.
وحصد عصام أبو رجيلي، مصوّر قناة "الجديد"، نصيبه بالضرب من طلاب الجامعة اللبنانيّة في تموز/ يوليو، ما أدى الى تحطيم الكاميرا واصابته بخلع بالكتف. كما اعتدى عناصر تابعون للنائب نقولا فتوش، في كانون الأول/ ديسمبر، على فريق قناة "الجديد"، المؤلف من المراسلة يمنى فواز والمصوّر سعد عياد بالضرب، كما هددوهما وشهروا السلاح في وجهيهما.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اعتدت عناصر قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات على الصحافيين خلال تغطيتهم إغلاق طريق الصيفي من قبل أهالي العسكريين المخطوفين.
واقتحمت مجموعة مناصرة للتيار الوطني الحر مكتب قناة "الجزيرة" في بيروت في سبتمبر الماضي. واختطف الصحافي رامي عيشة وزميله ييبي نيبرو في عرسال، في آذار/ مارس الماضي. كما تعرّض الصحافي محمد شبارو، على خلفية مقال يتعلق بسائق مفتي الجمهورية، الى حملة اتهامات وتهديدات على مواقع التواصل.
وفي نيسان/ أبريل، تعرض الإعلامي بسام أبو زيد لحملة شتائم بسبب تقرير صحافي متعلق بموضوع المحكمة الدولية. ومثلت الزميلة نانسي السبع أمام المحكمة العسكريّة للتحقيق على خلفية عرض قناة "الجديد" صوراً مسرّبة لجرحى من "داعش" داخل مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت.
ومارست السلطات السياسية ضغوطاً على الإعلام اللبناني، فاحتجب برنامج "نهاركم سعيد" على قناة الـ"ال بي سي" احتجاجاً.
وطاولت الانتهاكات أيضاً، الناشطين ومستخدمي الانترنت. واستجوب مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة المدوّن عماد بزي، بعد أن كتب على مدوّنته عن وزير الدولة السابق بانوس مانجيان. وهذا أيضاً ما حدث للمدوّن جينو رعيدي إثر مقال كتبه عن شركة "بونوفا"، كما تم استدعاء المدونة ريتا كامل، واحتجز المكتب الشاب كريم حوا.

المساهمون